بدأت اليوم الأحد في سوريا أول انتخابات برلمانية بعد سقوط نظام بشار الأسد، في حدث تاريخي يفتح الباب لمرحلة سياسية انتقالية جديدة للبلاد وسط إجراءات وآليات غير مسبوقة، وانتقادات واسعة حول تمثيل المحافظات وبعض تفاصيل العملية الانتخابية.
 

تفاصيل الانتخابات وآليتها
تجرى الانتخابات البرلمانية وفق آلية مؤقتة نص عليها المرسوم الرئاسي رقم 66 لعام 2025، حيث تم تشكيل لجنة عليا تدير العملية الانتخابية بقيادة محمد طه الأحمد، وحُدد عدد أعضاء البرلمان الجديد بـ 210 أعضاء، ينتخب ثلثاهم (140 نائبًا) من هيئات انتخابية مناطقية، بينما يعين رئيس الجمهورية "أحمد الشرع" الثلث الأخير (70 نائبًا). تعتمد الانتخابات على نظام غير مباشر: يقوم نحو 6 آلاف ناخب من هيئات محلية بالتصويت لاختيار النواب، ولا تجري الانتخابات مباشرة بين عموم الشعب بل عبر هذه الهيئات، التي اختيرت لضمان تمثيل الكفاءات والنخب الاجتماعية والمهنية.
 

المرشحون والمشاركة
وافقت اللجنة العليا على 1570 مرشحًا، منهم 14% من النساء، وتُجرى الانتخابات على مدى ثلاثين شهرًا قابلة للتمديد كولاية للبرلمان الجديد. وتضم القائمة شخصيات لافتة من مختلف المكونات أول مرشح يهودي منذ عقود—وسط ترقب محلي ودولي لنتائج العملية الانتخابية. ولا تشمل الانتخابات كل المناطق السورية بسبب الوضع الأمني؛ حيث تم تأجيل الاقتراع في مناطق الحسكة والرقة والسويداء لحين توفر الظروف المناسبة.
 

إعلان النتائج ومؤشرات المرحلة المقبلة
ينتهي التصويت الساعة 12 ظهرًا قابلة للتمديد حتى الرابعة عصراً، وتبدأ بعدها عملية الفرز العلني للصناديق وإعلان النتائج الأولية فورًا، مع إحالة الطعون إلى لجان مختصة، ليُعلن التشكيل النهائي للبرلمان خلال مؤتمر صحفي رسمي في اليومين المقبلين. من المتوقع أن يشكل البرلمان منصة لإدارة المرحلة الانتقالية لمدة 30 شهرًا قبل وضع دستور دائم وإجراء انتخابات مباشرة أوسع نطاقًا.

الانتخابات تجري عبر "هيئات ناخبة" مختارة من قبل لجان فرعية تشكلها اللجنة العليا للانتخابات بعد استطلاع الرأي من الفعاليات المجتمعية والرسمية. تتوزع هذه الهيئات على الدوائر الانتخابية الإدارية، حيث لا يسمح للعامة بالتصويت مباشرة، وعدد أعضاء الهيئة الناخبة حوالي 6000 شخص مختارين بطريقة تأخذ بعين الاعتبار التوزع السكاني والثقافي والعلمي. هناك لجان قضائية للبت في الطعون على قوائم الهيئات الناخبة.
 

ما هي صلاحيات البرلمان الجديد ومدة ولايته
البرلمان الجديد مكون من 210 عضوًا، ينتخب منها 140 عضوًا عبر الهيئات الناخبة، ويعين رئيس الجمهورية 70 عضوًا لضمان تمثيل عادل. مدة ولاية البرلمان تبلغ 30 شهرًا قابلة للتجديد، ويملك صلاحيات تشريعية مؤقتة لحين اعتماد دستور دائم وإجراء انتخابات جديدة وفقًا له. أعضاء البرلمان يتمتعون بحصانة برلمانية، ويصدرون القوانين ويشرفون على السلطة التنفيذية ضمن إطار المرحلة الانتقالية.
 

تأثير استبعاد ثلاث محافظات على شرعية البرلمان
تم تأجيل وإلغاء الانتخابات في محافظات الحسكة والرقة والسويداء لأسباب أمنية وسياسية، مع بقاء المقاعد مخصصة لتلك المحافظات شاغرة إلى حين تهيئة الظروف.
وختامًا، تتابع سوريا برهانات ثقيلة على أول برلمان بعد سقوط الأسد كخطوة مفصلية في إرساء أسس مرحلة انتقالية رغم تحديات التشكيك وغياب التمثيل الشعبي الكامل، وسط تطلعات محلية ودولية لإعادة بناء مؤسسات الحكم والتمثيل السياسي في البلاد.