ظهر القيادي الفلسطيني خليل الحية، رئيس حركة حماس ورئيس وفدها المفاوض، اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025، في أول ظهور مصور له منذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفته في العاصمة القطرية الدوحة، حيث أكد في كلمته الموجهة لشعب غزة والأمة العربية أن تضحيات أبناء غزة أصبحت تمثل نبض الأمة، مشيرًا إلى أن تضحياتهم "قلّ وعزّ نظيرها على مدار التاريخ"، ومتمنيًا أن تكون هذه التضحيات طريقا للنصر والتحرير والقدس.
الظهور جاء بعد أيام من الغارة الجوية الإسرائيلية التي وقعت في 9 سبتمبر 2025، استهدفت اجتماعاً لقيادات حركة حماس في الدوحة، وأسفرت عن مقتل نجل الحية، همام، بالإضافة إلى مدير مكتبه وعدد من مرافقيهم. ورغم فقدانه لنجله وأقاربه،
قال الحية بكل حزم: "لا فرق بين أي شهيد في غزة وبين ابني"، مؤكداً أن دماء الشهداء ستكون "طريقا للنصر".
خليل الحية تحدث عن ألم الفراق والخسائر الكبيرة التي تعيشها غزة، من فقدان آلاف الفلسطينيين من النساء والأطفال والشيوخ والمجاهدين، مشيرًا إلى أن الحزن على فقدان أبنائه لا يختلف عن الحزن على كل أبناء القطاع، وأنهم كلهم أبناؤه. هذه الكلمات تحمل مشاعر الوحدة الوطنية والتلاحم بين القيادة والشعب في وجه الاعتداءات المستمرة.
أوضح الحية أن غزة تواجه يوميًا جبروت الاحتلال وقصفه المستمر، لكنه رفض أن يفرق بين أبنائه وأبناء الشعب الفلسطيني عموماً، وقال إن دماء الشهداء سواء كانوا من عائلته أو من أبناء غزة جميعًا "طريق للنصر وطريق للقدس وطريق لخزي الاحتلال". كما أكد على أن تضحيات الفلسطينيين هي رسالة أمل وعزة وكرامة للأمة كلها، رغم الألم والدمار.
تصريحات خليل الحية تعبر عن منطق القيادة التي تلتحم بشعبها وتتقدم صفوفه، حيث يسير رموزها في درب الشهادة واحداً تلو الآخر، وهو منطق يفهمه الفلسطينيون الذين يرون في هذه التضحيات رمزاً للصمود والصبر، في مقابل تعنت الاحتلال الإسرائيلي وتصاعد عدوانه. هذه اللحظات المليئة بالعواطف تعكس مدى التحدي والإصرار في وجه محاولات الاحتلال لإخماد الروح المقاومة.
من ناحية أخرى، جاء هذا الظهور في ظل احتجاجات دولية ومطالبات بوقف الحرب المستمرة في غزة التي تخلف آلاف الضحايا المدنيين، وسط تصعيد متواصل بين إسرائيل والفلسطينيين. وتزامن هذا مع اعتذار إسرائيلي رسمي لقطر على انتهاك سيادتها عبر الغارة، وتعهد بعدم استهدافها مستقبلاً، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لتخفيف التوتر الدولي.
وخليل الحية هو أحد أبرز قادة حركة حماس، وله تاريخ طويل في المقاومة، حيث كان هدفاً لمحاولات اغتيال متعددة من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر السنوات. وهو اليوم يبرز كرمز للقيادة المقاومة التي تشارك الألم والانتصار مع شعبها، وتلتزم بمسار النضال حتى تحقيق أهدافها الوطنية.
وختم الحية كلمته بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل أن تتوج هذه التضحيات بالنصر والحرية للقدس وفلسطين كلها، مجدداً موقف الحركة الرافض للانكسار، ومدعياً أن الدماء التي سالت لن تذهب سدى.
كلمات بليغة لخليل الحيّة في أول ظهور له بعد محاولة الاغتيال..
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) October 5, 2025
دقيقتان تلخّصان منطق القيادة التي تلتحم بشعبها، وتتقدّم صفوفه، فيمضي رموزها على درب الشهادة واحدا إثر الآخر، فضلا عن الأهل والأبناء والأحفاد.
منطق لا يدركه المتصهْينون و"الصغار" الذي أعمتهم الأحقاد عن روية الحقائق. pic.twitter.com/fsS8b29lMO
هذا الظهور المصور الرسمي شكل رسالة واضحة للنظام الدولي والشعب الفلسطيني والعالم، بأن حركة حماس وقيادتها ما زالت صامدة وقادرة على الصمود، على الرغم من محاولات الاحتلال المستمرة لاستهدافها وتفكيكها من خلال اغتيالات وتدمير، كما يشكل رسالة أمل وعزيمة لأبناء غزة التي تواجه واحدة من أصعب وأقسى الحروب في تاريخها.
هذا المقطع الذي بثته قناة قطرية يحمل الكثير من المعاني والإيماءات السياسية والعسكرية، حيث يظهر الحية في وضح النهار، يتحدث بصوت ثابت وقوي، متحديًا الاحتلال، ومؤكدًا أن ثمن القيادة هو الدماء، وأن هذه الدماء هي التي تسير بالمقاومة على طريقها إلى تحقيق الأهداف المنشودة.