أعلنت إدارة مدرسة "ألسن الدولية – سقارة" بمنطقة المريوطية بمحافظة الجيزة عن إغلاق فصل صفّ الخامس الابتدائي مؤقتًا بعد تسجيل عدة إصابات مؤكدة بفيروس اليد والفم والقدم (HFMD).
القرار نُفِّذ ابتداءً من الأربعاء 30 سبتمبر 2025 وحتى يوم الأحد التالي لتمكين إدارة المدرسة وفرق التعقيم من تعقيم الفصل وإجراءات الوقاية، على أن يعود الطلاب لمقاعد الدراسة يوم الاثنين.
وأكدت مديرية التربية والتعليم بالجيزة أن القرار جاء كإجراء احترازي بعد رصد حالات محدودة داخل الفصل.
ما هو فيروس HFMD؟
فيروس اليد والفم والقدم (HFMD) مرض فيروسي تسببه عائلة الإنتيروفيروس (أشهرها كوكساكي A16 وأحيانًا Enterovirus 71، المرض شائع بين الأطفال، وخصوصًا دون سن الخامسة، لكنه قد يصيب الأكبر سنًا أحيانًا.
في معظم الحالات يمرّ المرض تلقائيًا خلال 7 - 10 أيام، لكنه شديد العدوى ويمكن أن يتفشّى بسرعة في المدارس وحضانات الأطفال.
الأعراض.. كيف يظهر المرض؟
تبدأ العدوى عادة بحمى ضعيفة إلى متوسطة وفقدان شهية واحتقان حلق. بعد يوم إلى يومين تظهر تقرحات مؤلمة داخل الفم، تليها بقع حمراء أو بثور على راحتي اليدين وأخمصي القدمين، وقد تظهر البثور على الركبتين أو الأرداف أو الأعضاء التناسلية.
في حالات نادرة قد تحدث مضاعفات عصبية (التهاب سحائي أو التهابات دماغية). معظم الحالات لا تحتاج علاجًا خاصًا سوى الرعاية التلطيفية ومراقبة الجفاف.
سبل الوقاية والإجراءات المنزلية والمدرسية
الوقاية تعتمد على إجراءات بسيطة لكنها فعالة؛ غسل اليدين المتكرر، تجنّب تبادل الأواني والمأكولات، تنظيف وتعقيم الأسطح والألعاب، إبقاء الأطفال المصابين في المنزل حتى تلاشى الحمى وتَجفّ البثور، وتوعية الأهالي بعدم تقبيل أو ملامسة البثور.
لا يوجد لقاح منتشر ضد HFMD في الغالب، لذا الاعتماد على النظافة والعزل المؤقت هو السلاح الأساسي.
ما الذي كشفته هذه الحادثة عن إدارة أزمة الصحة المدرسية؟
على مستوى الحدث، كان إغلاق فصل واحد وإجراء تعقيم خطوة سريعة ومُتوقّعة، لكن في سياق أكبر، تعكس الحوادث المتكررة لانتشار أمراض معدية بين طلاب المدارس هشاشة نظام الصحة العامة المدرسية في مصر وغياب سياسات وقائية واستباقية فعّالة على مستوى الدولة.
كثير من أولياء الأمور عبّروا عن قلقهم لعدم وجود آلية فحص سريعة أو إرشاد طبي واضح من وزارة الصحة أو إدارة التعليم المحليّة قبل تكرار الإغلاق والهلع بين الأهالي.
تصريحات مديرية الجيزة أكدت اتخاذ "إجراءات وقائية عاجلة" لكنها لم تقدّم خطة وطنية أو أرقامًا تبين حجم التفشّي.
من يتحمّل المسؤولية؟
منظمات حقوقية ومراقبون دوليون يشيرون منذ سنوات إلى تقلّص تمويل القطاعين الصحي والتعليمي في مصر، وزيادة الاعتماد على القطاع الخاص أو إجراءات مؤقتة بدل السياسات العامة الشاملة.
تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، عن تراجع تمويل التعليم في 2025 يوضح أن تراجع الاستثمارات يترك الفجوات الوقائية واسعة خصوصًا في المحافظات والطبقات المتوسطة والفقيرة، ما يجعل إدارة حالات معدية مدرسية أكثر تكلفة وارتدادية على الأسر.
هذه الحقائق تُلقي ضوءًا نقديًا على سياسات قائد الانقلاب العسكري التي تُقدّم مشاريع ضخمة إعلاميًا بينما تُهمِل تقوية الخدمات الأساسية.
توصيات واستنتاج
الحادثة في سقارة ليست مجرّد خبر محلي عابر بل مؤشر على قصور منظومة إدارة الصحة المدرسية.
وإجراءات إغلاق فصل وتعقيم جيدة لكنها تكاد تكون ضمادة على جرح طال انتظاره؛ الحلّ يحتاج إلى تمويل، وبرامج توعية منتظمة، فحوص دورية في المدارس، بروتوكولات واضحة للإبلاغ السريع وحزم دعم للأهالي والطلاب المصابين.
في بلد يُعلَن فيه عن مشاريع قومية باهظة بينما تُترك المدارس تواجه أمراضاً معدية بسيطة بلا منظومة وقاية مستدامة، يبرز السؤال السياسي: هل تُعطى الأولوية لصالح الناس أم لصالح صورٍ إعلامية تُسوّقها سلطات قائد الانقلاب العسكري؟
ملاحظة صحية سريعة للأهالي..
- راقبوا حرارة أطفالكم
- احرصوا على تدبير السوائل
- لا تُجبِروا الطفل المصاب على الذهاب للمدرسة حتى يلتئم ويزول الحمى
- اتباع تعليمات العناية المنزلية والوقاية.