تصاعدت الدعوات الحقوقية والسياسية، لتوفير الحماية الدولية العاجلة لأسطول الصمود العالمي المتجه نحو قطاع غزة، وذلك وسط تهديدات إسرائيلية جدية باعتراضه عسكريًا في عرض البحر، في وقت يترقب فيه العالم وصول هذا الأسطول الضخم الذي يضم أكثر من 40 سفينة ومئات النشطاء من 44 دولة.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان مشترك أصدرته فروعها في تونس والجزائر والمغرب، تحت عنوان: “على أعضاء جامعة الدول العربية التحرك لحماية أسطول الصمود العالمي”، إنها تشعر بـ“قلق بالغ إزاء التهديدات الموجهة للأسطول الذي يحمل مساعدات إنسانية عاجلة وحيوية إلى سكان غزة المحاصرين منذ أكثر من 18 عامًا”، مؤكدة أن الوضع الإنساني في القطاع “بلغ مرحلة حرجة من المجاعة والانهيار الصحي شبه الكامل”.
في الساعات الـ24 المقبلة، من المتوقع أن يدخل أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة - وهو أكبر مبادرة من نوعها - منطقة عالية الخطورة في البحر الأبيض المتوسط، حيث قد تحاول القوات الإسرائيلية اعتراضه كما فعلت سابقًا.
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) September 30, 2025
لقد أبحر الأسطول، الذي يحمل الغذاء والدواء والإمدادات الإنسانية… pic.twitter.com/D7hcFn2nEN
تهديدات إسرائيلية وتصعيد محتمل
الأسطول الذي يبحر حاليًا في منطقة وُصفت بـ“شديدة الخطورة” يواجه، بحسب تقارير إعلامية عبرية، خطر اعتراض إسرائيلي على بعد نحو 180 كيلومترًا من شواطئ غزة، أي في المياه الدولية. وكشفت قناة كان العبرية الرسمية أن الجيش الإسرائيلي يستعد “للسيطرة” على سفن الأسطول، في خطوة تعيد للأذهان حوادث مماثلة تعرضت لها سفينتا مادلين وحنظلة في يونيو ويوليو الماضيين، حين تم الاستيلاء عليهما بالقوة.
وحذرت منظمة العفو من أن أي اعتداء محتمل سيشكل انتهاكًا للقانون الدولي وقرصنة بحرية، مؤكدة أن الأسطول “مبادرة سلمية لكسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة”، ويأتي في وقت يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني ظروفًا كارثية تهدد حياتهم يوميًا بسبب الجوع والمرض.
مسؤولية عربية ودولية
وطالبت المنظمة جامعة الدول العربية بتحمل مسؤولياتها “القانونية والأخلاقية والسياسية” في حماية مواطنيها المشاركين بالأسطول، الذين يمثلون عدة دول عربية، إلى جانب مئات النشطاء الأجانب، مشددة على أن الموقف يتطلب إدانة علنية لأي محاولة إسرائيلية لعرقلة أو استهداف القافلة البحرية.
كما دعت العفو الدولية إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بعدم التعرض للأسطول وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة أن إدخال هذه المساعدات بات “واجبًا إنسانيًا عاجلًا وضرورة تضامنية لا يمكن تأجيلها”.
أوسع تحرك بحري منذ سنوات
ويُعد أسطول الصمود الحالي أكبر تحرك بحري من نوعه منذ سنوات، حيث يضم عشرات السفن المشاركة تحت إشراف اتحاد أسطول الحرية، حركة غزة العالمية، قافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية. وتحمل السفن كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمواد الإغاثية الضرورية، في وقت تغلق فيه إسرائيل جميع المعابر منذ 2 مارس الماضي، مانعة دخول الأغذية والأدوية رغم تكدس الشاحنات على الحدود.