ناقش الدكتور حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة، خلال زيارته إلى تشاتام هآوس في 2 سبتمبر 2025، مستقبل حل الدولتين في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة. وأكد في حديثه أن الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة قد تمثل "المحاولة الأخيرة" لتطبيق هذا الحل، مشددًا على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثل خطوة أولى ضرورية وليست نهاية المسار.

يأتي النقاش في توقيت حاسم، إذ دفعت إسرائيل بدباباتها وقواتها داخل مدينة غزة في مرحلة جديدة من هجومها العسكري المتواصل منذ نحو عامين، بينما تؤكد المنظمات الإنسانية وجود مجاعة بين السكان. وتشير تقديرات المسؤولين الفلسطينيين إلى مقتل أكثر من 63 ألف شخص في القطاع، في وقت تقول فيه إسرائيل إن هدفها القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن الذين أُسروا في عملية 7 أكتوبر 2023. المصدر هو تشاتام هاوس.

ردًا على الأزمة الإنسانية، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في يوليو أن لندن ستعترف بدولة فلسطين في اجتماعات الجمعية العامة المقبلة في نيويورك، ما لم تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار. وأوضح أن الاعتراف يشكّل أداة لدفع حل الدولتين باعتباره السبيل الأفضل لإنهاء الصراع.

وأشار الدكتور زملط خلال حديثه إلى أن "الاعتراف ليس نهاية الطريق، بل بداية ذات مغزى، خطوة أولى تفتح مسارًا دوليًا لتطبيق حل الدولتين بدلًا من الاكتفاء بالتفاوض عليه". وأضاف أن ما قد يحدث في نيويورك يمثل آخر محاولة واقعية لإنقاذ هذا الحل الذي يجري التمسك به منذ عقود.

وانضمت بلجيكا مؤخرًا إلى مجموعة من الدول – بينها فرنسا وكندا والمملكة المتحدة – تعهّدت بدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم المعارضة الشديدة من إسرائيل والولايات المتحدة. وقال زملط إن "المنطقة والعالم يبحثان بشكل يائس عن مسار بديل، وهذا الاعتراف يشكل جزءًا من هذا البحث".

وتطرّق زملط إلى المسؤولية التاريخية للمملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن "الاعتراف ستكون له أهمية خاصة بسبب إرث الحقبة الاستعمارية ووعد بلفور 1917 الذي منح أرضنا من دون استشارتنا. ننظر إلى الاعتراف باعتباره تصحيحًا لظلم تاريخي".

وأكد أن كل دولة تتحمل مسؤولية، موضحًا: "يكفي ثلاثون عامًا من التذرع بأن الولايات المتحدة وحدها مسؤولة. على كل دولة أن تتخذ موقفًا، فهي إما جزء من الحل أو شريكة في الإبادة والجرائم".

وفي ما يتعلق بمستقبل غزة، أقرّ زملط بأن حماس "لن تختفي ببساطة"، لكنه كشف عن توافق مبدئي بين الأطراف على إدارة تكنوقراطية لا تضم حماس أو أي فصيل سياسي آخر. وأوضح أن الفلسطينيين يجب أن يختاروا حكومتهم عبر صناديق الاقتراع بحرية، بعيدًا عن أي إملاءات خارجية، مؤكدًا: "لن نقبل نحن ولا شعبنا بأقل من الديمقراطية، حيث يبقى الشعب مصدر الشرعية الوحيد".

وختم بأن الاعتراف الدولي يمثل خطوة حقيقية نحو مسار مختلف، لكنه يحتاج إلى التزام عالمي وضغط سياسي مستمر لإنهاء معاناة الفلسطينيين وفتح الطريق أمام حل سياسي عادل ومستدام.

https://www.chathamhouse.org/2025/09/recognition-palestinian-state-first-step-says-dr-husam-zomlot-chatham-house