حينما جاء الرئيس محمد مرسي، بمشروع تطوير محور قناة السويس، لتعظيم فوائد مصر وإيراداتها من قناة السويس، إلى 100 مليار دولار سنويا، في الوقت الذي تدر على مصر فقط 6 مليار دولار، خرج الانقلابيون من رجال العسكر والاعلام، ليتهموا مرسي بالخيانة، وبيع قناة السويس للقطريين والاتراك، ورفض قادة الجيش المشروع بدعاوى تهديد الأمن القومي المصري.

وبعد الانقلاب العسكري وسيطرة العسكر على الحكم، بدأت مسيرة التنازلات والتفريط والخيانة في أصول مصر لصالح الامارات، التي بدأت موانئ أبوظبي السيطرة على موانئ مصر واهم الواقع الاسستراتيجية في عموم مصر، وباتت الاارات تسيطر على موانئ الدخيلة ودمياط وبورسعيد والعين السخنة وغيرها.

إلى أن جرى أمس 5 مايو 2025،  توقيع اتفاق الخيانة الوطنية الرسمية.

ففي اتفاقية جديدة تعكس مدى استمرار التمدد الاقتصادي الإماراتي في مصر، أعلن مجلس الوزراء توقيع عقد بين العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي، يقضي بتطوير الأخير لمنطقة “كيزاد شرق بورسعيد”.

 

الاتفاقية، التي تم توقيعها بحضور رئيس الحكومة مصطفى مدبولبي، تهدف إلى تطوير وتشغيل منطقة صناعية ولوجستية متكاملة على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا، حيث تقع المنطقة بالقرب من مدينة بورسعيد، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ضمن المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

 

وبهذه الاتفاقية تمضي أبو ظبي في توقيع صفقات ظاهرها الاستثمار وباطنها إحكام السيطرة على مناطق استراتيجية، حيث تبقى هي المستفيد الأكبر من هذه الشراكات.

 

مدة حق الانتفاع

   رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وليد جمال الدين، قال إن الاتفاقية بنظام حق الانتفاع لمدة 50 عامًا، وستتولى مجموعة موانئ أبوظبي تطوير البنية التحتية للمنطقة.

وأشار إلى أنها أيضا ستواصل جذب الاستثمارات في قطاعات متنوعة، مستفيدة من المزايا الفريدة التي توفرها المنطقة مثل الحوافز الضريبية المباشرة وغير المباشرة، والاتفاقيات الدولية، بالإضافة إلى إمكانات التصدير من خلال الميناء القريب.

 

عائد الحكومة المصرية

   فيما يتعلق بالعائد المالي للحكومة، أوضح جمال الدين أن الاتفاق ينص على حصول الدولة على نسبة 15% من الإيرادات التي تحققها الشركة من الاستثمارات في هذه المنطقة، أي أن كل إيراد يدخل للشركة من قبل مستثمرين يتم اقتطاع نسبة منه لصالح الدولة المصرية.

وحول حجم الاستثمارات المتوقعة، أشار رئيس الهيئة إلى أن المساحة الواسعة البالغة 20 مليون متر مربع تعني استثمارات بمليارات الدولارات، وإن كان من المبكر تحديد رقم دقيق، إلا أنه كشف عن أن تكلفة ترفيق البنية التحتية لمساحة 2.8 مليون متر مربع داخل المنطقة اللوجستية وحدها تتراوح بين 1 إلى 2 مليار دولار، وهي المرحلة الأولى من المشروع.

 

تفاصيل شروع “كيزاد شرق بورسعيد”

   اتفاقية تطوير «كيزاد شرق بورسعيد» تم توقيعها في القاهرة بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين المصري والإماراتي، بينهم الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، ومحمد حسن السويدي، وزير الاستثمار الإماراتي، والفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، إلى جانب الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء المصري.

وقد وقع الاتفاقية كل من اللواء بحري محمد أحمد محمود، نائب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للمنطقة الشمالية، وأحمد المطوع، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي.

وبموجب الاتفاقية، ستقوم مجموعة موانئ أبوظبي بتطوير المنطقة على مراحل، حيث تشمل المرحلة الأولى مساحة 2.8 مليون متر مربع، وستبدأ الأعمال الإنشائية في نهاية عام 2025، وتبلغ الاستثمارات المخصصة لهذه المرحلة نحو 120 مليون دولار تشمل الدراسات الفنية والسوقية وأعمال التشييد الأولية، ومن المنتظر أن تتضمن رصيفًا بطول 1.5 كيلومتر قد يضم مستقبلًا محطة شحن متعددة الأغراض.

 

استحواذ جديد

   وفي بداية يناير من العام الماضي أعلنت وزارة النقل توقيع عقد منح التزام بناء وتطوير وإدارة وتشغيل وتسويق وصيانة وإعادة تسليم محطات الركاب والسفن السياحيه بموانئ الغردقة وسفاجا وشرم الشيخ والعين السخنة مع مجموعة موانئ أبوظبي، وهو توقيع يختص بنوع آخر من السياحة هو سياحة الكروز، وذلك بعقد انتفاع يصل إلى 30 عاما.