أعلنت منظمة العابرين الليبية العثور على 15 جثة لمهاجرين مصريين على شواطئ مدينة طبرق شرق ليبيا، بعد تنفيذ عملية بحث وإنقاذ واسعة النطاق، بالتعاون مع الإدارة العامة لأمن السواحل الليبية.
وقالت المنظمة إن ستة من الضحايا تم التعرف على هوياتهم، فيما لا تزال هوية الجثث التسع المتبقية مجهولة حتى اللحظة، ما يزيد من معاناة أسرهم التي تعيش حالة من الانتظار القاتل والأمل المجهول في معرفة مصير أبنائهم.
هويات الضحايا المؤكدة.. مأساة متكررة من الشرقية إلى أسيوط
من بين الضحايا الذين تم التعرف عليهم: أحمد السيد كامل مهدي حنفي محمود علي – من بلبيس بمحافظة الشرقية، وقد عُثر في جيبه على بطاقة شخصية باسم سيد محمد كامل مهدي حنفي محمود، ما يشير لاحتمالية تبادل الهويات بين المهاجرين.
سعيد حسن بركات حسن – أيضًا من بلبيس، ما يكشف عن وجود أكثر من ضحية من نفس البلدة.
محمد سيد حسين حمدان – من محافظة أسيوط، أحد أبناء صعيد مصر الذين اضطروا لخوض رحلة الموت بحثًا عن لقمة العيش.
محمود (لم يُذكر الاسم الكامل) – من دلنجات بمحافظة البحيرة، وقد تعرف عليه بعض من رافقوه في الرحلة ونجوا من المصير ذاته.
محمد حسين البداري – تم التعرف عليه عبر شهود من الناجين.
سيد فؤاد – من بلبيس أيضًا، وتعرّف عليه مرافقيه.
وأشار بيان المنظمة إلى أن إحدى الجثث وُجدت تحمل خاتمًا في اليد اليمنى، ما قد يسهم في تحديد هوية صاحبها، في حال ظهرت بلاغات أو أوصاف متطابقة من عائلات المفقودين.
ليبيا.. بوابة الهروب الأخيرة
تعكس الحادثة مأساة مستمرة يعيشها آلاف الشباب المصريين، ممن يغامرون بأرواحهم عبر قوارب الموت التي تنطلق من السواحل المصرية أو تنقلهم سرًا إلى ليبيا كنقطة عبور نحو الشاطئ الأوروبي. وتحوّلت السواحل الليبية، خاصة الشرقية منها، خلال السنوات الأخيرة إلى محطة مركزية لتجارة البشر وشبكات تهريب المهاجرين.
ويقول مراقبون إن اختيار ليبيا كنقطة انطلاق يعكس حالة يأس متصاعدة لدى الشباب المصريين، نتيجة التدهور المستمر في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، إلى جانب القمع السياسي وغياب فرص العمل وتكاليف الزواج المفرطة وارتفاع الأسعار الجنوني.
الفقر والبطالة.. دوافع قاسية نحو البحر
لا تقتصر الحكاية على الجثث التي لفظها البحر، بل تمتد لتشمل قصة كل شاب قرر مغادرة بلده رغم إدراكه للمخاطر. في بلد يعاني من أزمات اقتصادية خانقة، وارتفاع معدلات البطالة، وتدهور قيمة العملة المحلية، يجد الكثير من الشباب في ركوب البحر فرصة – رغم خطورتها – للهروب من واقع يراه ميّتًا أصلاً.
ورغم الجهود الرسمية المعلنة للحد من الهجرة غير النظامية، إلا أن الحوادث تتكرّر بشكل لافت، ما يشير إلى فشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية في احتواء الأزمة من جذورها.