17/2/2009
حالة من الابتزاز الرخيص يمارسها الكيان الصهيوني على الوسيط المصري وحماس في اتفاق التهدئة ، ذلك بخلط كافة الأوراق في ملف واحد، التهدئة والأسير شاليط وما يسمى بتهريب السلاح عبرمصر، في محاولة أخيرة ومكشوفة للراحل أولمرت أملاً في تحقيق أي إنجاز ولو إعلامي في الوقت الضائع وقبل قدوم الحكومة الجديدة، مستفيداً من عدة أوضاع على المستوى المصري والإقليمي والدولي ، فمصر في موقف لا تحسد عليه خاصة بعد العدوان على غزة وما وجه إليها فيه من اتهامات أشدها الشراكة في العدوان وأخفها خداع وتهميش الكيان الصهيوني لها ، وعلى الطرف البعيد في أمريكا حيث حالة التحريض الإعلامي"الواشنطون بوست" ضد نظام مبارك بمظلة كاذبة تتردد كلما أرادت الإدارة الأمريكية ابتزاز النظام المصري وهي أكذوبة الحريات وحقوق الإنسان ، لذا فمصر تحاول وبكل جدية "بتجاوز الضغوط على وفد حماس المفاوض" أن تحقق نجاحاً ملموساً في الملف الفلسطيني أملاً في استعادة الدور الإقليمي المفتقد بعد ظهور المنافسين الجدد من هنا وهناك وأيضاً لأهمية الملف الفلسطيني لمصر شعبياً وسياسياً وأمنياً ، لذا فقد جاء تصريح الرئيس مبارك من المنامة حازماً وواضحاً بأن التهدئة لا صلة لها بملف شاليط ، وعلى الطرف الحمساوي فإن الثبات السياسي والتفاوضي لا يقل شموخاُ عن الثبات الميداني أثناء المحرقة على غزة ومع ذلك فحماس لا تمانع من السير في طريقين الأول للتهدئة والثاني لتبادل الأسرى دون خلط و ابتزاز ، لكن السؤال المطروح ماذا لو فشلت الوساطة وتعنت الكيان الصهيوني ولم تتم التهدئة؟ في هذه الحالة يجب وببساطة شديدة أن تعلن مصر وبكل وضوح وشفافية كشف الغطاء عن كل الأوراق ليعلم الرأي العام من الذي أفشل التهدئة ليتم التعامل معه بمثل ما تم التعامل مع حماس حين اتهمت بأنها التي لم تقبل بتمديد التهدئة وكان العدوان العسكري والإعلامي الآثم على غزة وبالتالي منح كل الاستحقاقات للشعب الفلسطيني ومنها:
** مواقف مصرية سياسيةأكثر قوة وجدية ضد الكيان الصهيوني الذي لا يعتبر وسيط ولا شريك
** الدعم العربي والإسلامي على المستوى الرسمي للحق الفلسطيني في المقاومة المسلحة لتحرير أراضيه
** فتح معبر رفح المصري الفلسطيني فوراً كمنفذ هام وحيوي لسكان غزة وكورقة ضغط ضد الكيان الصهيوني
** الرعاية العربية الجدية العادلة والمنصفة للحوار الفلسطيني لإنهاء حالة الانقسام والتغلب على الشكوك والمحاذير والمخاطر التي يتعرض لها هذا الملف من الوسيط والشريك سواء بسواء
** دخول أطراف وسيطة أخرى تمتلك أوراق أكثر تأثيراً وقراراً أقوى فاعلية وإرادة أكثر تضامناً
** الإعمار الفوري والعاجل وإغاثة شعب غزة الذي دفع ثمن الغطرسة الصهيونية والتخاذل العربي والإسلامي الرسمي
عموماً الفرص مازالت متاحة بل ورائعة ولكن ...
مدير مركز الفجر للدراسات والتنمية

