بقلم/ شعبان عبدالرحمن *


‏حادث بهذا الحجم  "أدى إلى تفحمٍ بكامل مبنى المديرية " - وفق بيان النائب العام - يطرح تساؤلات عديدة عن خسائره الحقيقية وأسباب وقوعه ودلالته في هذه المنطقة الاستراتيجية والتاريخية، ويتركز ذلك فيما يلي :
‏1-  فمحافظة الإسماعيلية هي إحدى المحافظات الثلاث ( السويس – الإسماعيلية – بورسعيد ) التي تطل على المجرى الملاحي لقناة السويس ذو الأهمية الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية والتاريخية، وبالتالي فوقوعه يؤشر لإمكانية تهديد عملية الملاحة في القناة وبما يمكن أن يضطر دول العالم في التفكير في ممر بديل لتجارتها  . 
‏2-  أن محافظة الإسماعيلية حيث وقع الحريق هي إحدى البوابات المهمة إلى شبه جزيرة سيناء حيث إحدى أخطر بؤر التوتر الأمني.. ويؤشر إلى أن الانهيار الأمني امتد إلى محافظات القناة وبالتالي إمكانية تسلله إلى داخل مصر .
‏3-  إن البيانات الأمنية التي تصدر تباعا مبشرة بالقضاء على الإرهاب في سيناء ثم سرعان ما يطل برأسه مرة أخرى بشكل أكثر شراسة يُفقد الثقة في بيانات الأمن، كما أن تفريغ سيناء من سكانها رسّخ حالة من العداء بين الدولة وجزء مهم من الشعب المصري كان يمكن أن يكون سلاح مصر الرادع لكل ما يهددها. 
‏4-  إن مبنى مديرية الأمن المحترق الذي يقع في منطقة تاريخية تعد إحدى محطات الكفاح الوطني التاريخية ضد الاحتلال الانجليزي، ففيها حدثت معركة الشرطة المصرية مع قوات الاحتلال الإنجليزي في25 يناير من عام 1952م الذي بات عيدا للشرطة المصرية .. 
‏ومن هنا فعندما يحدث اختراق أمني بهذا الحجم لمنطقة بهذه الأهمية التاريخية والاستراتيجية فإن الأمر يحتاج لمراجعات كثيرة ودقيقة  .
——————
* مدير تحرير المجتمع الكويتية والشعب المصرية- سابقا