فتحت قضية إهانة المعتمر المصري على يد أحد أفراد الأمن داخل المسجد الحرام، باب النقاش حول وقائع مشابهة تعرض لها حجاج ومعتمرون مصريون ومرت مرور الكرام دون أي رد فعل رسمي من جانب السلطة في مصر.

 

ووثق مقطع فيديو واقعة الاعتداء على المعتمر المصري ورفع يديه عليه أثناء جلوسهما داخل المسجد الحرام، ومطالبة المعتمر المصري لفرد الأمن بعدم مد يديه قائلاُ: "ايدك ما تتمد أنا بكلمك بكل ذوق واحترام المفروض تتعامل كدا انت كمان".

 

المفارقة أن هذا المكان الأقدس على وجه الأرض هو مكان عبادة واطمئنان، لكن ووفقًا لشهادات كثير من المعتمرين والحجاج، فإن مثل هذه الاعتداءات والإهانات من جانب أفراد الأمن السعوديين تتكرر يوميًا داخل الحرم، حيث يشكون من فظاظة وخشونة تصل إلى حد التطاول باليد في بعض الأحيان.

 

لا يقتصر الأمر على الرجال بل للنساء نصيب من ذلك، دون مراعاة لأية حرمات في بيت الله الحرام، حتى بلغ الأمر بالتهديد باقتيادهن إلى مراكز الشرطة لاحتجازهن. 

 

اعتقال وترحيل لمعتمرين مصريين 

 

وقد تعرض بعض المعتمرين المصريين في بعض الأحيان للاعتقال والترحيل، وهو ما تم توثيقه من جانب الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين التي تأسست في ماليزيا في عام 2018، حيث رصدت اعتقال وترحيل معتمرين مصريين بطريقة غير قانونية من السلطات السعودية، بحيث تم توثيق اعتقال 73 معتمرًا مصريًا وترحيل 66 آخرين إلى بلادهم بالقوة عام 2017.

 

ووثق التقرير شكاوى من مواطنين مصريين حول تفتيش وفحص هواتفهم والتحقيق معهم في مطار جدة.

 

ويرى مراقبون أن رد الفعل الرسمي من جانب مصر لا يرتقي إلى الشكل المطلوب في مواجهة مثل هذه الإهانات والتعديات على المصريين بالسعودية، ولا يعدو الأمر في كل الأحوال أن يكون "مسكنات" لتهدئة خواطر المصريين. 

 

ويقارن البعض تلك المواقف الهزيلة بمواقف لدول وسفارات دول أخرى حين تتعرض عمالتها لأية انتهاكات أو إخلال ببنود التعاقد معها، وهو ما يعكس نظرة التقدير والاحترام من جانب تلك الدول لرعاياها، بغض النظر عن طبيعة عملهم.

 

أحمد الجيزاوي

 

وليس ببعيد عن الأذهان قضية المحامي أحمد الجيزاوي، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات والجلد بدعوى العثور بحوزته على كميات كبيرة من الأقراص المخدرة معه في مطار جدة. 

 

لكن السبب الحقيقي هو قيامه بمقاضاة السلطات السعودية، يتهمها بممارسة الاعتقال التعسفي والتعذيب في حق عدد كبير من المواطنين المصريين دون أي إجراءات قانونية.

 

وتسبب اعتقال الجيزاوي في أزمة بين السعودية ومصر، بعد أن قررت الرياض استدعاء سفيرها في القاهرة، وإغلاق السفارة وقنصلتيها في الإسكندرية والسويس بسبب مظاهرات نددت باعتقال المحامي المصري.

 

وعلى الرغم من كل التحركات المصرية، إلا أن محكمة سعودية أصدرت حكما بجلد المحامي أحمد الجيزاوي 300 جلدة، والسجن 5 سنوات، بتهمة تهريب مواد مخدرة للأراضي السعودية.

 

وفي فبراير 2013 تم قبول استئناف مقدم من الجيزاوي على الحكم، لكن المحكمة أيدت في ديسمبر 2013 الحكم السابق. فاستأنف المحامي من جديد على الحكم وصدر في عام 2020 قرار بحفظ القضية.

 

اعتداء على عمال مصريين بالسعودية 

 

وفي مايو الماضي، تعرضت مجموعة من العمال المصريين في السعودية، لاعتداء من كفيلهم. وانتشر فيديو للواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه شخص سعودي يعتدي على شخص آخر من بين العمال المصريين داخل مسكنه، وتطور الأمر إلى تقديم مجموعة العمال شكوى للسفارة المصرية بالرياض، والتي تحركت بدورها قانونيًا ضد الكفيل السعودي.

 

مقتل صيدلي مصري بالسعودية 

 

وقتل الصيدلي الصيدلي المصري أحمد طه علي في نوبمر 2018 أثناء أداء عمله بإحدى صيدليات مدينة جازان عقب رفضه إعادة علبة بامبرز دون فاتورة طبقا لتعليمات إدارة الصيدلية، وفجرت الجريمة بركانا من القصص المأساوية حول معاناة العمالة المصرية بالسعودية.