في تدوينة على الفيس بوك، قام الخبير الاقتصادي تامر النحاس بتوجيه انتقادات حادة للحكومة وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي على خلفية الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشه الشعب المصري. وتناول النحاس في كلامه العديد من القضايا التي تبرز حجم المعاناة اليومية التي يعيشها المواطن العادي، مُسلطًا الضوء على السياسات الاقتصادية التي أدت إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية وتدهور مستوى المعيشة.

 

الشعب لا يُسمع له ولا يُحترم

 

من بين أبرز النقاط التي طرحها النحاس كانت مسألة تجاهل الحكومة لمطالب الشعب وعدم احترام أولوياتهم. حيث أشار إلى أن الشعب المصري يعاني من ضغوط اقتصادية متزايدة دون أن يتم استشارتهم أو أخذ آرائهم في صلب أولويات الحكومة. ولفت إلى أن الإجراءات الاقتصادية الحالية لا تتماشى مع احتياجات المواطن البسيط، بل تركز على إصلاحات اقتصادية لا يُستفاد منها بشكل مباشر.

 

النحاس شدد على أن هذه السياسات لا تلبي احتياجات المواطنين الذين يعانون من غلاء الأسعار، واصفًا ذلك بأنه "تخريب للسياسة" واختفاء للأمل لدى العديد من المصريين. ومع استمرار الأزمة، فإن الشعب يشعر أن الحكومة لا تسمع صوته ولا تهتم بمشاكله الحقيقية، ما يزيد من حالة الإحباط العام.

 

هجرة العقول وفقدان الأمل

 

النقطة الثانية التي سلط عليها النحاس الضوء هي هجرة العقول، حيث أشار إلى أن العديد من الشباب يهربون من البلاد إما عن طريق الهجرة المنظمة أو غير المنظمة بحثًا عن فرص أفضل في الخارج. وكأن الوضع قد أصبح طبيعيًا أن نجد شبابًا يغادرون وطنهم ويعرضون أنفسهم لمخاطر كبيرة بحثًا عن حياة أفضل، بينما الحكومة تُصر على تقديم صور مزيفة عن "الإصلاح" الذي لا يُجدي نفعًا.

 

النحاس أضاف أن تلك الهجرة تؤدي إلى تراكم الأزمات، حيث أن الشباب الذين يفرون من الوطن يتركون خلفهم أسرًا تشعر بالخذلان، وبأن الدولة لم تقدر جهدهم ولم توفر لهم الظروف التي تمنحهم فرصة للبقاء والنجاح في بلادهم.

 

تدهور الأحوال الاقتصادية

 

وأعرب تامر النحاس عن استيائه من الأوضاع الاقتصادية الراهنة التي أدت إلى إفلاس العديد من أصحاب الأعمال وتسريح العمال. وبحسب تصريحاته، فقد أغلقت العديد من الشركات أبوابها بسبب تبعات ما يسمى بالإصلاح الاقتصادي، بينما تعرض العديد من الموظفين للبطالة بسبب السياسات التي أثرت على قطاع الأعمال. كما أشار إلى أن الكثير من المواطنين فقدوا مدخراتهم نتيجة لتدهور قيمة الجنيه، ورغم ذلك تستمر الحكومة في التأكيد على نجاح هذه السياسات.

 

النحاس وصف هذه السياسات بأنها "إصلاحات لا تُحتمل"، مشيرًا إلى أن الشعب المصري ليس في حاجة إلى المزيد من هذه الإصلاحات التي لا تقدم لهم شيئًا سوى زيادة في المعاناة.

 

الانتخابات والمشاركة الشعبية

 

فيما يخص الانتخابات، انتقد النحاس مشهد الانتخابات الصورية التي شهدتها البلاد، حيث كانت السلطة تستهدف إظهار "إقبال تاريخي" على الانتخابات رغم أن الواقع يثبت أن الشعب قد أصبح غير مهتم بالعملية السياسية. وقال أن الانتخابات أصبحت مجرد مسرحية لا تعكس الواقع ولا تعبر عن إرادة الشعب، مضيفًا أن المواطن المصري أصبح بعيدًا عن متابعة ما يجري في الساحة السياسية.

 

النحاس أشار إلى أن هذا التلاعب بالأرقام والتقارير حول "إقبال تاريخي" هو مجرد محاولة لتجميل صورة الحكومة أمام العالم، بينما في الحقيقة كان الشعب قد فقد الثقة في العملية السياسية برمتها.

 

متى ستصدق الحكومة أن الشعب قد جفّ صبره؟

 

وفي ختام تصريحاته، تساءل النحاس عن متى ستدرك الحكومة أن الشعب قد وصل إلى أقصى حد من الصبر وأنه لا يتحمل المزيد من الإصلاحات التي تزيد من معاناته. وطرح سؤالًا مهمًا حول متى سيتوقف "الإصلاح" عن كونه مجرد شعارات فارغة، مؤكدًا أن الشعب لا يحتاج إلى المزيد من الوعود الزائفة بل إلى حلول حقيقية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها.

 

النحاس اختتم تصريحاته بالتعبير عن خيبة أمله من الأداء الحكومي، مُطالبًا الدولة بضرورة تقديم استجابة حقيقية لمطالب الشعب والاعتراف بحجم المعاناة التي يعيشها المواطن.


 

 

إن تصريحات تامر النحاس تبرز الفجوة الواسعة بين الحكومة والشعب المصري في التعامل مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. وقد تناول النحاس العديد من القضايا التي تكشف عن تدهور الأوضاع الاقتصادية وزيادة معاناة المواطنين، واصفًا الوضع الحالي بأنه غير قابل للاستمرار. وبناءً على ذلك، فإن رسالة النحاس تتلخص في ضرورة أن تعيد الحكومة النظر في سياساتها وأن تنصت إلى مطالب الشعب وتخفف من الضغوط التي يعانون منها.