محمد السروجي*
يوماً بعد يوم يتقدم مرسي الرئيس ومصر الثورة خطوات واثقة إلى الأمام نحو الهدف الوطني والقومي المنشود في استعادة مصر الكبيرة لزمن الكبار، زمن القيادة والريادة العملية لا الوهمية، خطوات ولقاءات وزيارات هنا وهناك في الداخل المصري والمحيط الإقليمي بل والمجتمع الدولي، زيارات مرسي الرئيس ذات دلالات وتداعيات كبيرة في الشكل والتوقيت والمضمون، أهمها وضوح بوصلة السياسة الخارجية المصرية في الاتجاه الصحيح بداية من المحيط العربي خاصة الخليجي ثم العمق الأفريقي وأخيراً المجتمع الدولي باتساعه الكبير، ترتيب مقصود، يثمن مكانة الدول بأولوية متعمدة ومصالح مشتركة، منها:
** الخليج أولاً ... ليطمئن الملوك والأمراء أننا لم ولن نتدخل في الشأن السياسي لأحد ونحترم سيادة الدول على أراضيها ، وأن مصر لم ولن تصدر ثورتها لأحد فالشعوب هي صاحبة الشأن الوحيد في تقرير مصيرها وعلاقتها بانظمة الحكم فيها ، فضلاً عن عدد العمالة المصرية في الخليج خاصة السعودية "1،8 مليون مصري" وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية على مصر وشعب مصر
** العمق الأفريقي ثانياً ... لشبكة المصالح المرتبطة بقضايا الأمن القومي الصهيوني في عدد غير قليل من دول القرن الأفريقي وتهديداتها لدول القارة السمراء
** المحيط الأقليمي ثالثاً ... حيث أقطاب التأثير والفعل السياسي والاقتصادي والأمني ، في تركيا وإيران، بعد فترات طويلة من الغياب المصري والتمدد لكلا البلدين في دول المنطقة ما بات يهدد ملفات كثيرة وشائكة، على المستوى المشروعي والعقدي والمذهبي، لذا كان المبادرة المصرية باللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية وفقاً لرؤية شعب سوريا البطل هي مبادرة تعيد لمصر القيادة وطرح البدائل
** المجتمع الدولي رابعاً ... حين تغيرت بوصلة الحركة لاتجاه مفاجئ وغير معهود لكنه يعبر عن إرادة شعب ورئيس منتخب ، حين تخطى الرئيس مرسي المربع الأمريكي متجهاً لمربعات أخرى نبنى معها مصالحنا لنحقق أكبر النتائج بأقل التكلفة أو الخسائر، الاتجاه للصين بصفة خاصة وربما روسيا فيما بعد، يحرر مصر الدولة من كافة القيود بل الألغام التي تعود القطب الأمريكي وضعها في الطريق، معوقات شروط السلام وكامب ديفيد الاستراتيجي وشروط القروض وغيرها من الملفات الاخرى
خلاصة الطرح ... السياسية الخارجية المصرية بهذا الشكل والتوقيت والمضمون، تؤشر لسياسة واضحة ومعلنة واثقة وقادرة مؤثرة وفاعلة تؤسس لإيجاد نوع من التوازن المطلوب عالمياً، ليكون عالماً تحركه وتديره أقطاباً متعددة وعادلة، بدلاً من قطب واحد منفرد ومستبد وربما فاسد ومنحاز، مصر التي غابت قد عادت لنفسها وأمتها بل وللعالم،... عوداً حميداً يا مصر ....
___________
*كاتب مصري

