م/ محمد شكري علوان

• مازلت وسأظل عند إيماني بالدور الكبير للأحزاب السياسية في تكوين الوعي السياسي وتنمية الولاء والانتماء لدي الجماهير تجاه أمتها ووطنها، ومازلت شغوفا بتكوين الأحزاب الجديدة طالما تسعي لسد ثغرة أو ملأ فراغ في الحياة السياسية، ولكن أن يؤسس حزب أو ينشأ تيار لهوي في نفوس القائمين به أو لتحقيق مصالح لأشخاص بعيدا عن خدمة الوطن واحترام ثوابته ومرجعيته، فهنا لا مرحبا بهذا الحزب ولا ذاك التيار ولا القائمين عليه.

• إن من الآفات الكبرى الحالقة للمجتمعات والأفراد علي السواء الأثرة وإتباع الهوى وعبادة الأوهام، لقد رأينا في الفترة الأخيرة من الأحداث الجسام ما انكشف به أصحاب الهوى والأوهام وعبدة الذات الذين يؤثرون هواهم وأوهامهم علي مصلحة الأمة ومستقبل أجيالها،

• لقد ذكرني الإعلان عما سُمي بالتيار الثالث بكتاب قرأته منذ ما يزيد علي ثلاثة عقود للأستاذ الدكتور/ محمد محمد حسين الأستاذ بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وصاحب الكتاب الرائع "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر" بعنوان "حصوننا مهددة من داخلها" تناول فيه تحت عنوان "الجنس الثالث" قصة مجموعة من الشباب والفتيات من عدد من الدول، أغلبهم من إحدى الدول العربية، أعماهم الترف فأطلقوا لأنفسهم العنان فمارسوا كل أنواع الفواحش والرذائل حي فقدوا مع الوقت الشعور بأي لذة، وإذا بالذكور منهم لم يصبحوا ذكورا ولا ظلت الفتيات إناثا بعد ما مارسوه من عُهر وفُجر، فقد خرجوا جميعا من شرف الإنسانية وانحدروا وانتكسوا إلي حالة أحط من البهيمية وفي النهاية أطلقوا علي أنفسهم مصطلح "الجنس الثالث"
• إن التقلب علي موائد النفعية والانتهازية في المجال السياسي تنتج أناسا في مجال العمل السياسي أقرب ما يكونوا إلي الجنس الثالث ، فموائد الناصرية والشيوعية والصهيونية والليبرالية والأمريكية وصدام والقذافي ومبارك  وغيرها قد خَرجت أجيالا ممن يسمون بالنخب ظلما وزورا هم أبعد ما يكونوا عن الوطنية والأدلة علي ذلك أكثر من أن تعد واليكم بعد المضحكات والمبكيات:-

- النخب المصرية "المزيفة" تصدم شعبها وتتنكر لمبادئ ثورتها ، ويراهنون على فوز شفيق ، لتعيد البلاد إلى المربع الأول، سعيا لمصالح شخصية وفوائد آنية دون نظر لدماء الشهداء اوتقدير لكل التضحيات

- النخب المصرية "المزيفة" تدعو لمقاطعة الانتخابات الرئاسية في  جولة الإعادة ، رغم يقينهم بأن المجلس العسكري ورموز مبارك وأصحاب المصالح ورجال نهب المال العام يجيشون قواهم ويفتحون خزائنهم ليفوز أحمد شفيق ، ليعيد صناعة الوضع القديم

- النخب المزيفة ترفض قرار الرئيس مرسى بعودة مجلس الشعب المنتخب ولأول مرة انتخابا حرا نزيها ، والذي تم حله بحكم جائر، وفى انقلاب واضح على الشرعية، التي جاءت به. حتي تعجب من ذلك الكاتب البريطاني روبرت فيسك فقال بالحرف الواحد: "لا أصدق أبدا أن نوابا يحسبون أنفسهم على الثورة، نالوا عضوية مجلس الشعب المصري بإرادة شعبية، وجاءت بهم الشرعية، وتم حل مجلسهم في انقلاب على الشرعية، لا أصدق أن هؤلاء النواب يرفضون دعم رئيسهم، فى قراره الشجاع، ويقررون عدم العودة للمجلس، هؤلاء بفعلتهم هذه أخرجوا أنفسهم بأنفسهم من المعسكر الثوري"

- النخب المزيفة ترفض قرار الرئيس بإنهاء دولة العسكر، وإعادة تدشين المؤسسة العسكرية لتكون جزءا من مؤسسات الدولة، وبرروا رفضهم بالتوقيت، وبعضهم بالمفاجأة، والبعض اعتبر ذلك انقلابا على الشرعية، وكأن حكم العسكر هو الشرعية،

- النخب المزيفة تنسي هموم الأمة ومعاناتها والميراث النكد من النظام المخلوع وتتفرغ لمطاردة كل عمل وقرار للسيد الرئيس "الرئيس مرسي ينتمي لجماعة غير قانونية"، "على الرئيس مرسي خلع عباءة الإخوان" ............  الخ

- النخب المزيفة تُطارد الشرفاء وتحسدهم لالتفاف الشعب حولهم فتمارس دورها السابق في التهميش والإقصاء وتسمع ممن يدَّعون الديمقراطية كلمات من أمثال "يجب أن تصطف الوطنية المصرية ضد الإخوان" ، "ربي وربكم واحد هو الله، عدوي وعدوك واحد هم الإخوان"، "نرى الهوية المصرية فى الكنائس أكثر مما نراها بكثير جدًّا داخل المساجد"، "القدس لها منزلة مقدسة عند اليهود والمسيحيين والمسلمين لكن عندي القاهرة أقدس، المسجد الأقصى له منزلة ومكانة، لكن عندي الهرم أقدس"، ما هذا الخطل؟!!!

- النخب المزيفة تندد بإلغاء الرئيس للإعلان الدستوري "المكبل"، وتتهمه بالانقلاب علي الشرعية الدستورية ، أليس هذا مما يدفع الإنسان السوي ان يدعوا ربه بثبات الدين والعقل!!

- النخب المزيفة تكيل بمكيالين ، وتصاب بمرض انفصام الشخصية، وتتحرك وفقا لأهوائها، فمرة يجب احترام القضاء ومرة ضده ، تنادي بالديمقراطية وتكفر بها إذا لم تأتي علي هواها . وتتنادي فيما بينها للانقلاب علي الشرعية وبدعوي الفوضى والتخريب.

وبعد

• هل آن الأوان أن تفيق النخب المصرية المزيفة من غفوتها وتسعي لتصحيح مسارها ؟!!! هل آن الأوان لنشعر أننا ركاب سفينة واحدة سلامتها سلامة الجميع؟!!!

هل آن الأوان للتوقف عن  معارضة الرئيس وحكومته دون مبرر، وان نمارس جميعا الديمقراطية وفق أصولها ، وبضوابط من ثوابتنا ومرجعيتنا وهويتنا مقدمين مصلحة الوطن علي كل مصلحة شخصية كما يفعل العالم المتقدم، وأن تسعى الأحزاب والجمعيات والقوي السياسية والمجتمعية للالتحام بالجماهير من خلال لغة خطاب جديدة تجمع لا تفرق، تبني ولا تهدم. نحن علي يقين كامل بأن البنيان سيبلغ عما قريب تمامه ، وقطار نهضة مصر الذي أذن الله له بالانطلاق منذ قيام الثورة المجيدة سيبلغ منتهاه بإذن الله

(فاصبر صبرا جميلا، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا)