كلما صار نزال بين القوي الإسلامية المعتدلة في مصر وبين القوي الليبرالية واليسارية مُني الطرف الأخير بهزيمة منكرة. وبدلا من الإعتراف بالهزيمة وتهنئة الفائز بالسباق الديمقراطي خرجت تلك القوي عن شعورها وبدأت تكيل الإتهامات ليس فقط للفائز بل وللمنتخبين أنفسهم تارة تنعتهم بالبلهاء وتاره بالمغيبين وتارة بأن من وقف معهم يساوي مائة ألف ممن وقف مع القوي الإسلامية وهؤلاء لا يفهمون جملة من الحقائق نوردها بإختصار فيما يلي:
أولا: هذه الطغمة لا تستطيع أن تفهم أنها أقلية عددية وانه لا يوجد لها دعم شعبي.
ثانيا: هذه الأقلية تخسر الشارع يوميا لأنها تتعالي عليه وترفض خياراته وتستقوي بالغرب عليه تارة وبالعسكرعليه أخري وتوجه رسائلها دائما للطرف الخطأ وفي الوقت الخطأ فهي لا تريد أن تري هوية الشعب التي مانفك يعبر عنها في كل مناسبة.
ثالثا: تختزل هذه الأقلية مصر في بعض ستوديوهات التوك شو وبعض الصحف الأقرب إلي الصفراء منها إلي صحافة ناضجة مهنية وتغض الطرف عمن يمولها وتظن أن الشعب مغيب لا يعرف هذه الحقائق الواضحة بل تظن تلك الأقلية المأزومة أنها قادرة علي خلق رأي عام يعارض التحول الديمقراطي ويقف في وجه الاغلبية الإسلامية التي صوت لها الناس بنسبة زادت عن 80%.
رابعا: تكتفي هذه الأقلية بالصراخ في الإعلام المشبوه ومن خلال مؤسسات مجتمع مدني يعرف الشارع تماما مصادر تمويلها ولكنها في المقابل لا تقدم أي شيء علي أرض الواقع لأنها تفضل مؤتمرات الفنادق الخمس نجوم علي التواجد بين البسطاء والمعوزين والفقراء.
خامسا: لا تمل هذه الأقلية المستنفرة من ترديد الأكاذيب التي يتبين مع الوقت عوارها حتي أنها أحد الصحف نشرت مقالا يهاجم فيه الإخوان ووضعت اسم المفتي عليه ثم أعتذرت عنه والهدف معروف وهو أن كل من قرأ المقال الأول ربما لا يتسني له قراءة الإعتذار.
سادسا: تصر هذه الأقلية علي رفض كل يد ممدوة للتعاون والحوار وتمارس دور ديكتاتورية الأقلية وتطالب بأن تكون هي صاحبة اليد العليا في كل شيء وهو أمر أن فرطت فيه الأغلبية فهي خيانة امانة لكل من صوت لهذه الأغلبية.
سابعا: لا يعني هذه الأقلية أن تلجأ في حربها ضد الإرادة الشعبية لإستخدام كل الأساليب الرخيصة من كذب وخداع وتلفيق بل واللجوء لعناصر ووجوه النظام السابق من إعلاميين ورجال أمن دولة ذوي سمعة سيئة لدي المواطن. ولا تترفع هذه الأقلية عن استخدام نفس أساليب النظام السابق فقد دفعت تلك الأقلية بوجوه النظام السابق في انتخابات البرلمان رغم أنها تعلن أنها تدافع عن الثورة.
ثامنا: عدم قراءة الأحداث جيدا وعدم التساوق مع الرغبات الشعبية التي أكد عليها ملايين الناس مرة ومرات.
تاسعا: الظهور في موقف المعارض دوما مهما كانت الظروف والبعد عن المنطق في المطالب حتي أنها تطالب بمحو شخصية الأغلبية وتسليم الأقلية مقاليد كل شيء.
عاشرا: محاولة إستغلال الإعلام بشكل مباشر وصريح ودون مهنية أوحرفية يؤدي تدريجيا لفقدان أي تأثير له وهو ما يؤشر في النهاية لزوال هذا التيار نهائيا.
وبخصوص الجمعية التأسيسية لي كلمة :
التمثيل في الجمعية التأسيسية ضاعف من عدد الأقليات العددية. فالمرأة والأقباط لهما تمثيل في البرلمان يقل عن 2% ولكن نسبة تمثيل كل منهما 6% في الجمعية التأسيسية أي ثلاثة أضعاف الخيار الشعبي وكذلك تمثيل أحزاب الأقلية. كما شمل التمثيل جميع التيارات الفكرية المعترف بها شعبيا كما ضمت شخصيات نقابية وعمالية ورياضية ورجال دين وعلماء وفنانين كما راعي التمثيل الجغرافي لكن الأقلية المأزومة فكريا وشعبيا لا تري ذلك من فرط تعصبها وهو ما يؤدي إلي غياب العقل في حساب ردود الأفعال.

