م/ محمد أنور رياض
سقط الظلاميون وانتصرت الحداثة ... تونس تؤكد هويتها مع العلمانية ..
كان من الممكن أن تكون هذه المانشتات هي العناوين التي تتصدر صحفنا (المستقلة جدا) مثل المصري اليوم لو تحقق لهم ما كانوا يحلمون به من نتائج لانتخابات تونس.
ولنستمر فنستعرض ما كان يمكن أن يكتبه كبار (المحللين) فيقول: لقد انهزم الإسلام السياسي هزيمة منكرة وظهر حجمه الحقيقي وهو الذي صدع رأسنا بشعبيته وحضوره بين الناس والذي كان يتاجر بالشعارات الدينية فلم ينفعه الإسلام هو الحل ولا نفعه دغدغة مشاعر البسطاء من الناس ... لقد اختار الربيع العربي بوصلته في بناء دولة مدنية الدين فيها لا يمارس إلا في دور العبادة يخلعه المواطن علي عتبة باب المسجد ولا شأن له بشئون الحياة وسيقوم البرلمان القادم بغلق الفضائيات الدينية وسنلاحق كل من يعتلي منبرا ولا يتقيد بالخطبة المعتمدة من الأمن وسنقوم بسن القوانين التي تحرم النقاب والصلاة في الشوارع ونفرض ضريبة تصاعدية علي المحجبات وفي خطوة لاحقة ستصدر السلطات المحلية تعليماتها بتقصير ارتفاعات المآذن أسوة بما يحدث في أروبا ... انتخابات تونس تبعث برسالة قوية إلي الإسلاميين في ليبيا وسوريا واليمن والأردن وبالخصوص في مصر ... لقد سقط شعاركم الإسلام هو الحل ومنحنا شعب تونس العظيم تفويضا لكي نبدأ مرحلة تجفيف المنابع والتي فشل بن علي في تنفيذها رغم مساندة الغرب له طوال ربع قرن من الزمان ... قامت الثورة ليعود حزب النهضة بعدها إلي الساحة السياسية ويعيد تنظيم نفسه في مدة لا تتجاوز الثمانية أشهر ويملأ الميديا دعاية بأنه التهديد الحقيقي لمشروع العلمانية والحداثة التونسية ... ولكن الشعب قال كلمته وسقطت النهضة في بئر سحيقة لا قرار لها وفتحت لنا الطريق لننفي عن تونس اسطورة انتماءاتها الإسلامية والعربية ولنكشف الوجه الحقيقي لتونس كدولة شرق أوسطية مصلحتها مع أوروبا تدور حيث دارت وتعظم بشأن خاص فرنسا التي ساعدتنا خلال هذه الانتخابات بكل أشكال الدعم مما كان له أكبر الأثر بفوزنا في هذه النتخابات المصيرية.
ولكن وبعد أن تحقق للنهضة انتصار فاق كل التوقعات قاده الشيخ الصابر المثابر (الراشد) الغنوشي العائد من المنفي مع إخوانه الخارجين للتو من سجن بن علي واتباعهم المطاردين طوال حكم استخدم كل أنواع القهر والملاحقة وصلت لمراقبة المساجد ومنع دخولها من ليس معه كارت ممغنط تصرفه المخابرات ومنع اطلاق اللحي والجهر بالأذان ... وبعد أن تحقق هذا الفوز الساحق لحزب لم يكد يقف علي قدميه في عدة أشهر فماذا سيقول إخواننا في الوطن الذين بدءوا حملتهم الانتخابية بالهجوم علي الإخوان مؤكدين افلاسهم السياسي الذي لا يقوم إلا بالعداء للإخوان ... ولا أظن أنهم يملكون ما يقولونه عن انتصار شعب تونس لهويته الإسلامية إلا ما قاله سيئ الذكر صفوت الشريف عقب قيام الثورة في تونس ( مصر ليست تونس ) ..
ادعو الله أن يوكسهم و يخلف ظنهم ....
آمين

