د/ حمزه زوبع

وكأننا لا نزال نعيش في عصر مبارك، وكأن شيئًا لم يستجد على الواقع السياسي.. نفس الطريقة ونفس الأسلوب في مواجهة الإخوان، هذه المرة على يد من يقال إنهم "بلطجية"، إذن أين الأمن؟ وأين وزارة الداخلية؟.

وأسمح لنفسي بالقول لماذا رموز الحرية والعدالة؟ بالأمس تهديد جمال حشمت، وبعده الاعتداء على محمد البلتاجي، واليوم أحمد أبو بركة، وبينهما كان الاعتداء على عمرو حمزاوي!

هل هي الحرب في ثوب جديد؟ ومن الذي يقودها؟ ومن يمولها؟ وأين وزارة الداخلية؟

هل أصبحت تشاهد عن بعد؟ أو عن قرب أحيانًا... هل أصبح دورها شاهد ما شافش حاجة؟

وماذا بعد وقوع الجريمة؟ أين دور المباحث ورجال التحقيقات؟ أين إمكانيات الدولة وميزانية وزارة الداخلية التي لا يعلم عنها أحد؟ هل يعتقد البعض أننا سنستجدي أمننا؟ أم يريدوننا أن نواجه العنف بالعنف والبلطجة بالبلطجة؟ هل هذه هي مصر الجديدة؟

أشم رائحة كريهة، ولا يستطيع عقلي تصوير الأمر على أنه عارض أمني، بل يمكنني وصفه بأنه ظاهرة وراؤها أطراف بعضها يظهر علانية وآخرون في الخلفية يخططون ويدبرون، وإلا فلماذا رموز العدالة والحرية؟

هل كما قال بعضهم لمحمد البلتاجي "هذه قرصة ودن" ولصالح من؟ ومن هم هؤلاء الذين اختطفوا الدولة في ساعة غبراء ليقوموا بإرهاب رموز لها وزنها واحترامها ومكانتها.

 ترددت في الكتابة بعد حادثة الاعتداء على الدكتور البلتاجي طمعًا في أن أسمع رأيًا أو تصريحًا لقيادة أمنية من هنا أو هناك.

انتظرت طويلاً لأسمع تصريحًا من رئيس الوزراء أو وزير الداخلية أو حتى من أي من متحدثي المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بوصفها في أعلى الهرم الحاكم في مصر اليوم.. ولكن لا شيء البتة، وكأن كرامة الرموز السياسية أصبحت بلا ثمن.!

 كيف نسمح لأنفسنا بهذه الصور المفزعة التي نشرت للاعتداء على أحمد أبو بركة!

ثم من القادم في هذه السلسلة التي أعتقد أنها أعدت بعناية، والهدف واضح إسكات صوت الحرية والعدالة، وصوت كل حر أبي يسعى لكي تكون مصر للجميع.

هل يريد هؤلاء أن يقولوا لنا إن الحرية والعدالة أصبح هدفًا مشروعًا لسياسات جديدة بدت ملامحها في التشكل منذ شهور، خصوصًا بعد رفض الحزب موضوع "المواد فوق الدستورية"؟

هل تم استنساخ أساليب النظام السابق في ترويع الإخوان والحرية والعدالة؟

لماذا لا نسمع تنديدًا من الأحزاب السياسية المختلفة ومن المنافسين السياسيين لحزب الحرية والعدالة ؟

إذا كان المنافسون لهم مصلحة مؤقتة في ترويع الإخوان فليعلم الجميع أنهم خاسرون ألف مرة اليوم وغدًا.

كتبت ذات مرة أن النظام السابق كان يهدي للإخوان أكبر هدية حين كان يتعرض لهم بالاعتقال تارة والمحاكمات العسكرية؛ لأن هذه الوسائل كانت تنتج غضبًا وتعاطفًا متناميًّا يمكن للجميع ملاحظته دون عناء في الانتخابات؟

الطريقة التي يتعامل بها "هؤلاء" الذين لم يفصحوا عن أنفسهم هي طريقة قديمة و"بلدي" ولا تصلح مع الإخوان ولا مع الحرية والعدالة، فقد جرب النظام السابق معهم أسوأ من هذه الوسائل، والنتيجة ثورة أطاحت بالنظام وبقى الشعب ومعه الإخوان.

إلى هؤلاء الذين ينتهزون الفرصة لتصفية حساباتهم في ظل غياب الأمن أقول "لن تنجحوا في جر الإخوان ولا الحرية والعدالة إلى حرب تعلمون أنكم الخاسر الأكبر فيها اليوم وغدًا!!

وإن كنتم تعتقدون أن هذه الأفعال الصبيانية يمكنها أن تحول بين الحرية والعدالة والناس فأنتم واهمون، فهذا حزب خرج من رحم الشارع، ومن بطن هذا الوطن.. ومن قلب كل مواطن حر يريد مستقبلاً زاهرًا لهذا الوطن.

لو كنتم رجالاً بصدق لأفصحتم عن هويتكم ولتنافستم منافسة شريفة، ولكن لأنكم جبناء لم ترضعوا يومًا حليب الرجولة فهكذا ستعيشون في الظلام.. ولن تخرجوا منه أبدًا.

أما الأحزاب والرموز السياسية فأقول لهم "سكوتكم إدانة وصمتكم عار" سيلحق بكم إن لم تخرجوا عن صمتكم وتنددوا بكلِّ قوة بما يحدث لأي ناشط سياسي من أي تيار.

هذه ساعة التوحد من جديد.. وهذه لحظة أهداها إلى الجميع أعداء هذا الوطن.

اليوم إما أن نكون جميعًا أو لن يكون أحد؛ لأن خفافيش الظلام لن تترك أحدًا.

وستذكرون ما أقول لكم وسيأتيكم بالأنباء من لم تزودِ.
آخر السطر
لما يغيب الأمن
والفوضى تسود
لما يغيب الأمن
والبلطجة تعود
يبقى قول سلام ع الوطن
وعلى كل حر مات في سبيله شهيد!
 
خبير فى شئون البلقان