أحمد عز الدين
اتصل بي أكثر من زميل وصديق يسألني عن اللقاء الذي حضرته مع الفريق سامي عنان، رئيس الأركان ونائب المجلس العسكري للقوات المسلحة!.
أكدت لهم أني لم ألتقِ الفريق عنان وأن هناك زميلاً آخر يحمل الاسم نفسه، ربما يكون هو من حضر اللقاء الأخير للفريق عنان مع عدد من الكتاب والصحفيين.
لكن المناسبة استدعت الكتابة عن سياسة الإقصاء التي يبدو أنها لا تزال قائمةً بحق الكتَّاب والصحفيين والإعلاميين ذوي التوجه الإسلامي، بمن فيهم المنتمون للإخوان المسلمين.
حين عُقد أول لقاء بين المجلس العسكري الحاكم وعدد من الكتَّاب والصحفيين لم يكن فيه من "الكتَّاب الإسلاميين" سوى الأستاذ فهمي هويدي، وقد تحدثت بعده مع الأخ والزميل الأستاذ قطب العربي عن حاجتنا للإعلان عن رفضنا استمرار سياسة الإقصاء والتجاهل التي مارسها النظام البائد لسنوات طويلة.
وقد أبلغني العربي أنه اتصل بالفعل بأحد الضباط الكبار في المجلس العسكري، ونقل له تلك الملحوظة، وكان الردَّ أن الأمر غير مقصود، وأن الأسماء جاءتهم من جلال دويدار، أمين عام المجلس الأعلى للصحافة، وأنه ستتم مراعاة ذلك في المرات المقبلة، وطلب الضابط قائمة بأسماء مقترحة من الصحفيين لدعوتهم في المرات المقبلة.
وقد اقترحت مع الزميل قطب العربي قائمةً تشمل إسلاميين وغير إسلاميين؛ فإن كان الآخرون يتعمَّدون إقصاءنا فنحن لا نتعامل معهم بذات السياسة، وقد أرسل العربي القائمة بالفعل.
ومرَّت الأيام، وتكررت اللقاءات، ولم يُدْعَ أحد من الصحفيين الإسلاميين، بل حتى لم يُدْعَ الأستاذ صلاح عبد المقصود، القائم بأعمال نقيب الصحفيين، وهو أمر لم يكن ليحدث لو كان النقيب السابق مكرم محمد أحمد لا يزال في موقعه، ولا يعد استثناءً من ذلك دعوة د. عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وعصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، فكلاهما سياسي في المقام الأول، وإن كان د. عصام العريان يكتب كثيرًا في وسائل الإعلام.
لا يتعلق الأمر برغبة في التقرب للمجلس العسكري، فعلى المستوى الشخصي عشت ثلاثة عهود لثلاثة رؤساء لم أتفق مع سياسات أي منهم، وقد خلَّف ذلك في نفسي جفاءً ونفورًا تجاه السلطة، لا يزال قائمًا داخلي رغم تبدُّل الأحوال، ولكن الأمر يتعلق بالاطمئنان إلى أن سياسات العهد البائد قد تبدَّلت بالفعل، خاصةً أن المجلس العسكري يعلن باستمرار أنه على مسافة متساوية من جميع الأطراف!.

