05/02/2011
فراج إسماعيل :
مصر تتعافى. مصر تعود. لا.. بل مصر تولد من جديد. إنها مصر بعد 25 يناير، شعب واحد لا فتنة طائفية فيه. أمس صلى المسلمون الجمعة في ميدان التحرير وبعدهم صلى المسيحيون صلاتهم.
11 يوما من الثورة عاشت فيها الكنائس آمنة كما لم تعش من قبل. أين الفتنة والاحتقان الديني اللذان كان يعيش عليهما النظام الذي أوشك أن يصبح سابقا؟!..
القساوسة يقولون إن كنائسهم بدون أجهزة أمن النظام التي كانت تحرسها، صارت في أمن وأمان. في الإسكندرية التي كادت تحرقها فتنة مفجر كنيسة القديسين، لم تفرق الانتفاضة بين مسلم ومسيحي. كلاهما هتف بأعلى صوته "الشعب يريد إسقاط الرئيس".. و"بالروح بالدم نفديك يا وطن".
تساقطت أوراق توت النظام الواحدة بعد الأخرى. لم تبق عليه ورقة توت يبرر بها بقاءه. كل الشعب ثائر من أجل حريته وكرامته وأمنه.
من أعجب علامات هذه الثورة أنها تجاوزت شعارات الماضي التي كان يرفعها منافقون وأجراء لابقاء الوطن في حالة توتر مستمرة. لم نقرأ مرة واحدة شعار يعيش الهلال مع الصليب. لا يوجد سبب واحد يجعل شعبا واحدا متكاتفا يتبنى شعارات فارغة.
ميدان التحرير وحي الأربعين في السويس الرائعة وميادين الأسكندرية والمحلة الكبرى والمنصورة والمدن الأخرى، أثبتت أنه شعب جبار بمسلميه ومسيحييه، انصهر في بوتقة واحدة واندمج في جسد واحد مدافعا عن حريته قبل لقمة عيشه.. قال "لا" بقوة وصوت واحد للديكتاتورية والفساد وحرامية النظام.
بعد سقوط النظام إن شاء الله ستتكشف حقائق كثيرة عن أجهزة أمن حبيب العادلي وما فعلته لاختلاق فتنة طائفية مستمرة واحتقان ديني يدافع به النظام عن أسباب وجوده.
ستتكشف حقائق أكثر عن إعلام مأجور اشتراه النظام ورجال ثروته المنهوبة من أموال الشعب، ووزيره أنس الفقي الذي يجب اقالته فورا اليوم قبل الغد.. فقد عاث فسادا في أجهزة إعلام ينبغي أن تكون ملكا للشعب، وها هو يحاول استخدام الفزاعة الدينية ولكن بطريقة أخرى، باستدراج من أسماهم من قبل "دعاة قنوات الفتنة".
دفع بأحدهم أمس إلى شاشة التلفزيون الحكومي الكاذب لاثناء الشباب عن انتفاضتهم الطاهرة.
أعجب ما يثار عن هذا الوزير أنه يملك ميليشيات أيضا، وقد دفع بها يوم الخميس لتهديد مراسلي القنوات الفضائية وارهابهم، بل وقتل بعض الصحفيين الأجانب.
لابد من قرارات سريعة الآن وليس الغد.. لطرد هذا الوزير صاحب الميليشيات وكذلك محمد ابراهيم كامل وصفوت الشريف.

