31/03/2010
بقلم : فراج إسماعيل
لست مندهشا مما قاله الدكتور سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان عن تجاوزات ضباط أمن الدولة مع نساء الجماعة عند الدخول إلى البيوت للقبض على الأباء أو الأزواج أو الأشقاء.
لا يمكنني أن اندهش من واقع سمعت عنه كثيرا في أرياف الصعيد ومع مواطنين عاديين وليسوا إخواناً. تؤخذ المرأة رهينة إلى أن يأتي المطلوب الذي يهمه أمرها ويسلم نفسه. لا أعرف ماذا يتم أثناء احتجازها، لكني أتصور مثلا الوضع الذي ستكون عليه متسترة بحرمة بيتها، عندما يقتحمه الضباط وجنودهم ليفتشوا كل مكان، ولا يسمحون لها بدقيقة أو أقل لتستر نفسها!
تتكرر هذه الطريقة في أي قضية. النسوان دائما رهينة في أيدي من يعتقدون أنهم يسمعون دبة النملة، فكيف يكون الأمر في حالة زوار الفجر الذين يقتحمون بيوت الاخوان والناس نيام؟!
لا استطيع توقع رد وزارة الداخلية على طلبات احاطة سيقدمها 50 نائبا، ولا كيف ستتصرف مع الضباط الذين سيقدم الكتاتني كشفا بهم إلى الدكتور مفيد شهاب؟!.. يتملكني الاستياء الشديد والألم عندما تقترن هذه التصرفات الهوجاء بعمليات مداهمة منازل المواطنين الذين تظاهروا احتجاجا على الممارسات الاسرائيلية في الأقصى!..
هناك ينتهكون حرمته ويقتربون من هدمه بعد أن ايقنوا أن أمتنا نائمة ولن تفعل شيئا.. ونحن هنا ننتهك حرمة نسائنا لأن أهلهن من الرجال ذرفوا الدموع وساروا في الطرقات صارخين من أجله.
بالفعل انتهاك حرمة النساء خط أحمر لابد أن تفهم الدولة خطورته الشديدة عليها. ليست هناك ميتة أكثر ذلا لمن يُمس عرضه وشرفه. يقول الكتاتني "إذا تكررت هذه التجاوزات سيحدث ما لا يحمد عقباه. جهاز أمن الدولة يقوم باعتقال المواطنين المدافعين عن المسجد الأقصى، وخلال مداهمة المنازل يتم انتهاك حرمات النساء وترويع الأطفال".
في المحلة الكبرى قام الضباط بتفتيش النساء في بيوتهن وفاجئوهن أثناء ارتدائهن ملابس لا يجوز أن يقابلن بها الغرباء.. فهل قالت لهم حاستهم الأمنية انهن يخفين وراء ملابس النوم المتظاهرين من أجل الأقصى، ليفتشوهن تفتيشا ذاتيا ؟!
الكتاتني يصف ذلك بقوله "الضباط فعلوا أشياء يمنعني الحياء من ذكرها، وروعوا الأطفال الصغار لدرجة جعلت الأطفال يتبولون على أنفسهم"!
الموضوع من الخطورة بحيث لا تكفي معه طلبات احاطة. يجب فضح هؤلاء الضباط ومحاكمتهم على الملأ، وليدرك الجميع أن أعراض النساء خط أحمر لا يجب الاقتراب منه.
نريد من وزارة الداخلية إجابة وافية وتحركا سريعا بلا محاولة لتمييع الموضوع أو تبريره أو تكذيبه كما كذبتنا أمس في برنامج معتز الدمرداش بشأن الفتاة المحتجزة لدى اللواء المحامي الذي رفض الظهور واكتفى بالكلام الهاتفي زاعما أنها هي الرافضة لمدة 12 عاما الذهاب لأهلها بحجة أنهم يريدون الاستيلاء على ذهبها!
الكاميرا أظهرت الأب الذين يموت في المستشفى.. والأشقاء ومنهم الشقيقة الصغرى التي سمعت عن أختها ولم ترها أبدا. أم ماتت مكلومة وأب يموت متمنيا أن تكون ابنته المحتجزة للعمل عند اللواء كخادمة منذ كان عمرها 8 أعوام آخر ما ترى عيناه وقد أصبحت الآن في العشرين، ومع ذلك تقول الداخلية إننا كاذبون وأن اللواء الذي أخذ ابنته وجعلها "جارية" على حق!
رأينا وراء دموع الأشقاء عبارة تقول "لسنا في عصر الجواري".. بعد هذا الذي نسمعه ونشاهده ونقرأه.. هل تجاوزنا بالفعل عصر الجواري؟!..
__________
المصدر : المصريون

