في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الإهمال الطبي المتعمد وبيع أمن المواطن مقابل حفنة من الدولارات، تعيش الأسر المصرية حالة من الرعب غير المسبوق مع توارد الأنباء وتطابق الشهادات حول انتشار فيروس غامض وقاتل –يرجح البعض أنه "ماربورغ"– يفتك بتلاميذ المدارس ويملأ ردهات المستشفيات. وبينما يصرخ الأهالي والأطباء من هول الكارثة، تلتزم "حكومة الانقلاب" استراتيجيتها المعتادة: الإنكار، التكذيب، والتعتيم الإعلامي، وذلك لهدف واحد دنيء؛ الحفاظ على "صورة وهمية" للاستقرار لضمان عدم تأثر الموسم السياحي الشتوي، حتى لو كان الثمن أرواح أطفال مصر.
المدارس تحولت إلى بؤر وبائية.. والسيسي "ينكر"
لم يعد الأمر مجرد شائعات تتناقلها الألسن، بل تحول إلى واقع مأساوي تعيشه البيوت المصرية يومياً. المستشفيات تضيق بالمصابين، وأعراض غريبة تظهر على الأطفال تتجاوز نزلات البرد المعتادة، وسط تحذيرات طبية مكتومة خوفاً من البطش الأمني. وفي الوقت الذي كان يجب فيه على رأس السلطة اتخاذ إجراءات وقائية فورية، خرج إعلام النظام ومنظومته للتقليل من شأن الكارثة.
الإعلامي محمد ناصر كشف المستور، مؤكداً أن فيروس "ماربورغ" يهاجم المدارس بالفعل، وأن "عبد الفتاح السيسي" لا يزال يمارس هوايته المفضلة في الإنكار ووصف استغاثات الناس بأنها "إشاعات"، تاركاً الأطفال فريسة لمرض لا يرحم.
ناصر: ولادك في خطر.. فيروس "ماربورغ" هجم على المدارس والسيسي لسه بينكر وبيقول دي إشاعات!! pic.twitter.com/xEEyDYVvQJ
— قنــــاة مكملين - الرسمية (@MekameleenMk) November 26, 2025
بين "ماربورغ" والوباء المجهول.. الفشل الحكومي سيد الموقف
حالة التخبط التي تعيشها وزارة الصحة في حكومة الانقلاب تفضح غياب الشفافية وانعدام الكفاءة. فبينما تتحدث تقارير عن تشديد الرقابة على القادمين من إثيوبيا خوفاً من "ماربورغ"، يتم تجاهل البؤر الداخلية التي اشتعلت بالفعل. المفارقة الصارخة أن النظام يستعرض عضلاته "الرقابية" في المطارات، بينما يترك المدارس مفتوحة ومكتظة لتكون حاضنة مثالية لنقل العدوى، في استهتار كامل بحياة ملايين الطلاب.
انتشار فيروس ماربورغ الخطير في مصر.. وتشدد الرقابة الصحية على القادمين من أثيوبيا!#قناة_الشرق #كل_يوم pic.twitter.com/CbZXNhMMJA
— قناة الشرق (@ElsharqTV) November 26, 2025
ومع تصاعد أعداد الإصابات، بدأت الأصوات تتعالى محذرة من "فيروس جديد غير معروف" قد يكون متحوراً شرساً أو وباءً وافداً، إلا أن الوزارة –كعادتها– سارعت للنفي دون تقديم أي أدلة علمية أو طمأنة حقيقية، مما زاد من حالة الاحتقان والشك لدى الشارع.
قلق كبير وتحذيرات من فيروس جديد غير معروف والصحة تنفي#مزيد pic.twitter.com/cU3v5UPvfw
— مزيد - Mazid (@MazidNews) November 26, 2025
صرخات الأهالي: "اقفلوا المدارس.. ولادنا بتموت"
لم ينتظر الأهالي البيانات الرسمية الكاذبة، بل ضجت منصات التواصل الاجتماعي باستغاثات الأمهات والآباء الذين يشاهدون أبناءهم يتساقطون مرضاً واحداً تلو الآخر. الوسوم تصدرت، والنداءات توحدت حول مطلب واحد: "إغلاق المدارس فوراً". لكن الحكومة التي لا ترى في المواطن سوى "رقم" أو "جيب" لجمع الضرائب، قابلت هذه الدعوات بصمت مطبق وإصرار على استمرار الدراسة وكأن شيئاً لم يكن.
غضب وهلع في مصر بعد ظهور فيروس خطير.. يا حكومة اقفلوا المدارس ولادنا في خطر!! pic.twitter.com/X9e9gf9pYm
— قنــــاة مكملين - الرسمية (@MekameleenMk) November 24, 2025
ترافق ذلك مع نصائح مباشرة من إعلاميين ومختصين للأهالي بعدم إرسال أبنائهم للمدارس تحت أي ظرف، معتبرين أن الحكومة تمارس تعتيماً إجرامياً، وأن الحل الفردي هو سبيل النجاة الوحيد في دولة لا تقيم وزناً لحياة البشر.
متوديش ابنك المدرسة".. فيروس خطير ينتشر في مصر وسط تكتم من الصحة!!#قناة_الشرق#إيه_الحكاية pic.twitter.com/GQm04FmY0p
— قناة الشرق (@ElsharqTV) November 24, 2025
سخرية من التخبط الرسمي: الدولة "التائهة"
لم يخلُ المشهد المأساوي من السخرية المريرة التي باتت سلاح المصريين الوحيد في مواجهة الفشل. فقد سخرت سيدة مصرية في مقطع متداول من التخبط الفج في تصريحات المسؤولين؛ فتارة يتحدثون عن فيروس تنفسي، وتارة ينفون، وتارة يتحدثون عن إجراءات وقائية وهمية. وطالبت السيدة برفع الغياب كأضعف الإيمان، لتكشف عن هوة سحيقة من انعدام الثقة بين المواطن وحكومة الانقلاب.
بعد انتشار فيروس جديد فى مصر
— حزب تكنوقراط مصر (@egy_technocrats) November 24, 2025
سيدة مصرية تسخر من التخبطات فى التصريحات بين المسئولين المصريين وتتطالب برفع الغياب فى المدارس pic.twitter.com/tstE2nC2L4
السر وراء التعتيم: الدولار أهم من البشر
تشير كل المعطيات إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا الصمت المريب هو الخوف من ضرب الموسم السياحي الحالي، الذي تعول عليه الحكومة المأزومة اقتصادياً لسد عجز الدولار. فإعلان حالة الطوارئ الصحية أو الاعتراف بوجود وباء قد يؤدي إلى إلغاء الحجوزات وهروب السائحين، وهو ما لا يتحمله نظام أفلس الدولة وأغرقها في الديون.
لذلك، اختار النظام التضحية بالصحة العامة، وترك الفيروس ينهش في أجساد الأطفال، مقابل استمرار تدفق العملة الصعبة، في معادلة صفرية لا إنسانية تؤكد أن الإنسان المصري هو أرخص ما في هذا الوطن.
قلق متصاعد على منصات التواصل في #مصر مع حديث واسع عن انتشار فيروس تنفسي جديد وتزايد الإصابات لدى أطفال المدارس ووزارة الصحة تنفي وتقول إن الوضع الوبائي مستقر pic.twitter.com/ZTnlZd0P9h
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) November 23, 2025
نظام يحترف القتل
إن ما يحدث الآن في مدارس مصر ومستشفياتها ليس قضاءً وقدراً، بل هو "قتل عمد" عبر الإهمال والتستر. حكومة الانقلاب التي فشلت في توفير الخبز والدواء، تفشل اليوم في توفير الحماية البيولوجية لأبسط حقوق الطفل في الحياة. إن سياسة "الكل تمام" التي يتبعها السيسي ونظامه لن توقف انتشار الفيروس، ولن تمنع الكارثة، بل ستجعل فاتورة الخسائر البشرية أثقل مما يمكن تحمله. التاريخ سيسجل أن هناك نظاماً خيّر بين "دولارات السياحة" و"أرواح الأطفال"، فاختار الدولار وترك الأطفال للموت والمجهول.

