أُصيب ضابط احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الجمعة بحروق بالغة الخطورة بعدما أضرم النار في جسده أمام منزل مسؤولة كبيرة في قسم إعادة التأهيل بوزارة الجيش، احتجاجًا على ما وصفه بتجاهل معاناته النفسية والإهمال الذي يواجهه المصابون من الجنود القدام، في حادثة صادمة جديدة تعكس عمق الأزمة النفسية التي يعيشها جنود الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقًا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الضابط، البالغ من العمر نحو 40 عامًا، كان يعاني منذ فترة طويلة من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) نتيجة خدمته العسكرية، وقد لجأ إلى هذا الفعل المأساوي بعد سلسلة من الشكاوى التي لم تلقَ استجابة من الجهات المعنية.

وقالت المصادر إن الضابط وصل إلى منزل المسؤولة في منطقة مركزية داخل إسرائيل صباح اليوم، وسكب مادة قابلة للاشتعال على جسده قبل أن يشعل النار في نفسه، مما تسبب له بحروق بالغة.

وأعادت هذه الحادثة إلى الأذهان وقائع مشابهة وقعت خلال الأعوام الأخيرة، كان أبرزها انتحار جنود وضباط سابقين بسبب الإهمال النفسي والإداري الذي يتعرضون له بعد عودتهم من ساحات القتال.

 

ظاهرة متصاعدة: الانتحار في صفوف جيش الاحتلال

تأتي هذه الحادثة بعد أقل من 24 ساعة على إعلان العثور على جندي احتياط آخر، يُدعى ديمتري شبيرو (34 عامًا) من بلدة “كريات ملاخي” قرب عسقلان، ميتًا داخل شقته، وقد ترك خلفه رسالة تشير إلى نيته إنهاء حياته، في ما يُعتقد أنه حالة انتحار جديدة تضاف إلى سلسلة طويلة من الوقائع المشابهة التي تضرب جيش الاحتلال الإسرائيلي في صمت.

ووفق بيانات رسمية نشرها مركز معلومات الكنيست، فإن عدد محاولات الانتحار في صفوف الجنود الإسرائيليين ارتفع بشكل غير مسبوق خلال العامين الماضيين.

فقد حاول 279 جنديًا إنهاء حياتهم بين يناير 2024 ويونيو 2025، أي بمعدل حالة محاولة انتحار كل يومين تقريبًا، فيما أكدت القناة الإسرائيلية "كان" أن لكل جندي يُقدم على الانتحار هناك سبعة جنود آخرين يحاولون الفعل ذاته دون أن تنكشف قصصهم للعامة.

ويرى مختصون نفسيون أن هذه الأرقام تكشف عن أزمة داخلية عميقة تعصف بالجيش الإسرائيلي، نتيجة تراكم الصدمات النفسية الناتجة عن الحروب والعمليات العسكرية المستمرة، خاصة في ظل الحرب الأخيرة على غزة، والتي شهدت خسائر بشرية كبيرة بين الجنود وصدمة مجتمعية واسعة داخل إسرائيل.