شهدت مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بنات بمنطقة باب الشعرية أزمة صحية خطيرة خلال الأيام الماضية بعدما انتشرت حشرة البق في الفصول الدراسية وغرف المدرسات والممرات. بدأت الشكاوى مع مطلع الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر 2025، حين لاحظت الطالبات ظهور بقع حمراء على أذرعهن وأرجلهن وأعراض حكة شديدة بعد الجلوس على المقاعد الخشبية داخل الفصول.
تقول أحد الطالبات، بالصف الثاني الثانوي: "من أول يوم السبت وإحنا مش قادرين نقعد في الفصل من العضة والريحة الكريهة، والمدرسة قالت ما تجوش النهارده لحد ما يرشوا!".
رغم وضوح الأزمة، لم تتحرك الإدارة التعليمية أو وزارة الصحة بسرعة. الأهالي والطالبات تداولوا الصور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الحشرات وهي تزحف على المقاعد والكتب، وسط صمت رسمي زاد من غضب المجتمع المحلي.
 

شكاوى الطلاب وأولياء الأمور
تقدمت عشرات الأسر بشكاوى عبر الخط الساخن لوزارة التربية والتعليم وخدمة الشكاوى الحكومية، مطالبين بسرعة تدخل فرق المكافحة والوقاية الصحية.
أكدت إحدى أولياء الأمور، مدام سعاد خليل: "بنتي رجعت من المدرسة جسمها كله باقع، ما ينفعش بنت تدخل مكان حكومي وتتعرض لكده، فين المتابعة؟".


تقول الطالبات إن المعلمات أيضًا اشتكين من نفس المشكلة. فقد انتقل البق إلى غرفة المدرسات وملابس البعض، مما جعل بعضهن يمتنعن عن الحضور. ووفق شهادات من الطالبات، فإن الإدارة حاولت التعامل مع الأزمة بشكل داخلي، برش مبيدات تجارية دون إشراف من الصحة، الأمر الذي زاد الوضع سوءًا بسبب الرائحة النفاذة للمبيد والإغلاق غير المناسب للفصول.

https://www.facebook.com/groups/Dar.El.Salam2Day/permalink/31973141688999738/  

 

غياب الاستجابة الرسمية
وزارة التربية والتعليم لم تصدر بيانًا رسميًا حتى الآن بشأن الوضع في المدرسة. مصدر داخل الإدارة التعليمية بالقاهرة قال إن لجنة عاجلة ستقوم بالمتابعة "قريبًا"، لكنه لم يحدد موعدًا. أما وزارة الصحة، فلم ترسل أي فرق رش أو مكافحة حتى لحظة إعداد التقرير، رغم البلاغات المتكررة.
هذا التأخر أثار انتقادات واسعة من الطلاب وأولياء الأمور، الذين وصفوا الوضع بأنه "إهمال جسيم" و"كارثة صحية في منشأة تعليمية رسمية".

ام عمرو محمد والدة الطالبة رنا محمود وصفت المعاناة اليومية قائلة: "الفصل بيقفلوا الشبابيك عشان البرد والمبيد، بس الريحة خانقة والعض ما وقفش، إحنا مش عايزين دروس أونلاين، إحنا عايزين مدرسة نظيفة بس!".


 

 

محاولة المدرسة تدارك الموقف
أصدرت إدارة المدرسة تعليمات للطالبات عبر صفحة المدرسة على فيسبوك بعدم الحضور لمدة ثلاثة أيام "لحين استكمال أعمال النظافة"، دون الإشارة إلى نوع الإصابة أو تاريخ العودة المؤكد. وتم التدخل من مجلس الأمناء بمحاولة لجلب شركة مكافحة حشرات خاصة على نفقتهم، نظرًا لتقاعس الجهات الرسمية.
مديرة المدرسة أكدت في تصريح مقتضب لأحد البرامج المحلية أن "الوضع تحت السيطرة" وأن "المدرسة تخضع للتنظيف المستمر"، إلا أن الطالبات أكدن في المقابل أن الوضع لم يتغير فعليًا منذ أسبوع.
 

مشاكل العام الدراسي الحالي
هذه الأزمة تأتي في سياق عام دراسي مضطرب داخل المدرسة. فمنذ بدايته في سبتمبر 2025، اشتكى الطلاب من نقص المعلمين في مواد أساسية مثل الفيزياء والفرنساوي، إلى جانب تدني مستوى النظافة في دورات المياه والفصول. كما يعاني الطاقم التعليمي من ضغط حصص مرتفع نتيجة نقل بعض المعلمات دون تعويضهم.
إحدى الطالبات علقت قائلة: "المدرسة بقت بتشتغل بنظام الطوارئ من أول السنة، دلوقتي جت البق فوق كل ده!". كما أشار أولياء الأمور إلى أن المدرسة تفتقر إلى خطة طوارئ واضحة لمواجهة الأزمات الصحية أو البيئية.
 

دعوات للتحرك والتحقيق
ينادي الطلاب والأهالي والإعلاميون المحليون بتشكيل لجنة مشتركة من وزارة التعليم والصحة لفحص المبنى بالكامل وتطهيره باستخدام المبيدات المصرح بها من الإدارة المركزية للصحة العامة. كما يطالبون بمساءلة المسؤولين عن التأخر في التعامل مع الأزمة.

حتى الآن، تستمر الطالبات في الغياب الجزئي بانتظار السيطرة على المشكلة. بعض الأسر فكرت في نقل بناتهن إلى مدارس خاصة، في حين يتمسك البعض الآخر بوجود رقابة ومحاسبة قبل حلول منتصف الفصل الدراسي الأول.