أثارت مشاركة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في الاحتفال السنوي بمولد السيد أحمد البدوي في طنطا، موجة واسعة من الغضب والاستنكار لدى الشارع المصري. هذا الحضور لم يكن سوى شهادة جديدة على تخلي بعض رموز الدين الرسمي عن جوهر العقيدة، وتحولهم إلى أداة للنفاق الديني والانحراف الفكري.
كان من المؤسف أن يشهد المصريون، على أيدي من يدعون العلم والدعوة، انزلاقًا مريعًا في الخطاب الديني، حيث وقف علي جمعة في هذا المولد الذي يزخر بالخرافات والبدع المتوارثة، جنبًا إلى جنب مع طقوس تبركية مخالفة تمامًا لتوحيد الله ورفض الشركيات. أما أسامة الأزهري فقد أساء لما يُفترض أنه منصبه كوزير للأوقاف، إذ كان المفترض أن يكون الحصن المنيع ضد انتشار الخرافات والبدع، لكنه اختار المشاركة في عرض ساخر يستعرض فيه الممارسات التي يرفضها الإسلام تمامًا.
الشارع المصري لم يسكت عن هذه الصورة المزرية، فقد وصف الكثيرون حضور المفتي الأسبق والمستشار الديني المعروف بالغطرسة الدينية والنفاق، حيث يخطبون في منابر مسؤولة عن عقلانية الدين ويظهرون في مظاهر تقرّب مشكوك في صحتها شرعًا. الأسوأ من ذلك أن أزهري، الذي يحمل لقب وزير الأوقاف، ترجم هذا النفاق إلى خيانة فعلية للدين حين جلس مع المتوسلين والراقصين حول أضرحة قدسها الناس بلا دليل شرعي، مقدمًا بذلك مسخرة دينية بكل المقاييس.
هذا المشهد لا يكشف فقط عن تناقض الأفراد، بل عن عمق الأزمة التي تعصف بالخطاب الديني في مصر، حيث تتغلغل البدع والخرافات تحت مظلة الرسمية، ويصبح الدين مجرد لعبة استعراضية تخدم مصالح شخصية لا علاقة لها بالتوحيد أو الإسلام الصحيح. إصرار هؤلاء على المشاركة في هذه الاحتفالات التي تمجد الأموات وتستغيث بهم بدل الله، يعكس جهلًا بنصوص الشريعة وانحرافًا أخلاقيًا واضحًا يُسقط هيبة المؤسسات الدينية كلها.
ما شاهده المصريون في مولد البدوي يعكس واقعًا مريعا: أن الذين يُفترض أنهم دعاة الله، أصبحوا أكثر أهل الأرض مولعًا بالشكل على حساب المضمون، أكثر استسلامًا للشعوذة على حساب العلم، وأشد احتفاءً بالخرافات على حساب العقيدة الصافية. إنهم يقدمون للعالم صورة سوداوية، تدعو إلى التشكيك في مصداقية أي خطاب ديني صادر عن مؤسسات يديرها هؤلاء.
فكتب د. مراد علي " هل الطقوس التي يؤديها الشيخ على جمعة، المفتي الأسبق، ووزير الأوقاف أسامة الأزهري في مولد السيد البدوي لها أي أصل في الدين؟ هل فعلها رسول الله صلي الله عليه وسلم أو صحابته رضوان الله عليهم أو أي من العلماء التابعين؟ هل هذا هو "تجديد الخطاب الديني"؟ وهل محاربة التطرف - من وجهة نظرهم - يكون بنشر الخزعبلات والجهل؟".
هل الطقوس التي يؤديها الشيخ على جمعة، المفتي الأسبق، ووزير الأوقاف أسامة الأزهري في مولد السيد البدوي لها أي أصل في الدين؟
— Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) October 18, 2025
هل فعلها رسول الله صلي الله عليه وسلم أو صحابته رضوان الله عليهم أو أي من العلماء التابعين؟
هل هذا هو "تجديد الخطاب الديني"؟
وهل محاربة التطرف - من وجهة… pic.twitter.com/8FPbitHyUv
وفي تغريدة أخرى تساءل " ما هذا الشرك في مصر؟ لماذا تشجع الدولة هذه الممارسات الضالة في مولد السيد البدوي في طنطا وترعاها رسمياً؟ هل الهدف نشر الجهل وتعميم المفاهيم الخاطئة عن الدين؟ هل هذا هو "تجديد الخطاب الديني" الذي يتحدث عنه كبار المسؤولين؟".
ما هذا الشرك في مصر؟
— Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) October 17, 2025
لماذا تشجع الدولة هذه الممارسات الضالة في مولد السيد البدوي في طنطا وترعاها رسمياً؟
هل الهدف نشر الجهل وتعميم المفاهيم الخاطئة عن الدين؟
هل هذا هو "تجديد الخطاب الديني" الذي يتحدث عنه كبار المسؤولين؟
pic.twitter.com/CIsooW56xE
الحقوقي د. يحيى غنيم " لاخلاف بين مايفعله الزعيم الشيصى فى مجال السياسية ومايفعله المجاذيب فى مولد السيد البدوى؛ فكلاهما ينبع من مشكاة واحدة يحكمها ضلالة القصد وسقم الفكر، وكلاهما يهدف لهدف واحد هو التضليل والتهبيل وسيادة البهاليل، وكلاهما يتزعمه شركاء متشابهون ممن لاعقل لديهم ولاهمة لهم وتحركهم أيادى كارهة لمصر وعروبتها ودينها."
لاخلاف بين مايفعله الزعيم الشيصى فى مجال السياسية ومايفعله المجاذيب فى مولد السيد البدوى؛
— Dr.Yahya Ghoniem (@YahyaGhoniem) October 18, 2025
فكلاهما ينبع من مشكاة واحدة يحكمها ضلالة القصد وسقم الفكر،
وكلاهما يهدف لهدف واحد هو التضليل والتهبيل وسيادة البهاليل،
وكلاهما يتزعمه شركاء متشابهون ممن لاعقل لديهم ولاهمة لهم وتحركهم أيادى… pic.twitter.com/ueojNyyg2o
الفنان وجدي العربي " علي جمعة الزنديق..شيخ السلطان بيقول اللي بيهاجم مولد السيد البدوي أصحاب عقيدة فاسدة..انت ناسي إني عشت معاكم وشفت أصحاب العقيدة الفاسدة عن حق..مش انت اللي قلت على الإخوان خوارج..وأمرت الشرطة والجيش إنهم يقتلوهم؟؟؟؟ والله أنا مش فاهم..إنت وجماعتك حاتروحوا من ربنا فين..".
علي جمعة الزنديق..شيخ السلطان بيقول اللي بيهاجم مولد السيد البدوي أصحاب عقيدة فاسدة..انت ناسي إني عشت معاكم وشفت أصحاب العقيدة الفاسدة عن حق..مش انت اللي قلت على الإخوان خوارج..وأمرت الشرطة والجيش إنهم يقتلوهم؟؟؟؟ والله أنا مش فاهم..إنت وجماعتك حاتروحوا من ربنا فين..
— وجدي العربي (@warabyofficial) October 19, 2025
الداعية د. محمد الصغير " انفجرت ينابيع الحنان بعد وفاة د. #عمر_هاشم ودخل على خط العبرات المحترقة رهط من سلفية #مصر، ونفس هؤلاء الرهط انتفضوا ضد #علي_جمعة ومجاذيبه، من أجل سوق الهوس والخرافة الذى نصبوه في مولد السيد البدوي، وكأن عمر هاشم لم يكن شيخا في هذه الطريقة، وإماما في هذه الموالد ؟! فعلا مولد والعقل غايب !".
انفجرت ينابيع الحنان بعد وفاة د. #عمر_هاشم ودخل على خط العبرات المحترقة رهط من سلفية #مصر، ونفس هؤلاء الرهط انتفضوا ضد #علي_جمعة ومجاذيبه، من أجل سوق الهوس والخرافة الذى نصبوه في مولد السيد البدوي، وكأن عمر هاشم لم يكن شيخا في هذه الطريقة، وإماما في هذه الموالد ؟!
— د. محمد الصغير (@drassagheer) October 18, 2025
فعلا مولد…
الشيخ سلامة عبدالقوي " إنَّ ظهور #علي_جمعة و غلامه أسامة وعدد من العمائم الأزهرية في صدارة مشهد #مولد_السيد_البدوي ليس أمرًا عابرًا، بل خطوة مدروسة ومقصودة تهدف إلى منح غطاء ديني لتلك الممارسات والطقوس المليئة بالمخالفات والشركيات المنتشرة في الموالد داخل #مصر وخارجها، كما يُراد منها إضفاء شرعية سياسية على أنظمة الاستبداد التي تتخفّى وراء هذه المناسبات، لتُبرر وجودها باسم الدين وولاء الأولياء.".
إنَّ ظهور #علي_جمعة و غلامه أسامة وعدد من العمائم الأزهرية في صدارة مشهد #مولد_السيد_البدوي ليس أمرًا عابرًا، بل خطوة مدروسة ومقصودة تهدف إلى منح غطاء ديني لتلك الممارسات والطقوس المليئة بالمخالفات والشركيات المنتشرة في الموالد داخل #مصر وخارجها، كما يُراد منها إضفاء شرعية سياسية… pic.twitter.com/lfDkZHbwoB
— Salama Abdelkawy - سلامة عبد القوي (@AbdelkawySalama) October 18, 2025
في النهاية، هذه المواقف تكشف بوضوح كيف أن الدين في مصر ليس في مأمن من الاستغلال والتشويه على يد من يفترض أنهم حماة حقيقيون للإسلام. ومن يرون أن هذا كله “تراث” و”محبة للأولياء” إنما يتجاهلون أن هذا الدين ليس ملعبًا للخرافات بل عقيدة سامية قائمة على التوحيد الخالص، وأن من يشارك في مشاهد كهذه يكون قد خان الأمانة ومسّ بكيان الإسلام نفسه.