في ظل إهمال حكومي جسيم، تحولت حياة سكان منطقة المجزر الآلي بالعامرية في الإسكندرية، والعديد من المناطق المماثلة في أنحاء الجمهورية، إلى جحيم لا يطاق. غياب البنية التحتية الأساسية والخدمات الضرورية لا يعكس فشلاً إداريًا فحسب، بل يمثل استهتارًا مباشرًا بحياة المواطنين وسلامتهم، حيث تقف الوعود الإعلامية الرنانة عاجزة أمام واقع مرير من المعاناة اليومية.

 

إهمال يهدد حياة المواطنين

تتعدد مظاهر الأزمة في المنطقة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

- شوارع غير ممهدة: تُعد الشوارع غير الممهدة الخطر الأكبر، خاصة مع هطول الأمطار، حيث تتحول إلى فخاخ للمارة والسيارات على حد سواء.

- انتشار الحيوانات والحشرات: بسبب تراكم القمامة والمياه الراكدة، تنتشر الحيوانات الضالة والحشرات، مما يزيد من مخاطر الأمراض ويهدد صحة الأطفال والكبار.

- نقص الإنارة: مع غروب الشمس، تتوقف الحياة تقريبًا في المنطقة بسبب نقص أعمدة الإنارة، مما يخلق بيئة غير آمنة ويحد من قدرة السكان على التحرك ليلًا، رغم حيوية المنطقة وقربها من محطة قطار عبد القادر.

- أزمة مواصلات: تفاقمت معاناة الأهالي بعد وقف خط الأتوبيس الحكومي الذي كان يخدم منطقة عبد القادر، مما زاد من صعوبة ومشقة انتقالهم، خاصة للطلاب والموظفين وكبار السن.

 

بين معاناة الأهالي والشو الإعلامي

يشكو السكان من أن استجابة المسؤولين لا تتعدى كونها "شو إعلامي"، حيث تتركز الجهود على التصريحات والزيارات التفقدية التي يتم الترويج لها في الإعلام دون أن تترجم إلى حلول فعلية على أرض الواقع. ويشعر الأهالي بأنهم منسيون وأن مشاكلهم الحقيقية لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل الحكومة التي يبدو أنها تهتم بتلميع صورتها أكثر من اهتمامها بحياة المواطنين وسلامتهم.

إن هذه الأوضاع المتردية لا تقتصر على منطقة المجزر الآلي وحدها، بل تمثل نموذجًا لمعاناة العديد من المناطق في الإسكندرية وغيرها من المحافظات، حيث يوجد تباين واضح بين الدعاية الحكومية والواقع المعيشي للمواطنين، مما يستدعي تحركًا جادًا وفوريًا لمعالجة هذه المشكلات وتوفير حياة كريمة للسكان.