في 8 أكتوبر 2025 نفّذت شركة العرجاني للتطوير والاستثمار صفقة استحواذ على 26.25 % من أسهم شركة مصر الوطنية للصلب "عتاقة" عبر آلية "الصفقات ذات الحجم الكبير" في البورصة المصرية، شملت 315 مليون سهم بقيمة إجمالية نحو 1.9 مليار جنيه بمتوسط سعر صفقة 6.04 جنيه للسهم، وهو ما يُعطي للشركة تقييماً إجمالياً لعتاقة بنحو 7.24 مليار جنيه.

الصفقة نُفِّذت داخل سوق المال المصري عقب اتفاق سابق ومذكرة تفاهم مبرمة بين أطراف معروفة في مارس 2025.
الصفقة أُعلنَت ونُفِّذَت في جلسة البورصة المصرية بتاريخ 8 أكتوبر 2025 عبر آلية Block Trade على شاشة البورصة.

اشترت شركة العرجاني الحصة عبر شراء جزء من حصة مجموعة الجارحي للاستثمار والتطوير شركة الوحدة للتنمية الصناعية سابقًا، وبذلك أصبحت حصة الجارحي بعد الصفقة 62.79 % وحصة العرجاني 26.25 %، إفصاح عتاقة للبورصة أورد هذه الأرقام صراحةً.
 

لمصلحة من تمت الصفقة؟

الصفقة تُعرَف ببساطة؛ مصلحة مجموعة العرجاني الاقتصادية توسيع حضورها في قطاع المواد الأساسية (الحديد والصلب) والاندماج مع شبكات امتيازات تجارية وصناعية أكبر داخل نطاق شركاتٍ راسخة.

عمليًا المستفيد المباشر هو العِرَجاني جروب كمالك جديد لحصة استراتيجية، بينما تستمر مجموعة الجارحي كمالك أغلبية بعد تخفيض جزئي لحصتها.

كما أن المسعى يخدم شركاء الصناعة (توريد، إنشاءات، سلاسل مواد بناء) الذين قد يرتبطون بعلاقات تجارية مع العِرَجاني لاحقًا.
 

لماذا يريد العرجاني السيطرة على هذه الاستثمارات؟

  1. الاستحواذ على سلاسل قيمة استراتيجية: التحكم في صناعة الصلب يعطي تحكماً في أسعار المواد الأساسية للبناء والبنية التحتية قطاعان مهمان لمشروعات كبرى تُدار أو تُموَّل من الدولة والخاصة. تقارير وتحليلات السوق تفيد أن الشركات الراغبة في التوسع الصناعي تبحث عن دمج طولي  (vertical integration).
  2. الاستفادة من تراخيص وإنتاج البيليت: في 2025 صدرت تراخيص جديدة لإنتاج البيليت (مكون أساسي لصناعة الصلب) ومن المرجّح أن الشركات الرائدة تسعى للحصول على حصة إنتاجية واحتكار سوقي نسبي، السيطرة على حصة كبيرة في عتاقة تضع العرجاني في موقع قيادي في هذا المحور.
  3. الربط بعقود الدولة ومشروعات البنية التحتية: استحواذات كهذه تُسهل الوصول إلى عقود حكومية ومشروعات بنية تحتية ضخمة، خاصة في سياق سياسات الإنفاق الاستثماري التي تعلنها جهات رسمية.
  4. بناء تحالفات صناعية وتجارية: الإفصاحات الصحفية تشير إلى نية دراسة فرص تعاون بين العرجاني ومجموعة الجارحي في قطاعات الكيماويات ومواد البناء، ما يجعل الصفقة خطوة تكتيكية لخلق مجمّع صناعي متكامل.


لماذا تثير هذه الصفقة قلقاً؟

  • تركيز الثروة والملكية: البيع الجزئي لأصول صناعية حساسة لمجموعات محدودة يعزّز من تركّز الملكية لدى طبقة رجال أعمال مرتبطة بالسلطة أو المستفيدة من سياسات الدولة، وهو نمط أشار إليه نقد اقتصادي وسياسي سابق في سياق قوانين ملكية الدولة والخصخصة، الخطر هنا أن تُباع أصول استراتيجية بنصف قيمتها السوقية أو بآليات غير شفافة.
  • غياب رقابة فعالة وشفافية: إن القوانين والإجراءات الأخيرة تمنح مرونة للتخارج والبيع بدون رقابة برلمانية أو مجتمعية كافية، ما يفتح باب التحايل على السعر العادل أو تفضيل مستثمرين محددين، هذا قلق طرحه اقتصاديون وخبراء حول قانون ملكية الدولة وانتقاداتهم.
  • شبكات النفوذ والسياسة الاقتصادية: نمو قوائم رجال الأعمال القريبة من دوائر الحكم يثير شكوكاً حول ما إذا كانت الصفقات تُدار كسوق حقيقي أم كآليات لإعادة توزيع أصول الدولة إلى تحالفات اقتصادية سياسية داعمة للسلطة.
    تقارير ومتابعات صحافية راهنت على صعود سريع لأسماء مثل العرجاني في السنوات الأخيرة وارتباطها بمشروعات خاصة وحساسة.


أرقام ومؤشرات مركزية

  • نسبة الاستحواذ:  26.25 % - 315,000,000  سهم
  • قيمة الصفقة:  1.9 مليار جنيه متوسط سعر السهم 6.04 جنيهاً
  • التقييم الضمني للشركة بعد الصفقة:  7.24 مليار جنيه.
  • تاريخ الإعلان والتنفيذ:  8 أكتوبر 2025 إفصاح البورصة/عتاقة

 

توصيف سياسي
تُقرأ صفقة العرجاني - عتاقة كحلقة جديدة في سلسلة عمليات نقل ملكية الأصول الكبرى إلى فاعلين اقتصاديين محددين، تحت غطاء توسعة أنشطة صناعية أو استثمارات استراتيجية، وغياب ضمانات شفافة قوية، وخطر إعادة إنتاج احتكار القطاع الخاص المقرّب من السلطة، مما يكرّس انحرافاً في توزيع عوائد الملك العام لصالح تحالفات محددة بدلاً من مردود اجتماعي واقتصادي عام.