في 25 سبتمبر 2025، ألقى عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري في مصر، خطاباً في الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث ظهر في خطابه علامات واضحة على الارتباك والتوتر.

هذا الخطاب ليس مجرّد خطاب رئاسي، بل تعبير علني عن قلق قائد انقلاب عسكري يواجه أزمات متشابكة داخلية وخارجية وسياسية واقتصادية تعصف بثبات نظامه.

التقرير التالي يحلل هذا الخطاب من منظور نقدي، مدعوماً بأرقام وتواريخ وبتصريحات من سياسيين واقتصاديين ودبلوماسيين تكشف أسباب الارتباك والخوف.
 

ارتباك قائد الانقلاب في الخطاب وأسباب ظهوره العلني
تميز خطاب السيسي بتردد متكرر وفتح موضوعات متعددة بشكل غير متماسك، ما أعطا انطباعاً بأنه يحاول استجداء التأييد وسط أجواء من عدم الثقة والخوف من تدهور الأوضاع.

تناول قضايا إقليمية معقدة مثل الحرب الروسية والغزو في غزة، وربطها بخسائر اقتصادية كبيرة في قناة السويس وصلت إلى 9 مليارات دولار، رغم أن هذه الأرقام تعكس هشاشة الاقتصاد الذي يعتمد على موارد محدودة، فكان خطابه متشنجاً وحاول التأكيد على ثبات المؤسسات العسكرية، في محاولة إظهار قوته وسط ارتباك داخلي واضح.
 

الخوف من الأوضاع الداخلية والضغوط الاقتصادية
يبدو أن السيسي، الذي قاد انقلاب 3 يوليو 2013 على الرئيس المنتخب محمد مرسي، يعيش حالة من القلق العميق بسبب تدهور مؤشرات الفقر والبطالة وتنامي الأزمات الاجتماعية.

فقد ارتفعت نسبة الفقر من حوالي 29% في 2019 إلى أكثر من 35% في 2024، بينما وصل رفض النظام إلى 74% في استطلاعات الرأي الحديثة وفق مركز "تكامل مصر"، مع ارتفاع الرفض لدى فئات الشباب.

هذه الأرقام لا يمكن السكوت عنها وتدل على تفاقم الأزمة التي تزيد من حالة الرعب داخل القيادة الانقلابية.
 

تصريحات السياسيين والاقتصاديين والدبلوماسيين حول حالة قائد الانقلاب وخطابه
كتبت قنوات سياسية واقتصادية معارضة أن حديث السيسي عن فتح كلية الطب العسكري وقبول طلاب مدنيين محاولة خداع للتغطية على ضعف إنجازاته الحقيقية في التعليم والصحة العسكرية.

اقتصاديون أشاروا إلى أن خسائر قناة السويس كدلالة على هشاشة الاقتصاد الوطني الذي يعاني من سوء الإدارة والفساد المستشري، الأمر الذي يجعل حديث السيسي عن القدرة على الصمود كذباً واقعياً.

دبلوماسيون فضّلوا فحص التداخل التركيبي في خطاب السيسي كدليل على تصدع تحالفاته الإقليمية، حيث يصارع في آن واحد ملفات غزة، روسيا، ملفات النفط والطاقة، في بيئة دولية ملتهبة تصعب السيطرة عليها من قبل قائد انقلاب يفتقد التأييد الشعبي.
 

دوافع الارتباك والخوف المتزايد لقائد الانقلاب
الأسباب الجوهرية التي تقف خلف تردد السيسي وإرباكه في الخطاب تشمل:

  • تعمق الفقر وتزايد الضغط الاجتماعي الذي يهدد استقرار نظامه العسكري.
  • تصاعد المعارضة الداخلية، خصوصاً من الشباب الذين يرفضون النظام الذي قام بانقلاب على الشرعية.
  • تداخل الأزمات الإقليمية والدولية التي تزيد من عزلة النظام وتهدد مصالحه.
  • حاجة النظام المتكررة للظهور العسكري في الأكاديمية كدليل على عجزه عن توفير أفق سياسي أو اقتصادي بديل.

 

إحصائيات وبيانات تعزز القراءة النقدية

  • نسبة الفقر ارتفعت من 29% إلى 35% خلال السنوات الأخيرة، ما يعني تدهوراً معاشياً كبيراً.
  • رفض نظام الانقلاب وصل إلى 74% وفق مركز "تكامل مصر"، مع وجود قطاعات كبيرة من الشباب تنفر من النظام.
  • خسائر قناة السويس المالية تصل إلى 9 مليارات دولار، ما يعكس هشاشة الاقتصاد المتدهور.
  • قمع الاحتجاجات منذ انقلاب 3 يوليو 2013 خلف آلاف القتلى والمعتقلين، مما تسبب في أزمة شرعية عميقة.

خطاب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في الأكاديمية العسكرية يعكس حالة من الخوف والارتباك التي تكتنف نظامه العسكري وسط أزمات سياسية، اقتصادية واجتماعية متفاقمة.

تحليلات الاقتصاديين والسياسيين والدبلوماسيين تؤكد أن النظام الانقلابي يعيش لحظات ضعف واضحة تتبدى في خطاباته المتقطعة التي تكشف عن تصور قاتم لمستقبل مصر تحت حكمه.

هذا الخطاب، برغم محاولاته لاستعراض القوة، يكشف فعلياً عن صدع داخلي عميق يبعث برسائل تحذير من مخاطر استمرار حكم انقلاب لا يستند إلى شرعية شعبية حقيقية.