أفادت قناة كان 11 العبرية، بأن مصر لم تستجب للجهود الأمريكية لتنظيم اجتماع بين قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو.
وفقًا للمصادر، فإن الاجتماع "لن يكون ذا فائدة لمصر بأي حال من الأحوال"، وإن مصر تطالب بعقد اجتماع علني بين وزيري خارجية "إسرائيل" ومصر في دولة ثالثة قبل أي اجتماع من هذا القبيل، و"بطريقة لا تجعل الأمر يبدو وكأن تلك الدولة هي السبب الرئيس لزيارة الوزيرين".
شروط مصر لعقد لقاء بين السيسي ونتنياهو
وتضع مصر سلسلة من الشروط المسبقة قبل أي محادثات مباشرة مع نتنياهو، أبرزها انسحاب "إسرائيل" من محور فيلادلفيا وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين.
وتطالب مصر بأن يتضمن أي بيان رسمي مشترك حول أي محادثة بين السيسي ونتنياهو اتفاقًا صريحًا على إعادة إعمار غزة، وأن الفلسطينيين لن يهاجروا منها، وهي نقاط تعارضها "إسرائيل"، إذ يرى المصريون أنها تقوض الأهداف التي حددتها الحكومة "الإسرائيلية".
وترى مصر أن تصديق "إسرائيل" على صفقة الغاز مع مصر بقيمة 35 مليار دولار (والتي جمدتها إسرائيل حتى الآن)، وتجاهل النشاط العسكري المصري في سيناء "ليس ثمنًا كافيًا لمناقشة استئناف العلاقات الدبلوماسية الآن".
وعلى الرغم من أن مصر توضح مرارًا وتكرارًا أن موقفها من العلاقات الثنائية مع إسرائيل قضية منفصلة تمامًا عن الوساطة المصرية ومواقف الفلسطينيين، فإنها تطالب بفتح معبر رفح أمام الجانبين، كدليل على حسن نية "إسرائيل" في كل ما يتعلق بالانسحاب من رغبتها في إحداث هجرة للفلسطينيين أو تهجيرهم قسرًا، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية وطبية كافية إلى غزة.
الجهود الأمريكية لتجديد الحوار بين "إسرائيل" والدول العبرية
وبحسب قناة كان 11، فإن مصر تعتقد أيضًا أن الجهود الأمريكية لتجديد الحوار السياسي المباشر بين "إسرائيل" والدول العربية "تخدم إسرائيل أولاً وقبل كل شيء، أكثر مما تخدم الأنظمة العربية"، وهذا ما أكده السيسي الليلة الماضية في مكالمة هاتفية أجراها مع ملك البحرين، حمد بن عيسى، كجزء من الجهود المبذولة لصياغة موقف عربي موحد بالطريقة التي ينبغي اتباعها فيما يتعلق بالموقف تجاه الحكومة الحالية في "إسرائيل".
ويعتقد المسؤولون المصريون أن بعض الجهود الأمريكية التي رفضتها مصر ليست سوى "محاولة لتعزيز مكانة نتنياهو داخل إسرائيل، ودعمه في الانتخابات المقبلة"، حيث يدعي الأمريكيون أن تشكيل ائتلاف مستقبلي مختلف بقيادة نتنياهو "سيسمح له ربما باتخاذ خطوات أكثر مرونة، وفقًا لما قدمه نتنياهو لمسؤولي البيت الأبيض".
https://www.bhol.co.il/news/1713058
زيارات وجمود في العلاقات
وسبق لنتنياهو أن زار مصر علنًا مرتين، كلاهما خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ، وكانت آخر زيارة رسمية له في يناير 2011. وعُقدت اجتماعات أخرى سرًا.
ومنذ هجمات 7 أكتوبر 2023، تجمدت العلاقات الدبلوماسية بين مصر و"إسرائيل" إلى حد كبير، باستثناء التنسيق الأمني المستمر - لا سيما بين أجهزة الاستخبارات - والذي يركز على قضايا الرهائن.
وبرزت خلافات أخرى حول السيطرة على معبر رفح ، ورفض مصر استقبال تهجير الغزيين، واحتمالية مشاركة مصر في قوة الاستقرار الدولية المزمع إنشاؤها في غزة، ومحاولات تهريب الطائرات المسيّرة الأخيرة من مصر إلى "إسرائيل".
وتعطل "إسرائيل" حتى الآن التصديق على صفقة تصدير الغاز لمصر، التي تُقدّر قيمتها بـ 35 مليار دولار، إذ يخشى وزير الطاقة "الإسرائيلي" إيلي كوهين من أنها قد تُضرّ بأمن الطاقة الداخلي لإسرائيل، وأرجأ الاتفاق لحين تسوية الخلافات الأمنية مع مصر.

