بينما تحاول حكومة الانقلاب تصوير الانتخابات النيابية على أنها مهرجان ديمقراطي، وبينما يتحدث الإعلام الرسمي عن إقبال كثيف ومشاركة شعبية، يخرج علينا سفير مصر في كولومبيا، علاء عيسى، ليفضح الحقيقة المرة: في دولة تعد عدد الناخبين في سفاراتها بـالآحاد، مع سفارات لم يحضر فيها ناخب واحد. السفير عيسى نشر على حسابه أن عدد الناخبين في السفارة 3 فقط، وأن "الشيخ الموقر" (المشرف من وزارة الأوقاف) غائب، في فضيحة تكشف أن المسرحية الانتخابية فشلت حتى في ديكورها الخارجي.
3 ناخبين فقط في كولومبيا: فضيحة بامتياز
علاء عيسى، سفير مصر في كولومبيا، نشر على حسابه: "عدد الناخبين 3 فقط. ناخبين.. أنا وعضو في البعثة والشيخ الموقر من وزارة الأوقاف". هذا التصريح الصادم يكشف عدة حقائق:
المصريون في الخارج لا يثقون في الانتخابات
إذا كان عدد الناخبين في سفارة دولة كبيرة مثل كولومبيا 3 أشخاص فقط، اثنان منهم موظفون في السفارة نفسها، فهذا يعني أن المصريين في الخارج لا يثقون في هذه المسرحية، ويرفضون المشاركة فيها. المصريون الذين يعيشون في دول ديمقراطية، ويشاهدون كيف تُدار الانتخابات الحقيقية، يعرفون جيداً أن ما يحدث في مصر ليس انتخابات، بل مسرحية هزلية الهدف منها إضفاء شرعية زائفة على نظام غير شرعي.
السفير نفسه يعترف بالفشل
عندما يخرج السفير نفسه ليعلن أن عدد الناخبين 3 فقط، فهذا يعني أن الفشل فاضح لدرجة أنه لا يمكن إخفاؤه. السفير لم يحاول تجميل الصورة، بل اعترف بالواقع المرير، وهو أن الانتخابات في السفارات لا قيمة لها، وأن المصريين في الخارج لا يهتمون بها.
"الشيخ الموقر" غائب: رمز لفشل الدولة
الطريف، أو المؤلم، في تصريح السفير هو إشارته إلى "الشيخ الموقر" من وزارة الأوقاف كأحد الناخبين الثلاثة. هذا يكشف أن وزارة الأوقاف أرسلت مشرفاً لمتابعة الانتخابات في السفارة، لكن حتى هذا الشيخ لم يحضر، أو لم يكن موجوداً أصلاً، في رمز واضح لـفشل الدولة في تنظيم حتى أبسط الأمور.
سفارات أخرى: صفر ناخبين
السفير عيسى يشير في منشوره إلى أن سفارات أخرى عدد الناخبين فيها صفر، أي لم يحضر ناخب واحد. هذا يعني أن المسرحية الانتخابية فشلت تماماً في الخارج، وأن المصريين في الخارج قاطعوا هذه الهزلية بشكل شبه كامل.
في دولة تدعي أنها ديمقراطية، وأن انتخاباتها نزيهة وشفافة، كيف يُفسر أن عدد الناخبين في بعض السفارات صفر، وفي سفارات أخرى 3 فقط، اثنان منهم موظفون في السفارة؟
حكومة الانقلاب: مسرحية فاشلة حتى في الديكور
حكومة الانقلاب التي:
- أنفقت المليارات على القصور والكباري الاستعراضية
- قمعت المعارضة وسجنت عشرات الآلاف
- سيطرت على الإعلام وحولته إلى بوق دعائي
- ألغت نتائج 19 دائرة انتخابية بسبب فضائح التزوير
لم تستطع حتى إقناع بضعة آلاف من المصريين في الخارج بالمشاركة في مسرحيتها الانتخابية. النتيجة: 3 ناخبين فقط في كولومبيا، وصفر في سفارات أخرى.
المصريون في الخارج: أكثر وعياً وأقل انخداعاً
المصريون الذين يعيشون في الخارج، خاصة في دول ديمقراطية، يشاهدون كيف تُدار الانتخابات الحقيقية، ويعرفون الفرق بين الديمقراطية الحقيقية والمسرحية المصرية. هؤلاء لا ينخدعون بالدعاية الإعلامية، ولا يشاركون في مسرحية يعرفون مسبقاً أن نتيجتها محسومة.
هذا الوعي المرتفع لدى المصريين في الخارج يفسر انخفاض نسبة المشاركة إلى حد الصفر في بعض السفارات. فهم يرفضون أن يكونوا جزءاً من كذبة، ويرفضون إضفاء شرعية على نظام لا يستحقها.
التناقض الفاضح: إقبال كثيف في مصر وصفر في الخارج
بينما يتحدث الإعلام الرسمي عن "إقبال كثيف" و**"مشاركة واسعة"** داخل مصر، نجد أن عدد المشاركين في الخارج صفر أو 3 فقط. هذا التناقض يكشف أن الأرقام التي تُعلن داخل مصر مزورة، وأن الإقبال الكثيف الذي يتحدثون عنه وهم إعلامي.
فإذا كان المصريون في الخارج، الذين يتمتعون بـحرية التعبير والحماية القانونية، يقاطعون الانتخابات بهذا الشكل الساحق، فكيف نصدق أن المصريين داخل مصر، الذين يعيشون تحت القمع والخوف، يشاركون بكثافة؟
إلغاء نتائج 19 دائرة: فضيحة تلو الفضيحة
هذه الفضيحة تأتي بعد إلغاء نتائج 19 دائرة انتخابية بسبب التزوير الفاضح، في إقرار رسمي بأن المسرحية الانتخابية لم تنجح حتى في إخفاء التزوير. والآن، مع فضيحة السفارات، نكتشف أن المسرحية فشلت أيضاً في الديكور الخارجي.
حكومة الانقلاب التي لا تستطيع تنظيم انتخابات نزيهة في 19 دائرة، ولا تستطيع إقناع 3 مصريين في كولومبيا بالمشاركة، كيف تريد من الشعب أن يصدق أن الانتخابات نزيهة والديمقراطية موجودة؟
السفير يفضح النظام من حيث لا يدري
السفير علاء عيسى، بنشره لهذا التصريح، فضح نظام الانقلاب من حيث لا يدري. فربما كان يقصد التندر على الوضع، أو التعبير عن إحباطه، لكنه في الحقيقة كشف للعالم أن الانتخابات المصرية ليست سوى مسرحية هزلية، وأن المصريين في الخارج لا يثقون فيها ولا يشاركون فيها.
هذا التصريح أكثر صدقاً من كل التقارير الرسمية التي تتحدث عن "نجاح العملية الانتخابية" و**"الإقبال الكثيف"**، لأنه جاء من شاهد عيان، ولأنه لا يحمل أي تزيين أو تجميل.
خاتمة: 3 ناخبين يكفون لفضح النظام
3 ناخبين فقط في سفارة مصر في كولومبيا، اثنان منهم موظفون في السفارة نفسها، والثالث "شيخ موقر" من وزارة الأوقاف لم يحضر أصلاً، هذا المشهد الهزلي يختصر فشل حكومة الانقلاب في إقناع أي أحد بـمسرحيتها الانتخابية.
المصريون في الخارج، الذين يعيشون في دول ديمقراطية، يعرفون الفرق بين الانتخابات الحقيقية والمسرحية المصرية، ولذلك قاطعوها بشكل شبه كامل. وإذا كان هذا حال المصريين الأحرار في الخارج، فما بالك بحال المصريين المقموعين داخل مصر؟
3 ناخبين يكفون لفضح نظام كامل. وصفر ناخبين في سفارات أخرى يكفون ليؤكدوا أن المسرحية فشلت، وأن الكذبة انكشفت، وأن الشرعية الزائفة التي يحاول النظام صنعها لن تقنع أحداً، لا في الداخل ولا في الخارج.

