أفادت صحيفة "معاريف" العبرية، أن آلاف الأسلحة من مختلف الأنواع تم تهريبها عبر الحدود المصرية باستخدام طائرات مسيرة، مشيرة إلى أنه وبحسب تقديرات الأجهزة الأمنية، نُفذت نحو 900 عملية تهريب خلال الأشهر الثلاثة الماضية في المنطقة الحدودية مع مصر.
ويُقدّر الجيش "الإسرائيلي"، أن ما بين مائة و300 مدني بدوي من قبيلتي العزازمة والترابين يُديرون عمليات التهريب، التي وصفها بأنها تشكل تهديدًا استراتيجيًا.
تسليح حماس
ويفترض الجيش أن المحور الشيعي، الذي يضم إيران والحوثيين في اليمن، يقف وراء جزء كبير من عمليات تهريب الأسلحة التي تمر من مصر إلى "إسرائيل"، بهدف تسليح "حماس" وإغراق الضفة الغربية وغزة وعرب "إسرائيل" بالأسلحة.
وترصد قوات الدفاع "الإسرائيلية" زيادة كبيرة في حجم التهريب، حيث يتم تنفيذ التهريب باستخدام طائرات مسيرة كبيرة تستخدم لرش الحقول الزراعية.
وتعترف المؤسسة الأمنية بأن بأن هناك تراخيًا وعدم كفاءة في التعامل مع هذه الظاهرة من جانب الشرطة، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والجيش "الإسرائيلي"، ومعهم العديد من الوزارات الحكومية.
إذ أن كل جهة تُلقي بالمسؤولية على الأخرى، بينما تُهمل عمليات التنسيق والتدابير المُتكاملة المُواجهة. على سبيل المثال، تعمل الفرقة الإقليمية 80 بالتعاون مع سلاح الجو في مواجهة تهديد الطائرات المُسيّرة، وتُحبط بشكل رئيس تحليقها فوق المستوطنات في النقب الغربي، وتُوفر الحماية ضد تحليقها فوق عزوز، ونيتسانا، وقادش برنيع، وغيرها، خشية انفجار طائرة مُسيّرة مُحمّلة بالمتفجرات تعمل تحت ستار طائرة مُسيّرة تابعة لمُهرّبين على أحد منازل المستوطنات.
إعلان المنطقة الحدودية مع مصر منطقة عسكرية مغلقة
ويُقرّ الجيش "الإسرائيلي" بأنّ توجيه وزير الدفاع يسرائيل كاتس بإعلان المنطقة الحدودية مع مصر منطقة عسكرية مغلقة لم يُنفّذ بعد. ويُشير إلى أنه حتى مع تطبيق القرار فلن يُغيّر الوضع، إذ يُمكن للطائرات المُسيّرة العاملة حاليًا التحليق في العمق المصري في سيناء.
وتجمع هذه الطائرات شحناتٍ على عمق كيلومترين تقريبًا خلف الخطوط المصرية، وتهبط في العمق الإسرائيلي، حتى تسعة كيلومترات عبر الحدود على الجانب الإسرائيلي - وهي منطقةٌ خاليةٌ في معظمها من الوجود العسكري.
وتستطيع الطائرات المسيرة الجديدة، التحليق ذاتيًا باستخدام خطة طيران مبرمجة مسبقًا، تشبه المكنسة الكهربائية المنزلية. إذ تنطلق من موقع ووقت محددين مسبقًا، وتسلك مسارًا معينًا، ثم تعود في مسار آخر إلى نقطة هبوط في مكان آخر.
ويقول الجيش "الإسرائيلي" إنه، إثر ضغوط شعبية وإدراكه أن تشغيل الطائرات المسيرة يُمثل تهديدًا استراتيجيًا، بدأ بتكثيف جهوده في مواجهة تهريبها.
في الوقت نفسه، تُقرّ مصادر بمحدودية قدرات الجيش، حيث أن الفرقة 80 تُسيطر على الحدود مع مصر، التي يزيد طولها عن مئتي كيلومتر، بينما يبلغ طول الحدود مع الأردن، التي تقع تحت مسؤولية الفرقة، 240 كيلومترًا. وعلى عكس نمط التهريب البري، لا يحتاج المهربون إلى طرق وصول فريدة تُضيّق نطاق عملياتهم.
إحبتط 130 طائرة مسيرة
في غضون ذلك، أحبط الجيش "الإسرائيلي" خلال الأسابيع الأخيرة 130 طائرة مسيرة على الحدود المصرية. ووفقًا له، كانت الطائرات المسيرة تحمل حوالي 80 سلاحًا، بما في ذلك رشاشان من طراز MAG، و16 بندقية، و66 مسدسًا.
واعتبرت الصحيفة أن قضية التهريب عبر الحدود المصرية ليست بجديدة. فمنذ أن أصبحت الحدود حدود سلام، استُخدمت كممر لتهريب المخدرات والسجائر ونساء الدعارة والعمال المهاجرين والأسلحة وغيرها.
وتقول إن عشرات البدو من قبيلتي العزازمة والترابين يقفون وراء هذه التجارة، حيث يقدر الجيش "الإسرائيلي" أن حوالي 300 فرد من القبيلتين يشاركون بشكل رئيس في هذه التجارة. ويعيش بعض أفراد القبيلتين في سيناء، وبعضهم في النقب في منطقتي تسيئيليم وفتح نيتسانا.
ويقول الجيش "الإسرائيلي" إنه يشارك في عمليات اعتراض طائرات مسيرة تعبر من مصر إلى "إسرائيل"، وليس من "إسرائيل" إلى مصر.
ويضيف أنه نظرًا لشعور مشغلي الطائرات المسيرة بالأمان، فإنهم ينقلون أيضًا خبز البيتا مع اللبنة من الجانب "الإسرائيلي" إلى الجانب المصري، وأحيانًا يرسلون أيضًا ملابس وأحذية ماركات عالمية من "إسرائيل" إلى سيناء.
وأوضح الجيش أن شحنات المخدرات والأسلحة تُدرّ مبالغ طائلة على المهربين، وتُقدّر كل شحنة بنحو مليون شيكل. حتى فقدان طائرة مُسيّرة، التي تُكلّف حوالي 150 ألف شيكل، يُتيح للمهربين تحقيق أرباح طائلة.
ويُقرّ الجيش بأنه حتى في يومٍ ناجحٍ اعترضت فيه طائرتان مُسيّرتان، نجحت ثلاث طائرات في اختراقهما دون أن تُعترض - والحساب الاقتصادي واضح.
ويعقد الجيش "الإسرائيلي"، الأربعاء المقبل، ندوة في لواء باران في الجنوب، حول التعامل مع الظاهرة الآخذة في التوسع، ليس فقط على الحدود المصرية، بل أيضاً على حدود غور الأردن وفي مرتفعات الجولان.
https://www.maariv.co.il/news/military/article-1252885

