في قلب محافظة الفيوم، خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع في مظاهرات ليلية غاضبة ضد فضيحة التزوير الفاضحة التي شابت انتخابات مجلس النواب 2025.
أهالي المحافظة نزلوا الشوارع بعد ما شاهدوا بأم أعينهم الصناديق تُسرق، والأصوات تُبدّل، والنتائج تُكتب قبل أن يُدلي الناس بأصواتهم، في مشهد يُعيد إلى الأذهان أحلك صور التزوير في تاريخ مصر السياسي.
الفيديوهات المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر حشودًا كبيرة من المواطنين يهتفون ضد التزوير، في تحدٍ واضح لقبضة الأمن الخانقة التي فرضها نظام الانقلاب العسكري على المحافظة.
https://x.com/sadamisr25/status/1989495946326036704
شهادات على التزوير: عيون الناس لا تكذب
ما حدث في الفيوم لم يكن مجرد "مخالفات إجرائية" كما تحاول الأبواق الإعلامية للنظام تصويره، بل كان عملية تزوير منظمة وواضحة للعيان.
شهود عيان من داخل اللجان الانتخابية أكدوا أن الصناديق كانت تُفتح قبل انتهاء التصويت، وأن أوراق اقتراع كاملة كانت تُستبعد لصالح مرشحي أحزاب الموالاة، وأن النتائج كانت مكتوبة سلفًا قبل أن يُدلي الناخبون بأصواتهم.
المواطنون الذين خرجوا في المظاهرات عبّروا عن غضبهم الشديد من هذا الاستخفاف بإرادتهم وكرامتهم، مطالبين بإلغاء الانتخابات وإعادة ترتيبها من جديد تحت إشراف محايد.
https://www.facebook.com/groups/1507788799344734/posts/9407343886055813/
المظاهرات تمتد إلى محافظات أخرى
لم تكن الفيوم وحدها التي شهدت احتجاجات ضد التزوير، بل امتدت المظاهرات إلى محافظات القاهرة والإسكندرية، حيث خرج المواطنون مطالبين بتدخل عاجل لإلغاء انتخابات مجلس النواب بسبب ما ظهر فيها من تزوير واضح وصريح.
هذه الاحتجاجات العفوية تُمثل صرخة شعبية ضد نظام فقد أي شرعية وأصبح يعتمد فقط على القمع والتزوير للبقاء في السلطة.
رغم التشديدات الأمنية المكثفة والكردون الأمني الذي فُرض حول اللجان الانتخابية، إلا أن المواطنين كسروا حاجز الخوف وخرجوا للتعبير عن رفضهم لهذه المهزلة الانتخابية.
https://www.facebook.com/watch/?v=799148162882452
فضيحة الإسكندرية: التزوير الموثق بالفيديو
ما حدث في الفيوم يأتي في سياق فضائح تزوير أوسع شهدتها انتخابات مجلس النواب 2025 في محافظات مختلفة، وأبرزها فضيحة الإسكندرية التي وثّقها المرشح المستقل المستشار أحمد فتحي عبد الكريم بالصوت والصورة.
الفيديو الصادم الذي بثه المرشح مباشرة من داخل لجنة انتخابية يُظهر عملية تزوير علنية تمت تحت إشراف أعضاء من هيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة، حيث تم فتح صناديق الاقتراع قبل انتهاء التصويت بساعة واحدة، وإفراغ بطاقات اقتراع لا تخدم مرشحين بعينهم.
وبدلاً من محاسبة المتورطين في التزوير، قامت السلطات باعتقال المرشح الذي فضح الحقيقة، في محاولة واضحة لإسكات أي صوت حر.
https://www.instagram.com/reel/DQ9UUWaDDa0/
المقاطعة الشعبية: رفض صامت للمسرحية
إلى جانب الاحتجاجات العلنية، عبّر المواطنون عن رفضهم لهذه المسرحية الانتخابية من خلال مقاطعة واسعة النطاق.
شهدت محافظة الفيوم تراجعًا كبيرًا في نسبة المشاركة الانتخابية، حيث أعلنت مصادر محلية عن إمكانية تأجيل الانتخابات في بعض الدوائر بسبب عدم وجود إقبال كافٍ.
اليوم الثاني من التصويت شهد تراجعًا ملحوظًا في أعداد الناخبين في جميع المحافظات، وهو ما يعكس فقدان الثقة الكامل في عملية انتخابية مفرغة من أي مضمون ديمقراطي.
رغم محاولات النظام حشد المواطنين عبر توزيع كراتين غذائية وشراء الأصوات بمبالغ وصلت إلى 900 جنيه للصوت الواحد، إلا أن الغالبية العظمى من المصريين أداروا ظهورهم لهذه المهزلة.
شراء الأصوات والرشاوى: ديمقراطية السوق السوداء
وثّقت منظمات حقوقية ومرشحون مستقلون عمليات شراء أصوات منظمة وواسعة النطاق خلال يومي التصويت، حيث تم استغلال الجمعيات الخيرية والمال السياسي لحشد الناخبين لصالح مرشحي أحزاب الموالاة.
التقارير أكدت توزيع كراتين غذائية أمام اللجان، ودفع مبالغ نقدية للناخبين، وتوجيه منظم للمواطنين للتصويت لصالح مرشحين بعينهم، ومنع مرشحين مستقلين ومندوبيهم من دخول اللجان، وعدم توفير ساتر يحجب تصويت الناخبين مما يُلغي سرية الاقتراع تمامًا.
هذه المخالفات الجسيمة تُؤكد أن ما يحدث ليس انتخابات بالمعنى الديمقراطي، بل عملية تلفيق وتزييف لإضفاء شرعية زائفة على نظام فاقد لأي سند شعبي.
نظام يحتضر ويرفض الرحيل
ما حدث في الفيوم والإسكندرية وغيرها من المحافظات يُمثل فضيحة سياسية كاملة تكشف حجم الانهيار الذي يعانيه نظام الانقلاب العسكري.
المظاهرات الشعبية الغاضبة، والفيديوهات الموثقة للتزوير، واعتقال المرشحين الذين فضحوا الحقيقة، والمقاطعة الواسعة، كلها تشير إلى نظام فقد أي شرعية ولم يعد قادرًا على إخفاء عجزه سوى بالتزوير الفج والقمع الوحشي.
الشعب المصري، الذي طالما وُصف بالصبر والتحمل، بدأ يكسر حاجز الخوف ويُعلن رفضه لهذه المهزلة، مؤكدًا أن الكلمة الأخيرة ستكون له لا للطغاة.

