شهد اليوم الأول من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب 2025 جدلًا واسعًا، بعد أن وجّه الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي اتهامات خطيرة بوجود "مخالفات جسيمة ورشاوى انتخابية" في عدد من الدوائر، مطالبًا الهيئة الوطنية للانتخابات بالتدخل الفوري والتحقيق في ما وصفه بـ"الانتهاكات الممنهجة" التي تهدد نزاهة الاستحقاق النيابي.
وقال الحزب، في بيان رسمي، إن غرفة عملياته المخصصة لمتابعة سير العملية الانتخابية تلقت عشرات البلاغات من مرشحيه ومندوبيه في محافظات المرحلة الأولى، حول خروقات متعددة تتعلق بـ"شراء الأصوات وتوزيع الدعاية داخل اللجان ومنع بعض المرشحين من دخول مراكز الاقتراع".
وأوضح البيان أن ممثلين عن بعض الأحزاب المؤيدة للحكومة قاموا بتوزيع كراتين تحتوي على سلع غذائية ومواد تموينية على الناخبين أمام مقار الاقتراع، في محاولة للتأثير على اختياراتهم، مضيفًا أن الحزب وثّق بالصورة والفيديو عدداً من هذه الوقائع لإرفاقها في بلاغ رسمي سيُرفع إلى الهيئة الوطنية للانتخابات خلال الساعات المقبلة.
وأكد الحزب أن مثل هذه الممارسات "تُقوّض مبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين وتفقد العملية الانتخابية مصداقيتها أمام الرأي العام"، داعيًا إلى "تحقيق شفاف ومحاسبة فورية لأي موظف أو جهة تورطت في الإخلال بحياد العملية الانتخابية".
وأشار البيان إلى أن بعض اللجان شهدت منع دخول مندوبي المرشحين المستقلين والمعارضين، وهو ما وصفه الحزب بأنه "محاولة لإقصاء الأصوات المعارضة داخل الصناديق، وضمان تفوق مرشحي أحزاب الموالاة".
وفي السياق نفسه، رصد الحزب ما قال إنه "توجيه مباشر للناخبين داخل عدد من اللجان للتصويت لصالح مرشحي أحزاب بعينها"، معتبرًا ذلك "انتهاكًا صارخًا لحياد القائمين على العملية الانتخابية وتهديدًا لمصداقية الانتخابات أمام المجتمع المحلي والدولي".
انسحاب نشوى الديب يزيد من حدة الجدل
تزامن بيان الحزب المصري الديمقراطي مع تطور آخر أثار حالة من الجدل السياسي والإعلامي، إذ أعلنت النائبة السابقة نشوى الديب، المرشحة المستقلة عن دائرة إمبابة والمنيرة الغربية بمحافظة الجيزة، انسحابها من سباق الانتخابات بعد مرور ساعة واحدة فقط على فتح اللجان أبوابها، احتجاجًا على ما وصفته بـ"غياب النزاهة والشفافية وتهيئة الأجواء لحسم النتائج مسبقًا".
وقالت الديب في تصريحات صحفية عقب إعلان انسحابها: "الانتخابات لا يمكن أن تُوصف بالنزيهة بينما يتم توجيه الناخبين علنًا، ويُمنع بعض المندوبين من دخول اللجان، وتُمارس ضغوط واضحة لصالح مرشحين بعينهم".
وأضافت: "من غير المقبول أن تُحسم المقاعد قبل أن تبدأ المنافسة فعليًا، فذلك يهدر إرادة الناخبين ويضرب العملية الانتخابية في جوهرها".
وكانت الديب تنافس على أحد مقعدي دائرة إمبابة أمام كل من وليد المليجي مرشح حزب مستقبل وطن، وإيهاب الخولي مرشح حزب المحافظين، إلى جانب شادية ثابت المرشحة المستقلة.
الهيئة الوطنية للانتخابات أمام اختبار جديد
وتأتي هذه الاتهامات في وقت تشهد فيه المرحلة الأولى من الانتخابات، التي تُجرى اليوم وغدًا في 14 محافظة من بينها الجيزة والإسكندرية وسوهاج والأقصر والبحر الأحمر ومطروح، مراقبة دقيقة من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، التي تتابع مدى التزام العملية بمعايير النزاهة والشفافية.
وطالب الحزب المصري الديمقراطي الهيئة الوطنية للانتخابات بسرعة التحقيق في هذه الوقائع، واتخاذ إجراءات حاسمة تضمن تكافؤ الفرص بين المرشحين، مؤكدًا أن "صمت الهيئة على هذه التجاوزات سيُفقد العملية الانتخابية مشروعيتها في أعين المواطنين".
خريطة الانتخابات وجدولها الزمني
تُجرى انتخابات مجلس النواب لعام 2025 على مرحلتين، حيث تشمل المرحلة الأولى 14 محافظة، على أن تجرى جولة الإعادة لهذه المرحلة في الخارج يومي 1 و2 ديسمبر المقبل، وللمصريين في الداخل يومي 3 و4 ديسمبر.
أما المرحلة الثانية فتبدأ للمصريين في الخارج يومي 21 و22 نوفمبر، وللداخل يومي 24 و25 نوفمبر، وتشمل محافظات القاهرة والدقهلية والقليوبية والشرقية وكفر الشيخ والبحيرة ودمياط وبورسعيد والسويس وشمال وجنوب سيناء وغيرها.
وستجرى إعادة المرحلة الثانية بالخارج يومي 15 و16 ديسمبر، وداخل مصر يومي 17 و18 ديسمبر، على أن تُعلن النتائج النهائية أواخر الشهر نفسه، وفق الجدول الزمني الصادر عن الهيئة الوطنية للانتخابات.
وبحسب القانون، يتكوّن مجلس النواب من 568 عضوًا منتخبًا، نصفهم بنظام الفردي والنصف الآخر بالقائمة المغلقة، ويُضاف إليهم ما لا يزيد عن 28 نائبًا يعيّنهم رئيس الجمهورية، ليبلغ إجمالي الأعضاء 596 نائبًا.

