لم يكد المصريون يفيقون من صدمة وفاة 3 شقيقات انهار عليهن سقف الغرفة أثناء النوم بمحافظة قنا، حتى فجعوا أمس بخبر مصرع أسرة كاملة مكونة من أم وجدة وأربعة أطفال في حريق مروع بشقة سكنية بإحدى العقارات بمنطقة بيجام في شبرا الخيمة، نتيجة حدوث ماس كهربائي نجم عن ترك شاحن الهاتف بالكهرباء أثناء النوم.

لم يكن أمام أفراد الأسرة أية فرصة للنجاة بأرواحهم حيث حدث الحريقو وقتما كانوا نيامًا، مما أدى لاختناقهم جميعًا نتيجة بالدخان الكثيف قبل أن تلتهم النيران باب الشقة، ما حال دون خروجهم وتسبب في مصرعهم جميعًا على الفور.

اللافت أن الحادث جاء بعد تحذير والدة الضحايا في منشور لها عبر صفحتها في "فيسبوك"، قالت فيه: "المفروض تبعد الكهربا والموبايل عنك مسافة لما تيجي تنام عشان خطر"، وأرفقت منشورها بصورة لشخص يضع الشاحن على بطنه أثناء النوم، وعلقت: "أنا لما اجي أنام".
 

مخاطر ترك الشاحن في الكهرباء
وهو ما يسلط الضوء على الحوادث المأساوية الني قد تقع نتيجة ترك شاحن الهاتف في الكهرباء، والتي غالبًا ما نتركها موصولة بالمقابس الكهربائية لفترات طويلة، دون أن نفكر فيما إذا كانت هذه الممارسة الشائعة تُشكل خطرًا خفيًا أم لا؟

على الرغم من أن شواحن الهواتف مصممة وفق معايير السلامة، إلا أنها ليست بمنأى عن الأعطال أو التآكل، بخاصة مع كثرة الاستخدام ومع مرور الوقت، مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته أو حتى حدوث ماس كهربائي. وهذا يطرح سؤالاً مهمًا: هل من الآمن ترك الشاحن موصولاً بالكهرباء عند عدم استخدامه؟ قد تفاجئك الإجابة، فالمخاطر أكبر مما يدركه معظم الناس.

يحذّر خبراء السلامة الكهربائية من مخاطر ترك أجهزة الشحن موصولة بالكهرباء دون مراقبة. فالأجهزة التي غالبًا ما يُستهان باستهلاكها للطاقة وتوليدها للحرارة، قد تُسبب حرائق في ظل ظروف مُعينة. وقد أصبحت هذه المشكلة مُنتشرة لدرجة أنها أصبحت الآن مُدرجة في إرشادات الوقاية من الحرائق المنزلية حول العالم.
 

مخاطر ترك الشواحن متصلة بالتيار الكهربائي باستمرار
عندما يبقى شاحن الهاتف متصلاً بمصدر طاقة نشط، فإنه يستمر في سحب كمية صغيرة من الكهرباء حتى عند عدم شحن الجهاز. تُعرف هذه الظاهرة باسم "طاقة مصاص الدماء"، والتي تُبقي المكونات الداخلية للشاحن مشحونة، وقد تُولد حرارة. مع مرور الوقت، قد يُسبب هذا التدفق الكهربائي المستمر تدهورًا في عزل الشاحن ومكوناته الداخلية، مما يزيد من خطر حدوث ماس كهربائي.

تنبع مخاطر الحرائق الرئيسة من عدة عوامل: ضعف جودة المكونات، وتلف الكابلات، وارتفاع درجة الحرارة بسبب سوء التهوية، أو عيوب التصنيع.

تُعد الشواحن الرخيصة والمقلدة خطيرة بشكل خاص، إذ غالبًا ما تفتقر إلى آليات السلامة المناسبة، مثل الحماية من التيار الزائد أو مفاتيح الفصل الحراري. حتى الشواحن الأصلية من شركات مصنعة موثوقة قد تُصبح خطرة إذا كانت قديمة أو تالفة أو استُخدمت في ظروف غير مناسبة.
 

3 مخاوف تتعلق بالسلامة

  1. خطر الشحن أثناء الليل: يترك الكثيرون هواتفهم تشحن طوال الليل دون مراقبة، مما يجمع بين خطرين: الشاحن الموصول باستمرار بالكهرباء، واحتمالية الشحن الزائد للبطارية. قد ترتفع درجة حرارة بطاريات الليثيوم أيون في حال تعطل دوائر الشحن، مما يُسبب خطر حريق كبير.
     
  2. الشواحن متعددة المنافذ وموصلات الطاقة: يؤدي ربط عدة شواحن إلى زيادة الحمل الكهربائي وتوليد الحرارة. قد يؤدي ذلك إلى إرهاق الدوائر الكهربائية وتسبب ارتفاعًا خطيرًا في درجة الحرارة، خاصةً عند استخدام وصلات طاقة رديئة الجودة.
     
  3. العوامل البيئية: عندما تترك الشواحن تحت الوسادة أو البطانية أو في أماكن ضيقة أخرى، فإن ذلك يشكل خطرًا كبيرًا للغاية، إذ لا تتبدد الحرارة بشكل صحيح. وبالمثل، فإن الشحن في أماكن عالية الرطوبة، مثل الحمامات، يزيد من خطر حدوث ماس وحرائق كهربائية.

 

تدابير وقائية
معظم الحرائق المرتبطة بالشواحن يمكن تجنبها باتخاذ الاحتياطات اللازمة. وينصح الخبراء بشراء الشواحن من مصنّعين موثوقين وتجنب المنتجات المقلدة، وفحص الشاحن بانتظام بحثًا عن أي علامات تلف، مثل تآكل الكابلات أو ارتخاء التوصيلات أو تغير اللون بسبب الحرارة.

كما يُنصح بفصل الشواحن عند عدم استخدامها، خاصةً عند مغادرة المنزل أو النوم. وتجنب تغطية أجهزة الشحن أو وضعها بالقرب من مواد قابلة للاشتعال. واستخدام مقابس ذكية تفصل الطاقة تلقائيًا عن الشواحن عند عدم استخدامها، مما يقلل بشكل كبير من خطر نشوب حريق بسبب الشاحن.