يعتبر المعتقل وليد محارب، 23 سنة، نموذجا للعسف بالحريات مع المصريين بصفة عامة، ولكن مع أبناء قبائل سيناء بصفة خاصة، حيث سطرت منظمات حقوق الإنسان نداءات لتوفير الرعاية الطبية اللازمة له، لا سيما أنه كان يعمل مندوبا للجنة الإغاثة بنقابة أطباء مصر، ويقيم بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، وهو مودع حتى قبل أشهر قليلة بمستشفى الإسماعيلية العام، بعد تدهور حالته الصحية بسبب التعذيب.

لكن رغم حالته الصحية السيئة إلا أن سلطات الانقلاب قامت بترحيله من المستشفى إلى قسم ثالث الإسماعيلية، ويتم التجديد له باستمرار دون النظر لحالته الصحية، مع ما يسببه له الحبس من مخاطر على صحته، حسب تقارير الأطباء، وما يزال وليد محمد محارب حبيس القضبان التي لا تعرف الرحمة بسجن المستقبل بالاسماعيلية.
سجين العازولي


ويكفي في سجل "وليد" وغيره من معتقلي العازولي أن تذكر اسم سجنه لتعرف أسباب ما يعانيه اليوم من اختناق رباعي بالأعصاب في اليدين والقدمين وانزلاق غضروفي في الفقرات الجزعية بالظهر، والتهاب رخوى بالساقين واشتباه بجلطة في القدم اليسرى وانسداد أوردة بالساق اليسرى.
 

وهذه المضاعفات حدثت بعد أن قضى "وليد" بسجن العازولي 7 أشهر، حيث اعتقلته قوات الأمن في 23 إبريل، وأخرجته من العازولي في ديسمبر 2015، وتم حبسه على ذمة القضية رقم 569 لسنة 2015 حصر أمن دولة عليا شمال سيناء.

وانتقل "محارب" من سجن العازولي الحربي إلى داخل مقر قيادة الجيش الثاني الميداني بمعسكر الجلاء، بمحافظة الإسماعيلية، في ١٠ مايو ٢٠١٥، وعلى أثر التعذيب تم نقله بتاريخ ٤ ديسمبر ٢٠١٥ إلى مستشفى الإسماعيلية العام، حيث تبين من الفحوصات الطبية إصابته بفقر دم حاد وبلغت نسبة الهيموجلبين (٣) وكان يعاني من تورم بالساق اليسرى وانسداد بالأوردة بها التهاب رخوى بالساقين، ويعاني أيضًا من وجود غضاريف خشنة بفقرتين بالعنق واختناق رباعي والتهاب بالأعصاب باليدين والقدمين، ويعاني أيضًا من انزلاق غضروفي في الفقرات الجزعية بالظهر وما زال محتجزا بالمستشفى لتلقي العلاج تحت الحراسة حتى اللحظة.


واتهمت داخلية الانقلاب وليد محارب بالانتماء لجماعة أسست على خلاف القانون في القضية رقم 569 لعام 2015 حصر أمن دولة عليا شمال سيناء، كما تم اتهامه بـ"إخفاء كمال علام وشادي المنيعي"، وهما حسب بيانات الداخلية قياديين بما يعرف "ولاية سيناء"، ونقل إلى سجن "العازولي الحربي"، ليبقى قرابة ٢٢٠ يوما دون تواصل أو اتصال أو زيارة لأهله له.