م/ محمد شكري علوان
• شاءت إرادة الله تعالى أن تتغير الأحوال وتتبدل الأمور ، وسبحان القائل "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
ومع هذه النقلة النوعية والأساسية في حياة الأمة ، تغيرت نظرة المجتمع تجاه الدعاة والمصلحين وقيادات الحركة من " دعاة ووعاظ ورجال بر ومقاومين للظلم " إلي مسئولين في سدة الحكم, لقد أصبح أمرا يمليه الوقع ويجب التعامل معه من قِبل كلٍ من حزب الحرية والعدالة وحزب النور وغيرهما من الأحزاب التي لها تمثيل برلماني، وعليه فقد أصبح الإسلاميون بصفة عامة والأخوان خاصة تحت الرقابة والمحاسبة والمطالبة من جماهير الشعب.
• وعلينا أن ندرك بأن المورث الغربي في التعامل مع نفسية الشعوب واجتماعياتها جعل الشعوب في مقاعد المتفرجين أكثر من أن يكونوا فاعلين في مواقع العاملين ، تماما كلعبة كرة القدم ، اللاعبون قليل والمتفرجون كثير وهذا مخطط غربي لزيادة سطوة الدولة علي حساب المجتمع.
• صدق من قال " ان الحاجة الي الصبر والحلم في فترات البناء والتنمية أكثر بأضعاف كثيرة منها في حالة المقاومة والهدم " فاحتياجات الناس لا حد لها ، وعليه يجب التسلح بالصبر الجميل والحلم وسعة الصدر قال تعالي " وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"
• من أولويات العمل خلال مرحلتنا الراهنة تمهيد النفوس وتهذيبها بالتقوي والصبر ، لأننا تحولنا الآن من ظلم الحكام والطغاة إلي ضغط الجماهير وكثرة مطالبهم ( وصاحب الحاجة كما يقولون أرعن ) فالمصلحون الذين ينشدون الآخرة ثم رفعة بلادهم في جهاد دائم وبذل ومستمر قال تعالي " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" "فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ"
• واجب المرحلة
أولا :- تتمثل في ضرورة إشراك الشعب كله بعناصره المختلفة في عملية البناء والنهضة ، فلم ولن يكون الحكام فقط مادة التغيير وسنة لا تتبدل ولا تتغير (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ، دورنا الحقيقي والأساسي تحويل الشعب من متفرج الي مشارك وعامل فتلك سنة ربانية رسخها القرآن الكريم قال تعالي " محمد رسول الله والذين معه اشداء علي الكفار رحماء بينهم " , " فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ " ، " آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ "
ثانيا: تنمية روح الايجابية والابتكار والابداع عن حب وقناعه ، فالقضية الآن ليست قضية جماعة اخوان مسلمين بل انها قضية الامه العربية والإسلامية ، بل هي اكثر من ذلك انها قضية حضارة ونهضة وإسلام ودين، " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ"
ثالثا : الريادة المجتمعية وتكوين القاعدة الصلبة للمجتمع ، فلا يتوقف دورنا وفكرنا وحركتنا علي التنمية الاقتصادية والسعي لإيجاد رخاء مادي فقط بل ان الامر يصل الي ما هو اهم واخطر من ذلك مجتمعاتنا في حاجه ماسة الي تنمية أخلاقيه إيمانية روحية ، ان اكبر خسارتنا كانت في عالم الاخلاق والقيم نريد عودة منظومة القيم الحضارية مثل " الاتقان– الامانة – حرمة المال العام – الايجابية والمشاركة " وكما يجب السعي الي إقامة ميزان الايمان في النفوس
حول القرار الجمهوري
أصدر فخامة الرئيس قرارا متوازنا موفقا بدعاء المصرين جميعا للرئيس بخصوص مجلس الشعب ، فكان كما أعلن المستشار زكريا عبد العزيز قرارا رجوليا ، حفظ للمحكمة الدستورية جلالها من خلال اعادة انتخاب البرلمان بعد موافقة الشعب علي دستوره الجديد ، كما حافظ علي استقلال القضاء وهيبته لدي الشعب من خلال تفادي تنازع الاحكام القضائية بإلغاء القضية المرفوعة أمام الادارية العليا بعدم اختصاص المجلس العسكري بإصدار قرار حل مجلس الشعب ، كما احترم القرار ارادة الشعب ورغبته التي انتجت مجلسا بإرادة حرة نزيهة لم تحدث من قبل بشهادة الجميع ، تحية للسيد الرئيس وما أحوجنا الي مد جذور الثقة وحسن الطن بين الجميج حتي نعبر بمصرنا الي بر الامان والنهضة ، وسيكون بفضل الله ( وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا )

