6 أبريل .. وقضية التبني رغم الاختلاف فى الرأي :
لقد أثبتت حركة 6 أبريل أنها حركة وطنية من الطراز الأول ، واستطاع أبناؤها أن يضربوا مثلاً فعالاً فى كيفية نكران الذات ، بل وقدموا نموذجاً فذاً للإيجابية ، حين تبنوا رأي الإخوان ودعموا الدكتور مرسى ضد مرشح الفلول رغم ما بينهم وبين الإخوان من اختلاف فى المواقف السياسية خاصة فى العام الأخير .
كان يمكنهم أن يتبنوا خيار المقاطعة أو إبطال الصوت ، وهو ما قام به كثير من الشباب الذين أيدوا حمدين صباحي ، ولكنهم علموا أن إبطال الصوت أو المقاطعة يعني نجاح مرشح الفلول ، فكان التأييد المطلق للدكتور مرسى والقيام بالدعاية له وكأنه مؤسس حركتهم ، تبعه الفرح الشديد وزفات العربات التي قاموا بها بعفوية مطلقة فى كثير من المدن تؤكد عن حجم الفرح القلبى الحقيقى الذى شعروا به نتيجة لنجاح مرشح الثورة .
لقد أثبتت الحركة أنها تحمل من الحب لهذا البلد ، وأنها تتمنى له الخير باصطفافها وراء مرشح تختلف معه فى كثير من اجتهاداته السياسية هو وحزبه الذي يرأسه وجماعته التي ينتمي إليها ، ولكنهم غلبوا المصلحة الوطنية وتمكن منهم حب مصر فبذلوا لها الإنصاف من أنفسهم .
ما قلته عن هذه الحركة الوطنية التي عانت من النظام السابق فى سنتين أو ثلاثة بعضاً مما عاناه الإخوان على مدار ستين سنة أو أكثر .. ما قلته عنهم ينسحب بالضرورة على أمثال العقلاء بلال فضل وعلاء الأسواني ومحمود سعد وعمرو الليثي ووائل الإبراشى ... على تفاوت فى المنهجية بين كل هؤلاء ، ولكنهم اشتركوا فى العقل وفى تقدير المصلحة الوطنية وحب مصر وتقديم كل ذلك على أي رؤية للمواقف أو اختلاف للأيدلوجيات من الأساس كما بين الأسواني والإخوان .
الزغفراني وأبو خليل
وما قلته عن هؤلاء لا ينسحب على الدكتور إبراهيم الزعفراني ولا على هيثم أبو خليل ، فكلاهما لا يستغرب منه مثل هذا الموقف لأنهما من الإخوان – خرجوا من التنظيم أو بقوا فيه ، وشاؤوا أم أبوا –
حتى حين أرادوا دعم أحد غير مرشح الإخوان بالجولة الأولى ، فلم تطق نفوسهم أن تؤيد سوى ثالثاً من الإخوان ، وذلك أن من عاش بين الإخوان يوماً ما ، يملك رؤية وعاطفة لا يمكن أن تنتزع منه ، فرأيهما ليس محايداً – رغم ما فيه من وطنية وإخلاص – إلا أنهما فى النهاية من الإخوان .
ومن هذه القاعدة أنكرت عليهما حين انتقدا الإخوان ببعض وسائل الإعلام التي تحقد على الإخوان ، ومبعث نقدى هو ما تحمله تلك الوسائل من ضغينة للإخوان أقويها بنقدي للجماعة من خلالها – وإن لا قدر الله عادوا فسأعود – مصداقاً للمثل العامي ( مصارين البطن بتتخانق ) .
هذان الفاضلان الكريمان خاصة أبوخليل رغم ما تعرضا له من مواقف وصلت للسباب أحياناً من بعض متسرعي شباب الإخوان إلا أن ذلك لم يمنعهما من التأييد المطلق والدعم والتبني وتقديم النصح للإخوان ، وهذا ما يثبت فضلهما ، وأنهما فى النهاية يمتلكان قدرة واضحة على الإنصاف من النفس والتجرد ، وقدرة على التمييز بين الحق والباطل ، فالله أكبر ولله الحمد .
ثروت الخرباوي .. عمرو خالد
خرج – للأسف – عن هذه المنظومة الراقية ثروت الخرباوي الذى تقول عنه وسائل الإعلام ( القيادي الإخواني السابق) وقد شاهدت له حلقة فى إحدى الفضائيات ، ما استطعت إكمالها ، وما ظننت أن أحداً عاش بين الإخوان يوماً ما يمكن أن يقول ما قال فى هذا التوقيت ، ولا تخيلت أن أحداً يحمل فى قلبه من الحب لمصر يمكن أن يطعن فى الإخوان فى هذا التوقيت الفاصل الذى كان يعني إما مصر وإما الفلول ، ولم تكن المعادلة أبداً إما الإخوان وإما الفلول .
لحقه أو يكاد عمرو خالد الذى أصر على عدم الإعلان عمن يدعمه ، وأصر على الوقوف بالمنطقة الرمادية فى الوقت الذى لا يوجد فيه رمادى ، فلقد كانت المعركة بين حق وباطل ، بين فلول وبين شرفاء ، بين قتلة شهداء وحرامية أوطان وبين أهل الشهداء وذويهم والمدافعين عن هذا الوطن .
أزعم أن السيد عمرو خالد قد انحرف عن خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم انحرافاً منهجياً واضحاً منذ راح للدانماركيين الذين شتموا نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ليصافحهم بدعوى أنه يريهم وجه الإسلام السمح ، ليكون هذا الموقف السمج مقدمة لحالة من الميوعة والانحراف عن الثوابت استمرت معه لدرجة أن يحضر مؤتمراً لأحد مرشحى الفلول فى الانتخابات البرلمانية المزورة التي كانت مقدمة ثورة 2010 ، ثم يختمها أخيراً بهذا الموقف السلبي فى انتخابات الرئاسة يتبعه بتكوين حزب أعمدته الأساسية أركان النظام السابق الفاشل ، ليسقط السيد عمرو فى هوة الذكر السلبى فى التاريخ ، وليصطف مع الفلول تحت دعاوى وهمية عن لم الشمل أوجمعه ، ضاحكاً على نفسه مستخفاً بها .
فائدة الاصطفاف الوطني على رأي واحد :
لقد أثبت – من قدمت لهم الشكر - هم وغيرهم من القوى الوطنية التي وقفت موقفاً حق لهم به أن ينالوا الثناء على إنصافهم .
أثبت هؤلاء وأكدت الأرقام – التي ربما يكون لنا معها وقفة تحليلية خاصة فى مقال قادم إن شاء الله – أقول : أثبتوا وأكدت الأرقام ضرورة هذا الاصطفاف وأثره ، وأثبتت أهمية أن يكون للقوى الوطنية موقفاً موحداً إزاء القضايا المصيرية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، خاصة عندما تواجه قوى كثيرة جداً جبارة ومنظمة من أجهزة مخابرات لدول وأمن وطني وفلول ورجال مال وأعمال وأصحاب مصالح وأجهزة إعلام ، وفى النهاية بسطاء وأنصاف مثقفين تتلاعب بهم الأهواء يمنة ويسرة ، ولا يستطيعون بناء رأي محكم بدليل أو منطق ، ورغم ذلك فإن لأمثالهم رأي .
هذه النقطة بالذات تؤكد أنه من الواجب على الإخوان احترام كل القوى الوطنية وأن عليهم أن يصروا على إشراك هذه القوى بالمشهد وألا تأخذهم أبداً العزة فينحازوا عن مسار هؤلاء الوطنيين وألا يسمحوا بدعاة الدس والوقيعة والفرقة أن يصلوا إلى العلاقة بينهم وبين هؤلاء الوطنيين .
وفى النهاية .. ومرة أخرى .. أيها الوطنيون العظماء 6 أبريل وحماة الثورة والسلفيون وجبهة الحقوق والإصلاح وبلال فضل والأسواني والإعلاميون الشرفاء محمود سعد والإبراشى والليثى وإخوانهم ، والشرفاء الزعفراني وأبو خليل وأمثالهم .. لكم جميعاً .. شكر الله لكم وقفتكم الوطنية المشرفة والتي كللها الله سبحانه بفوز مرشحكم ومرشح الثورة ومرشح مصر الدكتور محمد مرسى ولله الفضل والمنة ...
------------

