م / محمد شكري علوان

** الوعي أخطر ما يُسلب من الأمم ، والأمة الفاقدة للوعي علي استعداد للاستحمار السياسي وغيره ، بل تصبح مؤهلة للقابلية للاستعمار كما قال المفكر الجزائري مالك بن نبي ، ومن أهم أنواع الوعي ، الوعي بالذات تاريخا وفكرا وحضارة وهوية ، ولقد عُني الغرب علي مدار ما يزيد علي قرنين من الزمان بتزييف الوعي لدي أبناء أمتنا بوسائل مختلفة ومتعددة .

** ويقظة الوعي بداية طريق النهضة والانطلاق ، والأحزاب السياسية أحد العناصر الأساسية والفاعلة لعودة الوعي فكرا وممارسة ، من خلال الوسائل المتعددة والمشاركة في وضع البرامج والخطط بل والمنافسة الجادة الواعية والشريفة لإثراء الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد .

** من هذا المنطلق نرحب بالمولود السياسي الجديد ( حزب الدستور ) ورُغم التباين الفكري والحركي بيننا ، فإننا نؤمن من خلال تربيتنا الإسلامية في جماعة الأخوان المسلمين أن الاختلاف والتنوع سنة من سنن الله عز وجل في مخلوقاته ، ولا تتقدم الحياة وترتقي إلا من خلاله بشرط الالتزام بمرجعية عليا وضوابط حاكمة يلتزم ويتحاكم إليها الجميع .

** نؤمن بأن الأحزاب يجب أن تكون مدارس للوطنية تجمع الشباب لتوظيفهم لخدمة بلادهم وغرس قيم الولاء والانتماء، وصهر الجميع في بوتقة التنافس المحمود لتحقيق نهضة البلد وريادته ، أو هكذا يجب أن تكون .

** أمرٌ آخر يدفعني إلي هذا الترحيب ، وهو أمر عقدي بحت ينطلق من احترامنا لأسرار الأقدار وعظمة ما أنزله الله علينا من قرآن يتلي إلي يوم القيامة حيث نقرأ قوله تعالي ( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير) 

**  ولكن هل يعي السيد / علاء الأسواني والسد / حمدين صباحي وغيرهم من المتصدرين للإعلام هذا الأمر وذاك المنطلق ؟!!!!

السيد / علاء الأسواني يٌسأل عن حركة حزبه الجديد في الشارع المصري بعد مؤتمر إعلان التأسيس في نقابة الصحفيين ، فلا يتحدث عن خطة وبرنامج ولا عن وسائل وإجراءات بل أفاض شتما وهجاءا لدعوة الأخوان ، الأمر الذي يدل علي إفلاس مبكر للحزب الوليد لا نتمناه له ولا لأي حزب آخر ، لأننا لسنا كالنظام البائد فلسنا أقزاما حتى نُقزم من حولنا ولكنا بفضل الله تعالي عمالقة نأبي أن نعيش وسط أقزام أو عبيد ولهذا نقول أهلا بالمنافسة الجادة بالعمل الصادق والرؤية والبصيرة التي تصب في صالح المجتمع

إما السيد / حمدين صباحي المرشح لرئاسة الجمهورية فقد نقلت الصحف قوله " بضرورة سحب جماعة الإخوان لمرشحها " ولا أدري ما وجه الضرورة هذا ، واعجب أن هذا منطق سياسي مخضرم !! , يعلم ويدرك أن العمل الحزبي قائم علي المنافسة الجادة ببرامج طموحة تتعامل مع الواقع وعمل ميداني جاد ، ثم ما هذه النرجسية التي تجعل من النفس حكما وقاضيا علي الغير , وما هذا المنطق الإقصائي في التعامل مع الغير , قد عانت البلاد المر من جراء الحزب الواحد والفرد الواحد , لقد آن للدكتاتورية عن بلادنا أن تزول .

نموذج مشرف

تحية واجبة للدكتور / محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة ، عما نشرته جريدة الحزب عن إجابته لسؤال موجه إليه حول "رأية في تأييد حزب النور للدكتور / عبد المنعم أبو الفتوح " فكانت الإجابة الكريمة " هذا مما يثري المنافسة ويقضي علي تصنيف المرشحين إلي مرشح ديني وغير ديني "

بمثل هذا تنهض الأمم ، فما أحوج مصرنا إلي مصالحة إجماعية حقيقية تنزع فتيل الاحتقان العام بين الجميع ، وتؤسس لمجتمع متحاب متعاون ، تتقدم فيه الثقة وحسن الظن ، نتناصح ولا نتخاصم ، يخطئ احدنا الآخر ولا يخونه ، نرحب بالخير يأتي دون النظر علي يد من أتي المهم أن يعم الخير مرددين سويا صباح مساء ( اللهم ما أصبح بى من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر )  فمصر ثورة 25 يناير أهل لذلك وأكثر ..