م / محمد شكري علوان :

موجة جديدة من حملات التشويه والزيف والبهتان مرتبة وممنهجة بحرفية وإتقان ، ضد إرادة الشعب المصري واختياراته ، تتعمد قلب الحقائق وتشويه الصورة والالتفاف علي استحقاقات الشعب في مؤسسات قوية تقوده إلي مستقبل أفضل ، حملات مغرضة يقودها فلول النظام المجرم البائد الذين لا يرجون خلاصا للمجتمع ولا يرغبون في استقرار ولا تنمية ، يساندهم أناس ساروا في ركاب المشروع الغربي تقودهم أهواؤهم ومصالحهم الشخصية ، ودون سابق إنذار وبضوء أخضر من التنفيذيين انطلقت الأبواق الإعلامية لتقلل من شأن برلمان الثورة وتشوه أداء أعضائه ، وتتعمد الإساءة إلي الجماعة الصامدة الصابرة " جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة "  دون أي نظر ثاقب أو حكم سديد رشيد ، بل تصر علي نشر الفوضى والخراب في البلاد ، وهنا نستعير ما قاله د. الجنزوري بعد الأحداث الدامية المفجعة التي تمت علي أيدي الفلول المجرمين في بورسعيد ( إن الإعلام يخرب في مصر أكثر من أي دولة معادية ) .

وإذا كنا نقر ونعترف بأن هناك فجوة كبيرة وواسعة بين إمكانات جماعة وطنية صامدة كريمة - لا تعمل إلا لخير بلدها وأمتها - المادية والإعلامية بعد أن ُشرد أبناؤها وصودرت أموالهم وبين فلول يمتلكون الفضائيات والأموال التي نهبوها حراما من شعبنا الكريم ، إلا أننا علي يقين من وعي شعبنا وأصالته ،  فنحن علي يقين بأن شعبنا الذي  يري من خلال بصائر الوحي لن يضل الطريق ولن ينخدع للمضللين ،  ومن هذا المنطلق وجب أن نوضح للجميع الأداء الراقي والمتميز لجماعة الأخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة منذ قيام الثورة وحتى اللحظة القائمة كي لا تغيب الحقائق وتزيف الثوابت ونختصره في الآتي :-

أولا :-   لن نقف كثيرا عند الأداء السياسي  الوطني المتميز للإخوان قبل وأثناء الثورة المباركة ، فهو أمر لا ينكره من كان لديه مسحة من خلق أو أثارة من ضمير ، وإنما نذكر بما أعلنه ونطق به المرشد العام للثوار في مصر ( لن نتقدم عليكم ، ولن نتأخر عنكم ، ولن نخذلكم ) وكان الوفاء لمصر وشعبها في كل موقف وكل حادثة .

ثانيا :-  وضعت الجماعة مصلحة مصر والشعب المصري فوق كل مصلحة ، لهذا عمدت إلي الحرص علي تحويل حالة السيولة التي أحدثتها الثورة المباركة في الحركة والايجابية والفكر بعد حالة الجمود التي صنعها النظام البائد ، إلي مؤسسات وآليات قوية ومحترمة تحفظ للثورة أهدافها وتحقق لمصر طموحاتها ، فعمدت إلي تجميع صفوف القوي الوطنية وسعت إلي إيجاد جو من التوافق الوطني علي مصلحة الوطن ورفعة شأنه ، وكانت الدعوات المتكررة إلي لقاءات للحب وتبادل الرؤى حول المخرج لمصر من حالتها القائمة لكل أطياف المجتمع مقدمة في ذلك القدوة للجميع ، وحتى في تعاملها مع الجيش الذي انحاز للثورة فكان التعاون للمصلحة العامة والنصح والإرشاد الذي هو حق القيادة علي الرعية ، في ظل يقظة للمصلحة العامة وكان منهج الجماعة الثابت " نؤيد ونساند في الصواب المحقق للمصلحة مصر ، وننصح ونرشد عند وقوع الخطأ ، وُنخطأ ولا ُنخون ، ونقول هناك تباطؤ ولا نقول تواطؤ  ، حتى تم وضع الآليات التي ارتضاها الشعب  وبجهاد كل الأطياف الوطنية و التي تمثلت في :-
ـ الإعلان الدستوري .
ـ انتخابات مجلس الشعب .
ـ انتخابات مجلس الشورى .
ـ انتخاب الهيئة التأسيسية للدستور لوضع دستور وطني يليق بقدر ودور ومكانة مصر .
ـ انتخاب رئيس الجمهورية انتخابا حرا ونزيها ،  وانتقال السلطات  إلي المؤسسات المنتخبة.

 ثالثا :- استمرت الجماعة بفضل في تبني المصلحة العامة لمصر ، متجاوزة المصالح الشخصية للجماعة ، وظهر الانحياز الكامل إلي أهداف الثورة ومطالب الثوار في الحفاظ علي الوطن والإرادة الشعبية التي لا يعلوها إلا إرادة الله سبحانه وتعالي ، وتجلي ذلك في : -

* الرفض التام لوثيقة الدكتور الجمل ومن بعده د. علي السلمي للحيثيات والعوار الذي يعلمه الجميع .
* رفض التواجد أو التمثيل في المجلس الاستشاري الذي كان يمثل التفافا علي إرادة الشعب واختياراته ، بهذا لا مكان لمن يدعي التزاوج أو الصفقات بين المجلس العسكري والإخوان .

رابعا : الخطاب المتوازن من الجماعة , وسياسة التجميع لا التفريق ومناشدة القوي الوطنية والأجهزة المختلفة بالدولة وعلي رأسها الجيش لتقديم المصلحة الوطنية العليا لمصر  ، و الحفاظ علي المؤسسة العسكرية  وعدم الزج بها في آتون الاختلافات السياسية ، و لقد كانت الجماعة أول من عرض علي المجلس العسكري وعلي لسان مرشدها ضرورة الانتهاء السريع من الفترة الانتقالية ورفضت الأحزاب والقوي الأخرى متعللين بعدم الجهوزية لإجراء الانتخابات .

خامسا : قدم حزب الحرية والعدالة موقفا غير مسبوق في التعاون للمصلحة العليا للوطن ، من خلال توزيع المسئوليات في مجلس الشعب وكذلك مجلس الشورى علي جميع القوي والأحزاب دون إقصاء لأحد أو تهميش لفريق .

سادسا :  الأداء الراقي لنواب الإخوان وفي مقدمتهم رئيس المجلس (د .  الكتاتني ) ومد اليد للجميع دون تمييز ، بل انقلبت الأمور وأصبحنا نري إرهاب الأقلية  التي تجيد الظهور في الفضائيات ، وصارت سلعة رائجة في الإعلام .

سابعا  :   قدمت الجماعة ممثلة في حزب الحرية والعدالة نموذجا راقيا في تكوين الجمعية التأسيسية للدستور ، ستظل مفخرة للحزب والجماعة والبرلمان ،  بعرض للآراء وتصويت في المجلس ونقل حي مباشر  للجماهير ، وانتخاب من بين 2000 شخصية ممثلة لكل الهيئات والشرائح ،  رغم الحملة الهوجاء التي يقودها أصحاب الأهواء والمصالح ، وبعض الدائرين في فلك المشروع الغربي ، ونؤكد أن شعبنا الحضاري الواعي لن يلتفت لهذه المهاترات التي لن تتوقف عند حد ،  ونحن لن نبدل بإذن الله ما أراده الشعب لنفسه ولا نزايد علي إرادة الشعب إلا بالشعب نفسه .

ثامنا :  موقف الجماعة القوي والصريح تجاه القضايا العامة التي تهم حياة المواطنين ، ولهذا كان الموقف واضحا من الحكومات المتتالية بعد الثورة وخاصة الأخيرة التي علي رأسها د. الجنزوري  فقدمت النصح والعون ثم المساءلة لأنها حكومات اتسمت بالارتباك والعجز والفشل في مواجهة الفلول ومواجهة المشكلات ، بل اتسمت أيضا بضبابية الرؤيا حتى بلغت أقصاها في الحكومة الحالية والتي شوهت وجه الثورة بصورة بلغت حد الإجرام تمثل في :

ـ التعامل المرتعش مع الفلول والمفسدين كان من جرائه حدوث مجزرة إستاد بور سعيد .
ـ الإصرار علي القروض الأجنبية دون البحث عن موارد محلية .
ـ تعمد الإضرار بأموال الصناديق الخاصة .
ـ مهزلة هروب الأجانب من مصر ، وتشويه صورة مصر وكذلك القضاء المصري
الأزمات المصطنعة والمتتالية التي تدار بسياسة تسعي لأن يكفر الشعب بثورته ( السولار – الغاز.... ) .
ـ التعامل المرتبك والعاجز مع حقوق العمال والفلاحين والمهمشين مما ضاعف من الإضرابات والاحتجاجات العمالية . 
ـ عدم إعداد خطة للعمل في المرحلة المقبلة وعدم احترام  الإرادة الشعبية ممثلة في البرلمان مما دعا أعضاءه وبحق إلي طلبها بالرحيل .

تاسعا : عمدت الجماعة إلي رعاية المصلحة العامة والحرص علي تبديد كل أسباب الخلاف فأعلنت عدم تقدمها بمرشح للرياسة ، وسعت إلي البحث عن شخصية وطنية تتصف بمؤهلات تتناسب مع المرحلة  ، وغير منتمية لاتجاه بعينه ، يجمع لا يفرق ُينصت ويسمع للجميع يؤمن بالمشروع الحضاري المصري ( فكان الحوار مع المستشار / طارق البشري ، ثم المستشار / حسام الغرياني ، ثم المستشار/ محمود مكي ) وبين الرفض والاعتذار كان موقف هؤلاء الأعلام ، مما فتح الباب وللمصلحة الوطنية أن يكون أحد العروض مرشحا من الحزب نفسه ، الأمر الذي لم يحسم ومازالت الخيارات مطروحة للرأي والتنقيح . 

وبعد فإننا نضع بين يد شعبنا الكريم وأبناء الحزب والجماعة ما يلي :-
إن  الجماعة في حركتها حريصة كل الحرص على الإجماع الوطني ، وتسعي إلى بناء كتلة اجتماعية وسياسية  ومؤسسات قوية تستعصي علي  الاستبداد والفساد، وتفتح أمام مصر باب الريادة من جديد، بعد أن انحسر دور مصر  انحسارا مؤسفا في العقود الماضية.

إن  الجماعة التي سعت بكل قوة ووعي لمواجهة حالة الاستقطاب التي سعي إليها النظام البائد  لا يمكن بحال من الأحوال أن تمارسه لأنها علي علم تام بأن هذا لن يخدم قضية التغيير والبناء والتنمية  لذا فإننا ندعو  جميع عناصر المشهد السياسي إلي عدم إطلاق تعميمات دون استقراء أو تأصيل يعتد به ، والبعد عن المصالح والأهواء الشخصية  والالتفاف حول المصالح العليا للوطن .

اليقظة التامة لما يثار في الإعلام القاصد للفتنة والساعي لشق الصفوف والكسب الرخيص ، فقد أصبح سحر العصر ، ولا يخفي علي أحد كيف تروج الصهيونية لمشرعها من خلال الآلة الإعلامية الجبارة التي تدغدغ المشاعر ، وتزيف الحقائق  وتلبس الباطل ثوب الحق .
يقيننا في الله سبحانه وتعالي  كبير ونصره لعباده ثابت  ، ندعوه  سبحانه وتعالي أن يقود ثورتنا ومصرنا إلي القيادة والريادة والتنمية بفضله وكرمه  ، ولكن مزيد من الصبر والعمل والأمل .