محمد السروجي
حقول من الألغام تنفجر تحت أقدام المصريين أينما توجهوا نحو بناء دولتهم الديمقراطية المنشودة ، حالات من الانفلات الأمني والفوضى المتعمدة والعنف المقصود والاعتداء على مؤسسات الدولة والسرقة بالإكراه والسطو المسلح على بعض البنوك والشركات وخطف أبناء الأثرياء كل هذه الأزمات تحت مظلة من الغبار الإعلامي الكثيف حتى تُحجب الرؤية ونضل الطريق ، ممارسات تجاوزت الانفلات الأمني إلى ما هو أبعد "إسقاط الدولة" حتى لا يقوم لها قائمة خاصة في ظل قدوم القطار الإسلامي ووصوله إلى محطة مجلس الشعب والشورى وربما إلى محطات أخري في طريق التحول الديمقراطي ، حقول من الألغام عقاباً للشعب المصري مرتين ، الأولى على ثورته الرائعة والملهمة والثانية على خياره الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية والنقابات المهنية
محاور السيناريو الآثم :
** إشعال المزيد من الأزمات والحرائق الاجتماعية "الفتن الطائفية والقبلية"
** الاشتباك الخشن " السياسي والاجتماعي" و تأزيم الوضع الاقتصادي
الانتقاص من شرعية البرلمان المنتخب و فرض شرعية الثوار والثورجية**
** تفكيك المؤسسات السيادية للدولة مع غياب البدائل"الجيش – الشرطة"
** تشويه وتخوين التيار الإسلامي " الإخوان " البديل القادم لمنصة الحكم
** الضغط الخارجي "السياسي – الاقتصادي – الحقوقي"
عقبات في طريق السيناريو
** ثقافة المصريين في الإصلاح والتغيير التي تميل وبنسبة كبيرة نحو التدرج والسلمية والهدوء فضلاً عن مكانة مؤسسات الدولة في الضمير والوعي الجمعي
** ترابط النسيج الاجتماعي وتوفر قدر ضامن من منظومة قيم الوحدة والتعايش
** تراجع الصورة الذهنية عن عدد غير قليل من الشباب الثوري لاعتبارات وأخطاء في الفكر والممارسة كانت لها العديد من النتائج السلبية على الاستقرار والوضع الاقتصادي
** وضوح الرؤية وثبات المواقف الوطنية لدى عموم المصريين تجاه الغرب خاصة أمريكا والكيان الصهيوني ما يقلل فرص الحركات والمنظمات الممولة خارجياً أو التي لها رؤى غير وطنية
** الصورة الذهنية الحسنة عن التيار الإسلامي المتفق مع هوى وهوية غالبية المصريين و الرصيد الهائل من التواجد الجماهيري والخدمات في الوقت الذي تخلى فيه النظام البائد عن مسئولياته الوطنية تجاه الشعب و انشغال النخبة الليبرالية أمام الكاميرات وخلف الميكرفونات
** الثقة العالية والتفويض الكبير الذي منحه الشعب المصري لأول برلمان يعبر عن إرادتهم وطموحاتهم وفي نفس الوقت إصرار المجلس على تعزيز هذه الثقة بالمزيد من العمل والتجاوب الفوري مع مطالب الشعب رغم كثرة التحديات
ضمانات لازمة"الوقاية والعلاج"
وجود عقبات معطلة لسيناريو سقوط الدولة لا يكفى ما لم توظف هذه الفرص في الاتجاه الإيجابي بعدد من الوسائل والإجراءات ومنها :
** المزيد من وضوح الرؤية ورفع الغطاء السياسي عن هذه المخططات والجهات والهيئات الداعمة لها
** فاعلية مجلس الشعب في التعاطي الإيجابي والفوري مع المطالب الشعبية على مستوى الاستقرار الأمني ومحاكمة قتلة الثوار وحقوق الشهداء والنهوض بمعيشة المصريين فضلاً عن تطهير مؤسسات الدولة
** فاعلية مؤسسات المجتمع الأهلي "الأحزاب – الجمعيات – النقابات" في تقديم المزيد من الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية تخفيفاً للأعباء وتعزيزاً للثقة
** سرعة التحول الديمقراطي باستكمال انتخابات الشورى والرئاسة ووضع الدستور وفقاً لخارطة الطريق المتوافق عليها بمدة زمنية مختصرة
خلاصة الطرح ..... رغم كم المكائد والمؤامرات الرامية لإسقاط الدولة القائمة وحقول الألغام المزروعة في طريق بناء الدولة القادمة إلا أننا كمصريين مازلنا نملك كل الفرص لتجاوز هذه العقبات والوصول بمصر لبر الآمان وهذا موضوع مقالي القادم.
ــــــــ
مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية

