خالد إبراهيم

كان للزيارة التي قام بها الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية للمركز العام لجماعة الإخوان المسلمين ولقائه بالدكتور محمد بديع، صدى طيب حيث وصف عبد الغفور اللقاء بأنه كان مطمئنا ومبشرا، لأنه تعرف خلاله على رؤية الجماعة فى قضايا الفن والإبداع خلال المرحلة المقبلة، وأنه متفائل حول مستقبل الفن الراقى الهادف الملتزم بقضايا الوطن وهموم الشعب فى الفترة القادمة.

وهذا اللقاء مع نقيب الممثلين يدفعنا للتساؤل: وأين نصيب فنَّاني الإخوان أنفسهم ؟

من المعلوم للجميع أن النظام البائد كان يحارب أي ظهور إعلامي للإخوان، وتبع ذلك أيضا محاربة التواجد الفني، بل تم توظيف الفن ليس فقط في محاربة الإخوان بل الاتجاه الإسلامي عامة فدعمت أفلام كطيور الظلام ومسرحيات كالجنزير ومسلسلات كالجماعة.

وعلى الرغم من هذه الحرب الشرسة إلا أن رجالا من المؤمنين بأهمية الفن ورسالته قد حملوا على عاتقهم ـ في هذه الظروف العصيبة ـ مهمة النهوض بالفن الإسلامي ومحاولة إيجاد موطئ قدم له على الساحة الجماهيرية.

ومن هؤلاء الأخ الكريم الفنان سيد درويش الذي رتب زيارة نقيب الممثلين لفضيلة المرشد، حيث كان يجوب قرى ومدن مصر من أقصاها إلى أقصاها ليكشف المواهب الفنية في الإخوان، ويدعمها بالأفكار المبتكرة ويحاول إيجاد فرص لها، وعمل صلات بين أصحاب الاهتمام المشترك، وعاونه في مهمته تلك فنانون وشعراء مبدعون يحضرني منهم الناقد الكبير الدكتور خالد فهمي والشاعر المتميز وحيد الدهشان والشاعر الموهوب محمد جودة والشاعر المخضرم يوسف أبو القاسم الشريف، الفنان المبدع الدكتور محمد النجار برعاية ومسانده من مسئول قسم نشر الدعوة فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف.

وبعد ثورة 25 يناير، وفي ظل هذا الواقع الذي تعيشه مصر، وما تحتاجه الدعوة لنشر الخير والارتقاء بالمجتمع من أساليب جماهيرية منفتحة، أعتقد أنه يجب أن يعاد النظر في الملف الفني بجماعة الإخوان المسلمين، وأن يجد اهتماما ورعاية خاصة ويلقى الدعم الكامل لأنه أحد الأدوات الهامة في إصلاح الأمة.

ويجب أن تقتدي القيادات الوسطى والصغرى في الجماعة بنظرة مرشدها للفن ودوره، والذي دعمه بحضوره للمسرحيات والأمسيات التي يُدعى إليها، أو ينيب أحدا لحضورها في حالة انشغاله، والذي أكد على كلامي ذات مرة عندما كنت أتحدث عن أهمية المسرح، وقال : إن المسرح كان إحدى الوسائل المؤثرة في نشر الدعوة ومقاومة الإلحاد في اليمن الجنوبي عقب اتحاده مع اليمن الشمالي.

كما يجب أن تنعكس هذه النظرة الجديدة للفن بصورة عملية ولا يُكتفي بالكلام الإنشائي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فتُوضع الخطط وجداول التنفيذ، وتُحدد المهام والمسؤليات لتستعيد مصرنا الحبيبة دورها الريادي.