د / ممدوح المنير *
ليس هذا المقال دعاية إنتخابية لحزب بقدر ما هو شهادة لله و للوطن و للتاريخ ، شهادة أردتها أن تنساب من قلبى إلى قلبك مباشرة ، هى رسالة تخاطب وجدانك كما تخاطب عقلك ، بلا تزييف أو تهويل أو تهوين .
لماذا يجب أن نصوّت لحزب الحرية و العدالة إذا ؟
أولا : لأنه الحزب الذى حاز على ثقة عشرة ملايين مصرى حتى الآن فى الجولة الأولى و الثانية من أول إنتخابات نزيهة فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ مصر قديما و حديثا .
ثانيا : لأنه الحزب الذى حصد بقائمته - قائمة الحرية و العدالة - على أكثر من نصف مقاعد البرلمان حتى
الآن - 52 % - رغم وجود أكثر من خمسين حزب مصرى آخر .
ثالثا : لأنه الحزب الذى يجمع و لا يفرق ، فكان أول قبطى مصرى يدخل إلى البرلمان على قائمته – أمين إسكندر - و أوّل إمرأة مصرية تدخل البرلمان كذلك على قائمته و هى د أميمة كامل .
رابعا : لأن جماعة الإخوان المسلمين الأم الحاضنة و الراعية للحزب هى التى نالت ثقة النخب المثقفة و المفكرة فى مصر و خاصة فى إنتخابات النقابات المهنية التى جرت فى الأشهر الماضية ، ففازت قوائمهم بإكتساح فى إنتخابات نقابات الأطباء و الصيادلة و البيطريين و المهندسين و العلميين و المعلمين و التجاريين و بنسبة تتجاوز التسعين فى المئة و حتى نوادى أعضاء هيئة التدريس – رئيس جامعة عين شمس الحالى كان مرشح الإخوان فى الإنتخابات .
كما أن جمع الإخوان بين عضوية البرلمان و عضوية النقابات المهنية سيصب فى صالح هذه النقابات و صالح مستوى جودة القوانين التى سوف تشرع فى هذا مجلس الشعب ، مما ينعكس بدوره على صالح الوطن ككل.
خامسا : لأن جماعة الإخوان المسلمين ظلّت طيلة عشرات السنين تنال رضى الشعب المصرى ، فكانوا هم المعارضة الرئيسية فى البرلمان المصرى عبر تاريخه الحديث (83 – 87 -2000- 2005م) ، رغم التزوير الفج ّ الذى كان يحدث ضد مرشحيها ، و الذى جعل المحكمة الدستورية العليا تحكم على معظم دورات مجلس الشعب بالبطلان .
سادسا : لأن الإخوان أثبتوا عمليا أنهم يقدمون مصلحة الوطن على مصلحتهم الشخصية ، فأعلنوا قبل الإنتخابات أنهم لن ينافسوا على أكثر من خمسين فى المائة من مقاعد البرلمان رغم قدرتهم على المنافسة على أكثر من ذلك ، و أعلنوا كذلك أنهم لن يرشحوا أحدا منهم لرئاسة الجمهورية حتى لا تقوم قوى إقليمية و دولية بمحاصرة مصر سياسيا واقتصاديا لإضعافها و تفجير الأزمات بها ، كما فعلوا مع حركة حماس التى فازت بالإنتخابات التشريعية فى فلسطين فى أنزه إنتخابات ديمقراطية تشهدها المنطقها منذ سنين فحاصروا قطاع غزة لجعل الناس تنقلب على حماس و حكومتها المنتخبة و فشلوا فى ذلك .
سابعا : لأنها الحركة التى إلتحمت مع الشعب المصرى فى همومه و آلامه ، فقدمت خدمات حقيقية للشعب المصرى للتخفيف من حدة الأزمات التى يحياها المواطن فأنشئوا العشرات من الجمعيات الخيرية و المئات من لجان الزكاة و البر و أنشوا العديد من المدارس و المستشفيات رغم القمع الأمنى الشديد و تضييق الخناق على جلّ أعمالهم .
ثامنا : و لأنهم قدموا التضحيات من أجل مقاومة الظلم و الطغيان فسقط المئات منهم شهداء تحت التعذيب ، و غيّب وراء السجون أكثر من مئة ألف معتقل منهم و بتهم باطلة مزيفة ، حتى أنه لم يحاكم أحد منهم أمام القضاء الطبيعى المدنى إلا و يحصل على البراءة منذ ستين عاما ، مما جعل النظام يحاكمهم أمام القضاء العسكرى الظالم و الذى تصدر فيه الأحكام بالأمر المباشر دون دليل أو بينة .
تاسعا : لأنها الحركة الشعبية الأكثر تنظيما فى مصر و العالم بإعتراف العديد من شهادات الغرب ، و النظام قرين النهضة و التقدم و الرقى ، و الفوضى قرينة التخلف و الإنحدار و الإندثار .
عاشرا : لأنهم من أكثر الناس إعمالا للديمقراطية و الشورى فى إختياراتهم ، فعندما فكّر أحدهم فى الترشح للرئاسة فى مخالفة لقرار مجلس الشورى كانت المعاتبة و النصح بأدب فالفراق بينه و بين الجماعة ، و عندما فكّر المرشد العام السابق نفسه و الذى كان يقود الجماعة فى تصعيد د عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد طبقا لتفسير قانونى يراه لنص اللائحة ، كان قرار مجلس الشورى يؤيد تفسير آخر يقضى بعدم تصعيده دون إنتخابات ، فلم يملك المرشد السابق إلا الإنصياع لرأى مجلس الشورى .
الحادى عشر : لأنها الحركة الأكثر تماسكا و ترابطا بين كافة القوى السياسية فى مصر ، فهى الأقل على الإطلاق فى حجم التصدعات الداخلية أو الإنشقاقات التى تحدث بها حتى أنها تقاس بعامل الندرة و ليس القلة .
الثانى عشر : لأنها ترتبط بصلات تعاون و ترابط مع العديد من القوى السياسية الإسلامية حول العالم – العدالة و التنمية التركى على سبيل المثال - و كذلك الدول العربية التى حدثت بها ثورات – النهضة التونسية نموذجا – مما يسهل من عملية التعاون الإقتصادى و التجارى و التنموى بين هذه الدول .
الثالث عشر : لأن حزبها – الحرية و العدالة – يحاول أن يقدم نموذجا جديدا من السياسية غير المتعارف عليه فى تعاريف السياسة من أنها لعبة قذرة ، لذلك فإنهم يسعون لسياسة تراعى الأخلاق و القيم و تقوم على مبدأ أن الغاية لا تبرر الوسيلة ،فمثلا قناة – مصر25 – و صحيفة الحزب لم يجرّحا فى أحد أو يكذبا أو يختلقا أخبار مفبركة ضد منافسين .
الرابع عشر : لأن هويتها الإسلامية منسجمة مع هوية الشعب المصرى المتدين بطبعه، كما أنها لم تنقلب على نفسها كما إنقلب غيرها ، فما كان عندهم رجس من عمل الشيطان قبل الثورة أصبح حلالا ذلالا بعدها ، و من كان يعيش فى كنف النظام السابق أصبح الآن من كبار الثوّار !! .
الخامس عشر : لأنها الحركة التى تضم بين جنباتها تنظيما أو فكرا نخبة من كبار العلماء و المفكرين الذين يعدون علامات بارزة فى مجالاتهم ، فمرشد الإخوان الحالى و الذى يقف على قمة الهرم التنظيمى للجماعة أستاذ جامعى يعد واحد من أعظم مئة عالم عربى فى التاريخ طبقا لموسوعة عظماء العرب التى أصدرتها هيئة الإستعلامات المصرية ، و كذلك علماء أمثال ( أ. د خالد عودة ، د زغلول النجار ، العلامة القرضاوى ، الشيخ الغزالى ، .. الخ ) ، بل يكفى أنت تعلم أن أكثر من نصف أعضاء مجلس الشورى العام للإخوان من أساتذة الجامعات .
السادس عشر : لأنها وقفت إلى جانب الثورة من بدايتها ( راجع موقع اليوتيوب بعنوان : د/العريان و موقف الإخوان من المشاركة فى يوم 25 يناير ، و لاحظ تاريخ الرفع على الموقع )، كما أن عبدالرحمن منصور هو صاحب فكرة إنشاء صفحة خالد سعيد و هو عضو فى جماعة الإخوان المسلمين و صاحب الدعوة الحقيقى للنزول يوم 25 يناير كما يقول وائل غنيم نفسه الأدمن الفنى للصفحة ، كما أن الإخوان لم يبخلوا بأنفسهم فى سبيل نجاح الثورة فقدموا عشرات الشهداء و حموا المتظاهرين يوم موقعة الجمل ( راجع موقع اليوتيوب بعنوان : دور الاخوان المسلمين في الثورة المباركة ، وشهادات لغير الإخوان ) .
فى النهاية أحب التأكيد على أن الإخوان أو الحرية و العدالة هم بشر كباقى البشر يصيب و يخطىء ، ينجح و يفشل ، ينشط و يكسل ، إلى آخرها من الصفات التى قد تعتريهم كما قد تعترى أى إنسان ، إلا أن المؤكد كذلك لدىّ أنه إذا ما قورنت إيجابياتهم بسلبياتهم لرجحت بكل تأكيد جانب الإيجابيات ، و إذا ما وضعوا كمؤسسة فى مقارنة مع غيرهم لرجحت كفتهم كذلك .
كما أعلم جيدا أن هناك من غير الإخوان الكثير و الكثير من المواطنين الشرفاء الذين قدموا التضحيات الكبيرة و الإنجازات العظيمة لرفعة هذا الوطن .
قد تختلف معى و قد تتفق ، و لكنها شهادة أردتها لله و للوطن و للتاريخ ، لهذا سوف أصوّت بإذن الله لحزب الحرية و العدالة ، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد .
ـــــــــــ
رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات و التنمية

