حضرت الصالون السياسي لمركز النهضة للتدريب والتنمية مع نخبة كبيرة من أساتذة العلوم السياسية أصحاب الرصيد الفكري والبرنامجي والإعلامي على المشهد السياسي المصري وفي حضور عدد غير قليل من النشطاء السياسيين وأمناء بعض الأحزاب ذات الصبغة الإسلامية ، وبعد غذاء البطون انتقلنا لغذاء العقول كما قال الأستاذ الدكتور محمد شوقي عبد العال رئيس منتدى القانون الدولي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، وكان موضوع التناول هو الخريطة السياسية المصرية بعد ثورة 25 يناير ، طرحت رؤى متعددة متفقة ومختلفة كما هو متوقع لكن اللافت للنظر هو شبه الإجماع على جملة المخاطر التي تحيط بمصر الثورة محلياً وإقليمياً ودولياً ، كما كان هناك توافق كبير في الطرح على عدة نقاط منها :

(1) أن الخريطة السياسية مازالت تتشكل من جديد وفي مراحلها الأولى ومن الصعب بل ليس من المطلوب التسرع في الانتهاء منها لأنها ستنمو بتدرج يناسب لحد كبير  نمو الدولة المصرية الجديدة وهذا النمو للخريطة السياسية وللدولة المصرية سيحتاج إلى وقت كاف ومكافئ لحجم البناء المنشود .
(2)مشاعر الخوف والقلق بسبب حالة الاستقطاب الحاد والمزعج بين كافة الأطياف والألوان والتيارات الفكرية والكيانات السياسية القديمة والجديدة سواء بسواء .
(3)حالة الاستنزاف المقصودة والعفوية التي وقعت فيها كل التيارات السياسية ، استنزاف الوقت والجهد والموارد .
(4)الغلو في التناول النظري والفكري بعيداً عن الواقع العملي ما جعل النخبة المصرية في واد والجماهير في واد آخر .
(5)حالة الشقاق التي تسود الساحة السياسية ما يؤكد ان ثقافة العمل المشترك  التي كانت نموذجاً نوعياً ومميزاً خلال فعاليات الثورة  قد تراجعت إلى الخلف .
(6)غلبة مصطلحات وكلمات وعبارات الفرقاء لا الشركاء ، على غرار… نحن وهم !من الصواب ومن الخطأ؟ من كان الفعل ومن كان رد الفعل؟ وهكذا .
(7)السطو الإعلامي غير البرئ على الساحة وتأجيج الخلاف بين التيارات السياسية خاصة الإسلامية واللييبرالية لاعتبارات شخصية أو تسويقية أو ربما تصفية حسابات تاريخية .
(8)تراجع منظومة القيم المصرية الحضارية التي كانت حاضرة وبقوة في ميدان التحرير وكل ميادين مصر ، فتراجع الوفاق وتقدم الشقاق ، ونزلت راية الوحدة وعلم البلاد ورفعت رايات لا حصر لها ، وعدنا أو ربما نحن في الطريق إلى نفس نمط العهد البائد حيث أجواء الاتهامات والتخوين وفقدان الثقة .
(9)دخولنا للنفق المظلم في العهد البائد كان بفعل الاستبداد والفساد والقمع وبعد ثورة 25 يناير يصر البعض على دخوله مرة أخرى لكن بفعل مساحات الحريات المتاحة وغير المسبوقة .
(10)الانشغال أو ربما الغرق في بحور الخلافات الداخلية التي لم ولن تنتهي عن ما هو أخطر حيث التهديدات الخارجية من الجنوب السوداني بأزماته ومشكلاته على شريان حياة المصريين في نهر النيل ومن الشمال بالثورات العربية التي لم تستقر بعد ومن البوابة الشرقية حيث العدو الصهيوني المتربص بنا وبغيرنا .

خلاصة الطرح …..

هناك توافق أو شبه إجماع على تحديد المشكلات وتشخيص الأزمات التي نعانيها لكن تبقى الإشكالية الكبرى في عدم التوافق على الحل والخروج من المأزق ما يعد انقلاب وبدرجة امتياز للثوار على الثورة؟! …. حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ….. 
 
ــــــــــ

مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية