03/07/2011
د. وائل عبده
قرأت مقالا للشيخ عصام تليمة بعنوان : " الاخوان والشباب .. الدعوة تنفي طيبها " ، ولما للشيخ من حضور في الصحافة من حيث عمق طرحه ومن واقع حبنا وتقديرنا له و للأزهر ورجاله فقد دلفت إلي المقال نهما اقرأه فلما فرغت منه وجدت أن من حق الشيخ علي وانا من قرائه ومن حق اخواني علي وانا من محبيهم ان اعقب علي مقاله علي اضيف اضاءة لتوضيح بعض الافكار أوالمفاهيم حول ما طرحة الشيخ عصام وانهيه بنصيحة لنا جميعا :
اولا قال الشيخ (لماذا نضع الشباب بين خيارين أحلاهما مر: إما أن يضرب رأسه في الحائط، وإما أن ينفجر في الجماعة ) من قرأ ذلك يتوهم اننا في الجماعة نعمل وفق اطر استبدادية وان كل صاحب صوت عال هو المبدع والمفكر وان الصامتون او من يعملون دون صياح اعلامي هم من قليلي الحظ في الذكاءاو انه لا وسيلة امامنا عندما لاتوافق القيادة علي راينا الا امر من اثنين اما خبط الراس او الانفجار .
ولا ادري هل يمكن ان يصدق الرجل ان الكثرين من ابناء الاخوان مفكرين ومبدعين دون صياح وصراخ وان لهم فكر ناضج بل واستيعاب عميق للواقع التنظيمي والبيئة المحيطة ومستلزمات المراحل التي نعمل وفقها ولا يخبطون رؤسهم اذا لم يوافق علي راي لهم او فكرة نافحوا عنها كثيرا بل اذا بدا لهم راي او فكر فانهم يحسنونه ويرتبونه ثم يعرضونه في موضع العرض الصحيح بالكيفية الموافقة لقواعد التنظيم الذي نعمل فيه وعندها يمحصه ويختبره ويدرسه اخرون وقد يكون له نصيب من التجويد من آخريين ايضا او يطبق كما هو او ان يرجأ لوقت اخر يناسبه او يرفض مع اسبابه بدت ام لم تبدي .
وهؤلاء الفئة يعلمون جيدا ويوقنون انهم يتعاملون مع رب يضعون عنده افكارهم وآراءهم وديعة ياخذون اجرتها منه يوم القيامة رغم ان هذا الرأي وتلك الفكرة هي منحة منه تعالي ولست اتهم الاخريين انهم لا يعملون لله ولكن اسلط الضوء علي طائفة نحتاج ان ندرس سلوكها ولا اظن الشيخ المتلقي لايملات ومراسلات لديه القدرة علي احصاء ما يقدم في الجماعة كلها الا اذا كان يقصد فئة من معارفه او اصدقائة او المقربين منه ممن يقولون ليس امامنا الا خبط الراس في الحائط او الانفجار وهنا احسب انه لا يصح ان نعمم ما تلاقيه هذه الطائفة المقربة علي عموم الاخوان في كل مكان ولا يعقل ان نعمم تجربة لجنة من فلان او علان علي جماعة تتشر في84 دولة يا شيخ عصام.
فهناك خيارات اخري ومتعددة كما اسلفت والا فهل يعقل ان نصف شباب الاخوان المنهمكين في اعمالهم بالجمود والتبلد وان اصحاب الصوت العالي فقط هم اهل الفكر والنضج وان قيادة الاخوان قيادة متجمدة لا تحسن الاختيار ولا تميز بين المناسب وغير المناسب ! هذا لا يعقل ولا يقبل .
ثانيا يقول الشيخ (هناك فقه أعرج يسود للأسف عند البعض في قضية التعامل مع المخالف للجماعة، سواء في الفكر أو في طريقة الأداء والإدارة، أن الدعوة بنا وبغيرنا، ولكن نحن بالدعوة ولسنا بغيرها، وهو كلام صحيح لو كان الكلام مقصودا به دعوة الإسلام، أما لو قصد به جماعة من الجماعات الإسلامية، فالجماعة نعم بنا وبغيرنا، ونحن بها وبغيرها كذلك( حقيقة هذا مما درسنا ووعيناه وفهمناه ينطبق علي من ترك دعوة الاخوان هربا من تكاليفها ومن تبعات الانخراط فيها بسبب تهديد الامن او غيره فاراد ان يريح عقله ويعيش عالمه ليصبح اما عاديا او في تيار اخر اقل تكلفة واقل اعتقالات وهكذا يفهم النص .
هذا نذكر به بعضنا بعض بالتواصي علي الثبات علي الطريق رغم التبعات ورغم الاهات ولا نستسهل الطريق هربا من التكاليف ، ثم ان نعم الدعوة وليست الجماعة اوليست الجماعة في الدعوة و للدعوة وما الفارق بينهما اننا ماتعبدنا الي الله في الاخوان الا بالدعوة وما سلكنا طريق الاخوان الا دعوة فالدعوة والاخوان ليسا مختلفين بل الاخوان اهم فرسان الدعوة وهي في الداعين كالطير المحلق والفارس المضمر ولو وجدنا طائرا اكثر تحليقا او جوادا امضي عدوا واشد قوة لالتحقنا به وما التحقنا بالاخوان الا لانها الالصق بسنة المصطفي وهذا فهمي ولو رايت غير الاخوان الصق بالحبيب صلي الله عليه وسلم لالتحقت بها ومضيت في ركابها وهذا لا يوجب ان نحقر او نهين من يترك الطريق ولا ان نعاديه فلم يحدث هذا ولم يسجل علينا لذا فاني اري الشبخ قد استعمل التواصي والنصيحة محل الحكم علي الاخريين ونحن اذ نقول هذا فلا نعيب علي غيرنا ولا نحقر اخريين ابدا فالكل في طريق الله يسير راينا انا محلقون وغيرنا يسير وهذا في الطريق وهذا علي الطريق .
ثالثا يقول الشيخ (النظرة الأخرى المخطئة، ما يسود لدى البعض، من أن كل من خرج من الجماعة لم تختم حياته بخير، وأنه عاش عيشة ضنكى، فهو كلام فارغ من أي دليل شرعي أو واقعي، وهو يحول بدون أن ندري أي عمل إسلامي، من جماعة من المسلمين، إلى جماعة المسلمين، لأننا نتحدث عن وسائل وليس عن أهداف وغايات، ومعلوم أن معظم من اختلفوا مع تنظيم الإخوان المسلمين، كان خلافا في الإدارة وليس خلافا في الفكرة ) ويكفيني انه قال البعض واظن ان البعض لا تعني الكل واتعجب من ايراد مقولات البعض في مناقشة احوال الكل الا اذا فقط لحشر المقال باسماء الشيوخ سيد سابق ومحمد الغزلي والباقوري رحمهم الله جميعا والاستاذ البهي الخولي رحمه الله كقول (لقد ضاعت وغابت أسماء من فصلوا الغزالي والسيد سابق، ولا يعلم أحد أسماءهم، ولكن بقي الغزالي والسيد سابق نجمين كبيرين من نجوم الإسلام، ودعاته وحماته) وهذا خطأ عظيم الشيخين خرجوا من الجماعة لمخالفة شديدة وفصلوا وحفظ التاريخ من فصلوهم فلم يمحي ذكرهم والشيخ الغزالي رحمه الله اعتذر للاستاذ الهضيبي وقبل يده في الشارع وهم ينتظرون جنازة احد الاخوان امام بيته ,و الشيخ الغزالي كان قمه والشيخ سيد سابق كان قمه وقد اخطأ في التصرف اما من يتكلم عنهم فمن هم وماذا قدموا في طريق دعوتهم ؟
هل يعقل ان نقول ان كل من يخالف قيادته عالم مفكر حر ؟ هذا والله تلبيس غير مقبول وغير معقول وقياس غير علمي فلم تضيع اسماء من فصلوا الشيخين ومن فصلوا الباقوري ومن فصلوا الاستاذ البهي الخولي رحمهم الله جميعا فهم كرام هم ومن اتخذ قرار الفصل جميعا اجتهدوا في امور التنظيم وهم بين يدي الله تعالي وهو اعلم بهم اجمعين فلا يعقل ان نحكم في امور الفتن التي حدثت هكذا و اين هؤلاء الباحثين عن بقع الضوء من القمم التي كابدت وعانت ولما تعرضت لفتنه اراد الله شيئا ولا نتهمهم في نياتهم هؤلاء خرجوا في فتنه عاصفة ومن يحكي لنا عنهم من الشباب نظامهم مثل نظام( لا فيها لاخفيها) فلينشؤا حزبا كما شاؤا وليتحركوا كما شاؤا فكما لايعيب علي من قال الدعوة بنا ونحن لسنا بغيرها
اخيرا المقال يتهم ابناء الدعوة من الرجال والنساء والشباب الذين يتقيدون بانظمتها ويجتهدون فيها بانهم خبث وان الطيب هو من يخرج او هكذا يخشي ان يقال علي الاخوان وانا اقول لك يرحمك الله وسامحك الله وكفانا وكفي قيادتنا ما نلاقي من العلمانيين والملحدين ولا ينقصنا لمز صاحب عمامة ينصح في لمز ويخاطب في غمز .
نصحيتي لنفسي ولاخواني ان نصلي لله تعالي ونساله ان يبصرنا وان نترك حظ نفوسنا لان العمر قصير والناقد بصير والزاد فليل و سوف يبصرنا الله تعالي بالحق والحقيقة واحب من اخواني ان يدعوا لهؤلاء الشباب والقيادات التي خرجت بالهدي والبصيرة وان يردهم الي دعوتهم ردا جميلا فهذا هو اقل الوفاء لاناس جاهدوا معنا وصلوا بيننا وحملوا فكر دعوتنا وما اخرجهم الا اجتهاد لهم وهم اهل عقل وراي نرجوا الا يسلمهم الا للحق دوما والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله

