19/4/2011

محمد السروجي :

بخطوات ثابتة وأكيدة تتقدم الثورة المصرية إلى الأمام محققة العديد من النجاحات والمكتسبات التي لم يتوقعها أو يحلم بها أشد المصريين تفاؤلاً .
وعلى الطرف الآخر من النظام البائد لم يتخيلها أشدهم تشاؤماً ، لكنها طبيعة الثورات أو هو قدر الله الغالب وقضاؤه الذي لا يرد ، جاءت الأحداث الأخيرة بالتحفظ على مبارك وأسرته وحل الحزب الوطني  لتكون الضربة القاضية لفلول وبقايا النظام وفي نفس الوقت ضمانة جديدة لنجاح ثورة المصريين العظماء ، نعم وبكل يقين بقايا النظام تلفظ أنفاسها الأخيرة ، ويظل باقي الرهان في الحماية والرعاية والضمان على شعب مصر البطل مفجر الثورة وقائدها دون سواه، بين المخاوف والمخاطر والضمانات تتحرك عجلة الثورة

المخاوف والتهديدات ..... وهي تتمثل في :


** الوضع الأمني ... غياب الشرطة و بعض مظاهر الانفلات الأمني بقصد من فلول النظام أو دون قصد كواقع طبيعي لمعدلات العنف المجتمعي والجريمة "المعدلات الحالية أقل من المعتادة قبل 25 يناير ب 25% "

 
** تمزق النسيج الوطني ... لا أقصد العلاقة بين المسلمين والأقباط فقط ... لكن شبكة العلاقات الاجتماعية وقيم التعايش والتسامح بين كل فئات المجتمع والألوان الفكرية والعقدية وتهدئة حدة القصف الإعلامي القائم العلاقة بين الشعب والجيش
 

** الضغوط الخارجية ..... من دول المصالح خاصة "المشروع الصهيوأمريكي"

التي يعانيها المجلس العسكري بهدف النزول بسقف المطالب حتى لا تتحول مصر إلى دولة ديمقراطية بصورة كاملة"راجع وثيقة روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لـ " معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى " التي تم إيداعها بسجلات الكونجرس بتاريخ 13 أبريل والتي تطالب بالضغط على المجلس العسكري لحرمان الإسلاميين من استحقاقاتهم الديمقراطية " .. وهو نفس مضمون الوثيقة التي
قدمت منذ سنوات تحت عنوان "تجميد الديمقراطية أو الإطاحة بالديمقراطية" حتى لا يصل الإسلاميين للحكم
 

الضمانات "حماية الثورة"

** استكمال التطهير وترتيب البيت المصري متمثلاً في عدة نقاط منها :

(أ) العدالة والمحاسبة  ...  لبقايا رموز الاستبداد والفساد والقمع وفقاً للقانون والقضاء الطبيعي

(ب) الإنصاف والمصالحة متمثلة في :

** الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين والمدنيين المحاكمين عسكرياً

**  تنفيذ الأحكام القضائية المعطلة "3 مليون حكم "

** التجاوب مع المطالب الفئوية والاجتماعيةوفقاً لجدول زمني محدد ومعلن

(ج) الوحدة والمسامحة متمثلة في

** الإدارة المؤسسية لحوار وطني موسع حول المرحلة الانتقالية والديمقراطية، ودور المجتمع المدني، وتحديات إصلاح المؤسسات الحكومية والعامة، وغيرها.

**  ضبط الخطاب الإعلامي بعيداً عن الشقاق والفتنة والقصف المتعمد

 ** حماية النسيج الوطني والوحدة الوطنية "تجنب تحول السجال السياسي إلى
طائفي أو مذهبي .

خلاصة الطرح .....

أن الثورة المصرية نموذج متفرد في الشكل والمضمون والتوقيت  وسرعة تحقق المطالب الكبرى لدرجة أنها صارت ثورة ملهمة لشعوب المنطقة والعالم ..... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل