07/10/2010

فراج إسماعيل :

طلب الدكتور علاء صادق على الهواء في برنامجه بقناة "نايل سبورت" إعتذارا علنيا من السيد حبيب العادلي وزير الداخلية عن ترك جندي المطافئ فريسة هجوم وحشي من المشاغبين التوانسة دون أن يأمر أي ضابط من الرتب المختلفة الموجودة بنجدته، بل ظلوا بلا حراك كأنهم يتفرجون بدهشة وإعجاب على فيلم عنف من إنتاج هوليوود!

كان صادق شجاعا وجريئا على عكس وزير الإعلام الذي أظن أنه بلع ريقه عشرات المرات وكاد يبلع لسانه من الخوف والفزع، فتحركت كل أجهزته لوقف نقد موضوعي لم يخرج عن اللياقة ومتغاظ مثلي من سلبية الأمن الذي يسحل المصريين ذكورا وإناثا إذا شاء حظهم العاثر زيارة قسم شرطة أو الوقوع تحت رحمة الباشوات في أي مكان.

وعلى حسب صحيفة الأهرام الرسمية، أجرى رئيس إتحاد الإذاعة والتلفزيون اتصالا عاجلا برئيس القناة مصطفى حسين للوقوف على ما يجري على الهواء، ولكن تقرر الانتظار حتى الانتهاء من البرنامج، وبعدها ذهب إلى الأستديو في مدينة الإنتاج الإعلامي، وتم إبلاغ الدكتور علاء صادق بوقف البرنامج، فخرج من الأستديو بعد أن لملم فريق العمل معه الأوراق دون كلام‏.‏

وتمضي الصحيفة الرسمية في روايتها بأن الاتصالات كانت قد انهالت علي المسئولين في وزارة الاعلام ضد مايحدث علي الهواء من تجاوزات غير مبررة علي أثرها تدخل وزير الاعلام واتصل بأسامة الشيخ وأبلغه بقراره السابق‏.‏

يستحق علاء صادق التحية على شجاعته فقد قال كلمة حق في وزارة الداخلية التي أهملت واجبها عن حماية جنودها ولا نقول حماية أمن المواطن وماله وعياله.

لا يوجد مصري شاهد الجندي المسكين يتعرض لهذا الضرب المميت على مرأى من قياداته إلا وتملكته حالة غيظ وحنق على سلبية من يُفترض اللجوء إليهم للحماية والأمان. لو كان "عسكري الدرك" الشهير أيام زمان في مكانهم لأطلق صيحته الشهيرة وفر منها هؤلاء المشاغبين فرار الفئران.

كانت ثقافة عسكري الدرك الأمنية متسقة مع واجبها في حماية المجتمع بخلافة ثقافة قيادات وزارة الداخلية حاليا التي حصرت نفسها في حماية النظام وفي الأمن السياسي، فانطلق البلطجية يفرضون قانونهم على الناس وقفز على ظهورنا بلطجية آخرون من تونس ليفعلوا ما يريدون دون أن يقول لهم واحد من مغاويرنا "احم أو دستور"!

وزارة الداخلية ليست فوق النقد. لقد أخطأت ويجب أن تتحمل نتيجة سلبيتها تجاه ما تعرض له أحد جنودها وإلا فإنها ستكرر أخطاءها مليون مرة ظنا منها أنها في مأمن من المحاسبة والرعب منها لن يدع أحدا يتحدث عنها بما لا تحب