14/08/2010

 حازم سعيد

آيتان مرتا أمام عيني وعلى قلبى وأنا أفكر فى الكتابة عن هذا المسلسل والذى أظنه ويظنه الإخوان حلقة من حلقات الهجوم عليهم ومحاولة تشويه صورتهم بين الناس .

أما الأولى فهذه التى اخترتها عنواناً للمقالة .. وأما الثانية فهى قول الله عز وجل : " فأما الزبد فيذهب جفاءاً ، وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض " ..

أحسبنى بهذه المقدمة أنهيت المقالة .. أو أنهيت الفكرة الرئيسية من ورائها ..

صراع العلمانيين ضد الإخوان .. سلسلة طويلة من الهجوم

أما الهجوم على الإخوان فلم يكن أبداً وليد اليوم أو اللحظة حتى يقلق كثير من أبناء الصف الإخوانى ..

ولمن لا يعرف .. هل تدرون أن الإمام البنا - رحمه الله - وهو مؤسس هذه الدعوة المباركة هوجم يوماً ما من نكرة من النكرات كتب عن إمامنا مقالة بعنوان " الشيخ راسبوتين - يفقد عقله وأدبه " .. تشبيهاً للرجل الصالح بالراهب الروسى الفاجر المشهور راسبوتين .

وتوالت الهجمات والضربات الشرسة من خصوم الإخوان بين ترويع وترهيب وإلقاء بالتهم منذ عهد المؤسس الأول رحمه الله مروراً بعهود عبد الناصر وما فيها من أحكام إعدام وحبس وقتل بلا أحكام ..

واسألوا شهداء الطور وجبل المقطم وسيد قطب وعبد القادر عودة ويوسف هواش ومحمد عواد و .......

ومروراً بعهد السادات الذى ختمه باعتقالات شاملة لكل قوى المعارضة .. وانتهاءاً بعهد مبارك ..

عهد المحاكمات العسكرية المجيدة وما فيها من مظالم وانتهاكات سوف يوقف كل مسئول عنها أمام الله سبحانه يوماً ما .. وما أدراك ما الوقوف بين يدى الله لانتزاع المظالم .

وما حالة " خوار " أو " حمار " منا ببعيد .. قبل وأثناء وبعد انتخابات 2005 .

فماذا كانت النتيجة ؟

آخر ضربة إعلامية شاملة وجهوها للإخوان كانت حالة " خوار " وهى التى أرادوا أن يجعلوها سبباً مباشراً لصرف الناس عن الإخوان قبل انتخابات 2005 فإذا بها تأتى طامة فوق رؤوسهم لعدم اقتناع الناس بها .. وإذا بـ 88 نائباً ينجحون للإخوان بالبرلمان .. ليقوى عود الإخوان ويشتد أكثر وأكثر بعد شتائم وانتقادات مباشرة لا حصر لها .

كل مرة ينتهكون فيها الإخوان بنوع من الانتهاكات .. يخرج الإخوان أقوى مما كانوا وأكثر انتشاراً بين الناس وأشد ثباتاً على دعوتهم وما أنعم الله عليهم من الخير الذى يرفلون فيه ..

يذكرنى هذا الوضع بالدجال حين يأتى على باب المدينة فلا يستطيع أن يدخلها فيخرج له رجل وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أصلح أهل زمانه فيتزين له الدجال ويتلون ويخبره بأنه ربه فيرد عليه الرجل الصالح بأنه الدجال الذى أخبر عنه النبى صلى الله عليه وسلم فيميته الدجال ثم يحييه ليرد عليه الرجل الصالح بقوله : " ما ازددت فيك إلا يقيناً " يعنى يقيناً بأنه الدجال .

لماذا يفشلون ؟

الأسباب كثيرة :

أولاً : فضل الله وقوته وحكمته وتدبيره .. " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " . " كتب الله لأغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز " . " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد " .

ثانياً : فهم الإخوان واقتناعهم بفكرتهم .. وأنا أعرف وأشهد أن أفراد الصف الإخوانى لم يتخذوا قرار الانضمام للإخوان عن عاطفة أو انفعال طارئ .. بل هو الفهم والوعى والتفكير العميق والعلم الغزير بما هم مقدمون عليه .. ويعرفون تمام المعرفة ضريبة هذا الطريق " ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي " ، كلمة شهيرة لورقة بن نوفل حين سأله النبى صلى الله عليه وسلم عن قومه : " أو مخرجى هم ؟ " سجلها لنا التاريخ ونحفظها عن ظهر قلب..

ويعرفون النتيجة فى النهاية من رضوان الله سبحانه لمن يثبت ويموت على الدعوة والجهاد .. لذا كان شعار الإخوان " الله غايتنا " .

فما أتى بفكر وفهم واقتناع وعلم غزير لا يخرج هكذا بتهاويم وتخاييل وأحابيل للشياطين " إنساً كانوا أو جان " ..

ثالثاً : تغلغل الإخوان فى نسيج هذا المجتمع وقيامهم بالعبادات الاجتماعية حق القيام ، الإخوان هم الذين يعيشون هموم فقراء هذا الوطن .. هم الذين يقيمون المستشفيات والمؤسسات والجمعيات الخيرية ..

هم الذين يدركون معاناة الأب الذى لا يستطيع أن ينفق على تعليم أولاده أو زواجهم ، هم الذين يلتحمون مع الناس فى أفراحهم وأتراحهم .

هم أصحاب مشاريع الإغاثة الإنسانية ، وهم من يقف مع كل مكلوم من أمثال غرقى العبارات أو ضحايا الدويقة أو ...

الإخوان عاشوا الإسلام بعطفه ورحمته معيشة حقيقية ، وليس أولئك الذين ينعمون فى الفيلات والقصور والشاليهات والحفلات ويجلسون فى أبراجهم العاجية وهم يضعون رجلاً على رجل ، يشربون ويأكلون مما لذ وطاب ، ثم يكتبون ما يخدعون به الناس ..

الإخوان من نفس نسيج هذا الشعب .. والناس يعايشون الإخوان عن قرب ويعرفونهم .. ويدركون حق الإدراك هل يبطن الإخوان غير ما يعلنون أم أنها حقيقتهم تلك التى يظهرونها من الرحمة والإغاثة والإعانة ..

رابعاً : من يهاجم الإخوان .. وأنا لا أميل ولا أحب أن أكتب عن فضائح أولئك الذين ينتهكون الإخوان أو يتزيون بزي العقلاء الحكماء المعتدلين الذين يرفضون تطرف وإرهاب ومغالاة وتشدد الإخوان ..

لدواعى كتابة هذا المقال شاهدت الحلقة الثالثة من حلقات هذا المسلسل وأنا أتردد أن أنفق هذا الوقت الثمين من ليالى رمضان لأضيعه فى مشاهدة هذا الغثاء ..

حين شاهدت الحلقة وجدت محورها ممثل يقوم بدور مستشار يقص تاريخ الإخوان رافضاً لهم منتقداً لتشددهم ويظهره مخرج المسلسل بالرجل الحكيم ، صاحبنا هذا هو بطل أشهر لقطة إباحية فى تاريخ السينما المصرية !

فماذا سيقول مثله عن الاعتدال ؟

خامساً : ماذا يقولون وبأى منطق يحاكمون الإخوان ..

وأنا هنا لا أرد على شبهاتهم ولا على ما يطرحون من أفكار هى فى حقيقتها أتفه وأشد سفاهة من أن ننشغل بالرد عليها ..

فقط أتحدث عن المقياس الذى يقيسون به الأمور وعن المنطق الذى يتحاكمون به ..

فى مشهد من المشاهد جاءوا بالخادمة التى انتقبت وحاوروها عن النقاب وعن الإيمان وعن علاقة النقاب بالإيمان وعن كونه فضيلة أم فريضة بكلام خائب لا يعتمد على منطق ولا على دليل ولا استنتاج ..

إنما هى سذاجة تداولها المؤلف وأنطق بها الممثلين ليحتقرها الناس وبسطاء هذا الشعب ولا تدخل قلوبهم .. لأنها ببساطة مجرد سذاجة وسطحية ..

النتيجة النهائية

وأنا أقول " إن شاء الله " عبادة واستجابة لأمر الله وليس شكاً فى موعود الله ..

قوة للإخوان وصلابة وثبات لما هم عليه من الحق واليقين .

زيادة فى انتشار الإخوان وتغلغلهم فى نسيج هذا الشعب .

إقبال على دعوة الإخوان زرافات ووحداناً ، بعمق فهم ، وقوة يقين .

وأذكركم بما فعله الأمريكان بعد ضربات الحادى عشر من سبتمبر حين فزعوا الناس من الإسلام ، فإذا بالناس يقرؤون عن الإسلام ويقرؤون الإسلام ليدخلوا فيه ولتأتينا الإحصائيات بتضاعف الداخلين فى الإسلام بعد 11 سبتمبر أضعافاً مضاعفة .. ليرتد السحر على الساحر ..

" ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين " .. صدق الله العظيم .

ـــــــــــ

[email protected]