14/08/2010

فراج إسماعيل :

حديث الإعلام في مصر يدور هذه الأيام حول حملة التوقيعات التي يخوضها ما يسمى الإئتلاف الشعبي لترشيح جمال مبارك رئيسا لمصر في الإنتخابات القادمة.. من وراءها ومن يمولها وما الهدف منها؟!

لا أظن أنها أسئلة منطقية فلا أتصور أن مجموعة من المتطوعين يقومون بذلك لله في الله أوحبا لجمال الذي لم تظهر له أي مآثر منذ خرج للساحة السياسية حتى الآن. لابد أن لوبي رجال الأعمال في الحزب الوطني هو القاعدة والمنطلق وما يقومون به دعوة صريحة للرئيس حسني مبارك إلى التنحي وتنصيب ابنه في حياته رئيسا للجمهورية.

حقيقة الأمر أن النظام السياسي بات منقسما على نفسه لأول مرة حيال موضوع التوريث بعد أن أخرجه المعمل الذي يقوم بتصنيعه منذ سنوات إلى العلن رسميا لأول مرة، فهذا عمرو موسى يقول تصريحا جريئا غير متردد بأنه لن يقف مكتوف اليدين، بمعنى أنه لن يسمح للتيار التوريثي بالاستيلاء على السلطة تحت بند الشرعية الإنتخابية، وهذا صفوت الشريف يرفض تقاعد الرئيس مبارك، فيما المعلم السياسي لجمال الدكتور علي الدين هلال يصف النبرة التي تستعجل رئاسة جمال في حياة والده بأنها "قلة أدب"!

ما يجري هو قلق من رجال الأعمال المدانين للبنوك والقابعين على رئة الإقتصاد، فجمال لم يعد وحده الصالح للرئاسة، هناك البرادعي بما يمثله من ثقل دولي، وعمرو موسى الذي تخلى عن تحفظه وما يمثله أيضا من ثقل سياسي وشعبي، وهناك الإشارات القادمة من الولايات المتحدة أو من إدارة الرئيس باراك أوباما بأن تغيير الدماء في مصر بطريقة دستورية يضمن استقرارها ومن ثم وجود نظام قوي مدعوم داخليا ودولياً.

واشنطن وصلت في حالة مصر حاليا إلى نفس رؤيتها التي تخلت بها عن نظام شاه إيران السابق عندما بدأ رحلة سقوطه أمام ثورة الخميني، لكنها الآن تريد أن تصل مبكرا بحيث لا تسلم مقادير القاهرة لنظام شبيه بالإيراني.

ادرك لوبي البزنس المتحكم في الحزب الوطني أن فرصة جمال منعدمة في الحال التي يغيب فيها فجأة والده، وأنه لكي يصبح رئيسا لابد أن يأتي بالاحلال، أي أن يتنحي مبارك الأب فيكون الابن جاهزا للجلوس مكانه.

إنه التحليل المنطقي لما يجري.. لكن هل سيخضع الرئيس مبارك لحملة لوبي جمال لإجباره على عدم خوض الانتخابات القادمة؟!
ـــــــــــــ
[email protected]