05/ 06 / 2010

حازم سعيد :

بداية أعتذر لإمامنا المؤسس حين أمرنا بعدم تجريح الهيئات أو الأشخاص ، فأنا لم أستطع مجاهدة نفسى ولا الصبر على تعاليم الإمام – حتى ولو كنت أخاً عاملاً - .. فأحيانا تجبرنا المواقف التى نتعرض لها مع أشخاص تافهين أن ننجر انجراراً إلى مستوياتهم الثقافية والخلقية .. ولى فيها سند شرعى فى منتهى القوة ..

سيدنا أبو بكر حين قال لعروة بن مسعود : " امصص بظر اللات "

والحديث رواه البخاري وأحمد في مسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: ... فأتاه أي عروة بن مسعود ـ فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي نحوا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك، وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال له أبوبكر: امصص ببظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه...الحديث.

قال الحافظ في الفتح: وكانت عادة العرب الشتم بذلك لكن بلفظ الأم، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه، وحمله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار وفيه جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منهما يستحق به ذلك. وقال ابن النمير في قول أبي بكر: تخسيس للعدو، وتكذيبهم، وتعريض بإلزامهم من قولهم إن اللات بنت الله ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ بأنها لوكانت بنتا لكان لها ما يكون للإناث. اهـ.

وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد: وفي قول الصديق لعروة (امصص بظر اللات) دليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال. اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتي هي أحسن. اهـ. وعليه، فإن كان الموقف يستدعي التصريح بمثل هذا اللفظ إيثارا للمصلحة ودفعاً للمفسدة فلا حرج في ذلك، ولا تعارض بينه وبين نهي النبي صلى الله عليه وسلم فيمارواه الترمذي وأحمدعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بطعان ولا بلعان ولا الفاحش البذئ.بدليل قوله تعالى:{لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِإِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} (148) سورة النساء وأيضاً لو كان فيه مخالفة لنهاه النبي عن ذلك بل أقره وهو صلى الله عليه وسلم لا يقر على باطل.

أطلت فى التوصيف الشرعى ونسيت أو تناسيت الرويبضة ممتاز القط الذى كتب ذات يوماً متحسراً على حال رئيسه المريض الذى حرم من صوابع المحشى ومن طشة الملوخية ورائحتها ؟!!!!!! فى مقالة من مقالاته الركيكة بالغة السوء ، والتى أثبتت إساءة رؤسائه باختياره فى موقعه لأنه صار أراجوزاً يضحك الناس على مقالاته وعليه وعلى من وظفه أكثر مما يضحكون على ما يكتب .

كتب ممتاز ملوخية مقالة أشاد فيها بنتائج الشورى بعنوان " نوبة صحيان " نسف فى آخر فقرة فيها ما قدمه من مقدمات عن أن اكتساح الوطنى لانتخابات الشورى جاء كنتيجة طبيعية لنوبة صحيان من الشعب ونتيجة منطقية لتعديلات الدستور السابقة فى 2005 – 2007 ... الخ تخاريفه وهرطقاته ...

أقول نسف فى نهاية المقالة صحوة المواطنين بقوله : ( إلا أن عزوف المواطنين عن المشاركة السياسية أو التفاعل مع الأحزاب لايزال يشكل عائقا أمام عملية الإصلاح ويمثل سببا أساسيا في الظواهر السلبية التي تعيشها حياتنا السياسية والتي قد توحي للبعض بأن الحزب الوطني يسعي للانفراد بالساحة السياسية ) .

فهل هى صحوة أم عزوف ؟ أوقع كاتب الملوخية نفسه وأسياده فى حرج بالغ حين لم يستطع أن يتم مقالته على الشكل التخديرى الذى أرادوه أن يكون فجاءت خاتمتها لتنسف مقدمتها .

وتغافل هذا الممتاز فى سلسلة ملوخياته ما نقلت وكالات الأنباء من اعتداءات الشرطة على المواطنين أمام اللجان الانتخابية ، ومن عدم تمكن أحد من الناخبين من الدخول إلى اللجان ، ومن تقارير نشرت بعضها الصف الحكومية نفسها كجريدة المساء التى نقلت صور أحد الصناديق الانتخابية وبها صوت واحد فقط ؟

ولم يجب كاتب الطشة والمحشى عن التناقض الحادث بين قدرة الإخوان على حشد الألاف أمام أحد لجان الفرز وعلى الرغم من ذلك لم يحصل مرشحهم سوى على ثمانية أصوات بأحد الصناديق .. فكيف يحدث هذا ؟

لم يجب كاتب الملوخية لنا عن سر التناقض الرهيب بين حصد الإخوان للمقاعد الانتخابية فى ظل إشراف قضائى كامل فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، وبفارق آلاف الأصوات ، وبين انتخابات الشورى التى شهدت إشراف موظفى الإدارات المحلية التابعة لحكومة الحزب الوطنى وضباط أمن دولته والتى شهدت إقبالاً فى زعمهم وصل لحد فوز أحد مرشحى الحزب بمائة وثمانين ألف صوت مقابل ستة آلاف لمرشح الإخوان فيما أطلق عليه القط أنه عزوف من المواطنين .

لم يفسر لنا كاتب المحشى كيف حصد بضعة من نواب الوطنى على أصوات فاقت ما حصل عليه حسنى مبارك نفسه فى آخر انتخابات رئاسية .. فهل شعبية نواب الوطنى تفوق شعبية رئيسه الملهم المفدى الذى أصابه بالحزن والحسرة والكمد لأنه لن يستطيع تناول وجبة المحشى كبقية المصريين أو يسمع أو يشم طشة الملوخية .

لم يتعرض القط لمنع الأقسام ومديريات الأمن مناديب ووكلاء مرشحى الإخوان ومنظمات حقوق الإنسان من استخراج التوكيلات الخاصة بهم .

ولم يتعرض لطرد من استطاع استخراج توكيلاً من لجان التصويت أو الفرز لدرجة ممجوجة وصلت لحد منع المرشح نفسه ولنائب برلمانى من الدخول للجنة الفرز ؟!!!!

سكت القط سكوتاً مطبقاً عن الهزيمة المدوية التى تعرض لها مرشح الإخوان ونائب مجلس الشعب عن دائرته لثلاثة دورات متتالية أحدها لم يكن معروفاً فيها أنه من الإخوان وباكتساح دائم .. لم يتناول الممتاز كيف اكتسح النائب دائرته وكل مرشحيها لثلاثة دورات متتالية ثم يأتى فى الشورى لينهزم هزيمة ساحقة ماحقة ....

كلها ملوخيات متتالية تبعت ملوخيته الأولى ..

والله ما كنت أنوى – وربما أندم ككاتب – على التعرض لمثل هذا القط بالنقد ، ليس إلا لركاكته ولضحالة فكره وثقافته وأخلاقه ، وهو الأداة التى استخدمها الحزب الحاكم فى أحد أكبر أبواقه ليخدر المصريين وليستخف بهم ، ولكنه إلحاح رئيس تحرير " نافذة مصر " بأن أرد عليه .. وهو الأخ الصديق الذى لم أستطع أن أؤخر طلبه أو أمره ..
فسامحه الله .. وغفر لى زلتى .. أن هويت بقلمى لمستوى هذا القط .. وأن هويت بعقلى لأن تراودنى نفسى أن أقرأ ما كتب ..

______________

[email protected]