23/03/2010
د.أحمد السعيد
أصبح من الواضح أن مسرى نبينا يرضخ بين المطرقة اليهودية والسندان العربى المتصهين...أو بين إعتكاف الإحتلال الخبيث على هدمه وبناء خرابهم - هيكلهم - وتباين الموقف الرسمى والشعبى بين الغضب المكبوت المعهود واللامبالاة المموقتة والمُذِلَة ْ.ْ..أو بين إستأفار السند مع إستأساد المترقب...أو بين تفريط القريب فى الحق العقيدى والوجودى وإفراط البعيد لضلاله العقيدى وأوهامه الوجودى...
فأصبح الأقصى يجابه آلة الأفاعى منفردا ً لايعينه ويدافع عنه إلا صدور ٍ عارية ٍ أبت أن تكون من الغضب المكبوت أو اللامبالة الممقوتة...وكأن رب السموات والأراضين قد إطلع على العباد فاصطفى منهم ذوى القلوب الرقيقة وأصحاب الشيم الحميدة ومن قيل فيهم "من المؤمنين رجال....." فجعل موقعهم فى مصاف المدافعين عن المسرى ومن قيادات المنافحين عن كرامة الأمة وعزتها ورجولتها التى يختبرها من كان بالأمس يتمنى أن يقبل حذاء خليفتها عله يرضى عنه أو يتغمده بعطفه ورعايته وعنايته...
وتواترت الأنباء عن قرب الهدم والبناء بين المتوقعين المتفائلين وفتاوى حاخامتهم المتخنزرين...فأضحى الخبر يتداول بين الشعوب وكأن الكلام عن مسرى غير المسرى ومقدس غير المقدس...وتراجعت الهموم والأولويات وأصبح البطن والفرج من مقدمات الإهتمامات ومن أصول الأولويات...وتقدمت السلامة المؤقته والأمان الوهمى على كل ماعداهما...فنام من نام وصمت من صمت - بل – تغافل وتناسى من غفل ونسى أن المسرى وكنفه هو مسرح الوجود الإيمانى والتمكن العقدى من القلوب والعقول ومن بعدها الوجود الحياتى والروحى...
ومن حسن الطالع أن يبتعد الموقف الرسمى عن الشجب الشاحب والتنيد الباهت الذى يظهر الرفض النسوى الصبيانى ويبطن الرضى والقبول بما يحدث وماسيحدث...بل وأصبحت الإعانة والدعم للمخططات والإجراءات من الأمور التى يعلنها - بين الجهر تارة و التلميح أخرى والسكوت أخرى وأخرى- قادة الأمة المزعومين وزعمائها المُجْبَرِيْنْ المتجبرين...
إن التسارع فى وتيرة الإجراءات الصهيونية على الأرض الإسلامية لم تكون نتيجة غير متوقعة فى توقيت غير مدروس...ولكنها كانت نتيجة تداخلات سياسية عالمية ومصالح ذاتية فردية وخيانات إقليمية ودولية مهدت الطريق وبَسَطَتْ المسالك لتتوجه نحو المزاعم الصهيونية والأوهام اليهوإنجلية...فبدءت بمراحل جس النبض ومرورا ً بحفر الأنفاق ومصادرة البيوت والأرض وإنتهت بفتح كنيس خرابهم مع التحكم العسكرى فى الصلاة بأقصانا المقدس الشريف...بل وبسط اليد كاملة ً على مساجدنا بين الهدم أو التهويد...وأصبحت الأذرع الأمنية الباطشة فى ظل الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة هى الحامى والحارس الأمين ضد إنتفاضة الشعوب وتنديد الجماهير لما يثيرهم ويستثيرهم من إجراءات وممارسات صهيويهودية تحصد الأرض والعرض ومن قبلهما الدين ومقدساته وثوابته...
إن واجبات اليوم لايمكن أن تؤجل إلى الغد فالزمن لم يعد فى صالح القضية وأصحابها...لذا وجب على الأمة أن تنتفض معبرة ً عن قدسها ومقدساتها...رافعة ً راية دينها وجهادها...معلنة ً بصرخة ٍ مدوية ٍ أن زوال سرطانهم الخبيث اصبح بين قوسين أو أدنى...موقنة ً وجاهرة ً بإن دعم المقاومة والمقاومين هو من أوجب الواجبات وهو عبادة الوقت الملزمة...ويجب أن تتصالح الأمة مع ربها وتلتزم بهدى نبيها وتحفظ أنفال كتابها وتستعد للذود عن حياض أملاكها لتنال العزة فى دنياها وآخرتها...
ــــــــــــــــــ
أكاديمي مصري

