23/01/2010

 *حازم سعيد
 
أما الضربة الإخوانية فهى حين اختير الدكتور محمود حسين أميناً عاماً للجماعة ، لتسكت كل الألسنة التى شككت أو تشكك فى ولاءات رجال الإخوان ، وتقسيم الإخوان لاتجاهات قطبية أو غير قطبية .. محافظين أو إصلاحيين ، وسيطرة اتجاه على آخر وإحكام قبضته على شئون الجماعة .. إلى غير ذلك مما نراه داخل الصف الإخوانى ترهات وأباطيل وأراجيف ...

وأول من لاكته الألسنة الصحفية الموجهة أو المقلدة الدكتور محمود عزت الأمين العام السابق للجماعة .. ذلك الرجل الربانى المجاهد ، الذى عاش حياته ولا زال من أجل دعوته الشامخة .. وضحى – والله حسيبه – من أجلها بسنوات من زهرة شبابه وأمضى سنيناً طوال من عمره سجيناً من أجل دعوته ..

وكان ولا زال يربى أجيالاً على معانى الأخوة الإيمانية الصادقة ، وكما أسلفت فى مقالة سابقة فإنى حريص أكبر الحرص على عدم مدح الأحياء .. ولولا ذلك لحبرت هذه المقالة تحبيراً فى صفات الرجل العظيم الذى عايشته عن قرب ورأيت فيه قيماً ومعانٍ إخوانية سامقة ..

هذا التغيير الذى أثبت للجميع أن الجماعة لا يسيطر عليها إلا منهجها وفكرها وفقهها وأدبياتها .. لا أقول حتى أشخاصها أو مجلس الشورى الخاص بها ..

لا يحكم السيطرة على الجماعة لا محافظين ولا إصلاحيين ، ولا قطبيين ولا بنائيين ، ولا منفتحين ولا سلفيين ولا غيرهم .. هذه الجماعة ربانية منهجية مؤسسية يسيطر عليها منهجها الإصلاحى الربانى .. ألا فليع قومنا الدرس .. ألا وليسكت المرجفون ...

سقطة بعد سقطات ..

سقطات كثيرة وقع فيها الإعلام حين تناولوا الإخوان فى الفترة الماضية منها عدم تسليط الضوء – إلا من طرف خفى – على أداء فضيلة مرشدنا الأستاذ محمد مهدى عاكف المرشد السابق تنظيمياً السابق واللاحق لكل عصورنا فكرياً ومنهجياً .. حين أقدم على ما لم يستطعه حكام لدول ومؤسسات حالية وسابقة وهم الذين أوثقوا أنفسهم بعروشهم .. أقدم على ترك أعلى هرم السلطة الإخوانية طائعاً مختاراً زاهداً في المنصب مؤكدا على عودته لصف الجندية ليؤكد لنا أنها جندى فكرة ومنهج وعقيدة .. وفى درس بليغ لم يتناوله أحد ولم يتعرض له الباحثون .. إلا لمماً

ولكن ليست هذه السقطة التى قصدتها فى عنوان هذه المقالة ... وإنما عنيت بها السقطة الإعلامية فى تناول خطاب المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع .. فى أول ظهور إعلامى له ..

 حيث لم يتناوله أحد ... لا بالتحليل ولا بالبحث ولا بالتعليق .. ذلك أنهم لم يجدوا فيه ثغرات ، فقد كان خطابه الإعلامى والذى أذاعته الجماعة مكتوباً ومرئياً .. خطاباً شاملاً هادئاً عاقلاً رصيناً .. ينم عن فكرٍ واعٍ وقدرة هائلة على التفكير بوسطية واعتدال ، مع التعبير الجزل وبألفاظ سهلة وميسرة عن فكر الإخوان وتصورهم فى المرحلة القادمة ..

من المعانى العظيمة التى تناولها خطابه .. معنى الأخوة الإيمانية الصادقة بين الإخوان والتى لم يحبها الإعلام المرجف ولم يودوا سماعها من الإخوان فأسقطوها ..

وكذلك معنى الحرص على وحدة هذا الوطن وتآلف أفراده حين أكد على رؤية الإخوان للأقباط وشراكتهم فى هذا الوطن ، وحين أكد حرص الإخوان على هذا العمق والبعد الوطنى ..

ولا أقوم فى هذه الإشارة بتحليل الخطاب ولا ببحثه .. وإنما إشير لسقطات الإعلام وتربصه بالإخوان تربصاً لا يليق ..

وأدلل على ذلك بما نشره موقع المصريون اليوم واطلعت عليه قبيل كتابتى لهذا المقال عن تبرير ما قام به الإخوان من اختيار أميناً عاماً جديداً للجماعة غير الدكتور محمود عزت ، وأنا إن كنت لا أستغرب أن يصدر هذا الإرجاف عن المنابر المأجورة أو المرجفة .. فإنى أتعجب أن يصدر عن منبر ينتمى للفاضلين محمود وجمال سلطان .. وهما اللذان يتمتعان بالمنهج العلمى والانتماء الإسلامى الواضح الذى لا لبس فيه ولا غبش .. فكيف لمنبر هما يقودانه يصدر هذه الترهات والأراجيف والشبهات والتى لا تنتمى للمنهج العلمى ولو بقيد أنملة ..

فانظر إلى بداية التقرير الذى يبدأ بعمومية تنسف فكرة التوثيق حين كتب صاحب التقرير : " فسر محللون " فمن هم هؤلاء المحللين ؟ وأين فسروا ؟ وكيف فسروا ؟ .. عموم فى اللفظ وجهالة فى الشخص والمعنى ..

وعلى نفس الغرار تبدأ الفقرة الثانية من التقرير : " يأتى هذا فيما قلل مصدر مقرب من الجماعة " فمن هو هذا المصدر ؟ ولماذا لا يذكر اسم هذا المقرب ؟ ..

وأنا هنا أنبه الأستاذين سلطان لخطورة هذا الأسلوب وفقدانه للمصداقية أمام الله قبل أن يكون أمام الناس .. سائلاً الله أن يهدى أمتنا وأن يوفقها لأمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ..

ـــــــــــــــــــــــ

* كاتب مصري

[email protected]