23/04/2009
بعد مجموعة من الجرائم الثقيلة على النفس الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي أضحت من الممارسات اليومية والمعتادة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحكام المقاطعة ضد أبناء ورموز الشعب الفلسطيني، يبرز السؤال هل حركة فتح وكوادرها ورموزها لهم علاقة بما يجري في الضفة الغربية، خصوصاً في ظل إجراء الحوار الوطني في القاهرة؟
وهل عزام الأحمد المنفعل والذي يلهث خلف الحوار للتخلص من فياض وزمرته الأمنية كما همس لقيادة حماس في مصر هو من يحكم في الضفة الغربية؟ هل نبيل شعث الوديع وصاحب الرأي الهادئ والمعبِّر عن حرصه الشديد على الوحدة بأقواله المكررة عبر فضائية الجزيرة له علاقة بهذه الجرائم غير الوطنية وغير الشريفة في الضفة الغربية؟ وما رأي مروان البرغوثي والقدومي وغيرهم بهذه المأساة التي نصبح ونمسي عليها.
إن ما يحدث في الضفة الغربية من اعتقال للنساء والشيوخ، واعتداء على الرموز الإسلامية والوطنية بهذه الوضاعة، في الوقت الذي يجري حوار وطني برعاية كبيرة بحجم مصر لهو استهانة أولاً بوفد فتح الذي يتحدث ويّعِد في كل مرة بوقف كل هذه الجرائم بدون أي تنفيذ، كما أنه طعنة للجهود المصرية لاستضافتها هذا الحوار واستهانة قاسية بقيمتها الكبرى والعزيزة، وهو خذلان للجماهير الفلسطينية العريضة المتشوقة لوحدة حقيقية تعم البلاد، من أجل ترتيب البيت الفلسطيني وِفْقَ أُسس سليمة وفي أجواء بعيدة عن الكراهية ودوامة العنف.
إن جرائم الضفة من اعتقال وإطلاق النار على النواب والرموز واختطاف النساء، إنما هي رسالة واضحة؛ أن من يحاور في القاهرة وفي غزة هم أمام أمرين لا ثالث لهما، إما أنهم لا يملكون من أمرهم رشداً ولا غياً، وهذه كارثة ومصيبة، وأن من يحكم الضفة أناس آخرون غير الذين نحاورهم ونتحدث ونتفق معهم في القاهرة.
والأمر الثاني أن يكون وفد فتح في القاهرة مشارك في هذه الجرائم والاعتداءات وحملات الاعتقال والاختطاف، وحوارهم في الضفة عبارة عن لعب دور تجميلي للوجه القبيح والخياني في الضفة الغربية وبذلك تشتد المصيبة.
ما يحدث في الضفة أول ما يضر بحركة فتح وتاريخها وسمعتها، فالمشكلة أننا الآن أمام تحول لأجهزة أمن الضفة، لِتُمْسَخ أجهزة عميلة متواطئة مع الاحتلال بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبما أن حركة فتح تسوِّق نفسها على أنها مشروع تحرر وطني، فعيب عليها أن ترهن قواتها وقوتها وأموالها وعقلها وأجهزتها الأمنية بيد العدو الصهيوني.
إن أرادت حركة فتح والمتحاورين في القاهرة الخروج من هذه الدوامة السيئة فعلاً، فعليهم وقف جرائم هذه المجموعات الشاذة وطنياً والفالتة وغير الوطنية والمرتهنة لضابط أمريكي قابع في المقاطعة.

